متابعات إخبارية

خلاف مفاجئ بين الصدر والخباز يكشف صراعات داخل المرجعيات


شن مقتدى الصدري زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقا)، هجوما حادا على رجل الدين الشيعي السعودي منير الخباز المقيم في النجف. وذهب إلى حد مطالبته بمغادرة البلاد، فيما يبدو أنه صراع على الزعامة يتزامن مع ترتيب الصدر لعودته إلى المشهد السياسي.

وأشار تقرير بريطاني إلى أن “هذا الخلاف المفاجئ يسلط الضوء على شروخ مخفية تحت السطح في قلب المناطق الشيعية”، وفق موقع شفق نيوز الكردي العراقي.

ومنير الخباز رجل دين وخطيب ومفكر وكاتب شيعي سعودي يعد من علماء القطيف وخطبائها ينتهي نسبه إلى الامام علي بن أبي طالب ولد عام 1384هـ (حوالي 1964م) في قرية المدارس بالقطيف، في السعودية، ويلقي الدروس في مدينة قم، وفق موقع ويكيبيديا.

ويكشف هذا السجال توجس الصدر من شخصية نافذة تسحب منه غطاء الشرعية والحظوة والشعبية في وقت يسعى فيه إلى وضع حد لانكفائه السياسي.

وما يعزز هذه الفرضية أن “الخباز يشتهر بأنه عالم مرموق ومن المعتقد أنه يحظى بتأييد شخصيات دينية بارزة مثل آية الله العظمى جواد التبريزي ومحمد صادق الروحاني”، وفق المصدر نفسه.

وأشار التقرير إلى أن هذا “التصعيد ضد رجل الدين السعودي يمكن أن يكون بمثابة اختبار لنفوذ الصدريين في الحوزة العلمية في النجف”، لافتا إلى أنه “على الرغم من أن الخباز يسافر حاليا إلى أميركا الشمالية، إلا أنه لم يتخذ اي قرار بمغادرة العراق بشكل نهائي”. 

تهديد الصدر للمرجع الشيعي منير الخباز يفجر جدلا على المنصات الاجتماعية
تهديد الصدر للمرجع الشيعي منير الخباز يفجر جدلا على المنصات الاجتماعية

وبين أن الخلاف بين الصدر والخباز يتعلق بمقطع فيديو نشر في يوليو/تموز 2014، حيث يعترض رجل الدين السعودي على تقسيم رجال الدين  إلى نشطاء فاعلين وهادئين، معتبرا هذا التصنيف “غير عادل”.

وسلط التقرير الضوء على التنافس بين المدارس الفكرية التي دعا إليها المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاي ومعلمه الراحل آية الله العظمى ابو القاسم الخوئي (1899-1992)، مقابل النهج الأكثر تصادمية سياسيا الذي وضعه والد الصدر الراحل، آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر (1943 – 1999). 

وكان الخباز قد قال تصريح سابق “لم نجد مرجعية تسكت.. الجميع كانوا يتحدثون”، مضيفا أن “والد مقتدى الصدر وصف في العام 1998 رجال الدين الشيعة إما “بالصمت والعزلة” أو”النشطاء” و”المتكلمين”. 

وكشف التقرير أن حسابا على منصة “إكس”، ينشر مواقف الصدر، نشر في أوائل الشهر الماضي بيانا رد فيه الزعيم الصدري على تصريحات الخباز التي أدلى بها في العام 2014، حيث أكد “على أن تصنيف والده الراحل لرجال الدين الشيعة يتماشى مع المعتقدات الشيعية”، داعيا الخباز إلى “عادة تقييم” ممارسته للفقه الاسلامي لتجنب “الوقوع في فخ ادعاء الاجتهاد غير المبرر”. 

وحث مقتدى الصدر الخباز على “العودة إلى السعودية لتدريس الفقه هناك”، كما اتهمه بـ”التحدث بتهور في النجف بينما يلتزم الصمت في المملكة”. 

وقال التقرير إن “معارضي الصدر في العراق تحركوا للدفاع عن الخباز، كما أن أنصار رجل الدين السعودي وزعوا رسالة مكتوبة بخط اليد من السيستاني في العام 1992 يؤيده فيها كممثل له في مسائل مختلفة ويشيد به باعتباره عالما “جديرا وصادقا”. 

وتابع “أن الطائفة الشيعية في السعودية نفسها حثت السيستاني والسلطات العراقية على تأمين الحماية للخباز .الذي تلقى أيضا دعوات للعودة إلى مسقط رأسه في القطيف”. 

ونقل التقرير عن مصدر سعودي قوله إن هذه المناشدات جاءت في ضوء ما اعتبره. “تهديدات فعلية لسلامة الخباز”، فيما أكد مصدر عراقي أن “عائلة السيستاني تحركت. لتهدئة الوضع ومنع ما كان يمكن أن يكون خسارة فادحة للحوزة العلمية لو أن الخباز غادر العراق نهائيا”. 

وكشف أن “البعض عبر عن تكهنات بامكانية وجود صلة بين انتقاد الصدر المفاجئ للخباز وبين التواصل السعودي الأخير مع شيعة العراق”. موضحا أن “السفير السعودي عبدالعزيز الشمري أدى في منتصف مارس/آذار زيارة إلى المزارات الشيعية الرئيسية في كربلاء حظيت بتغطية إعلامية كبيرة.

ولطالما سعى التيار الصدري إلى البحث عن بديل لمرشده الروحي كاظم الحائري الذي تسبب اعتزاله فينزع الشرعية” عن زعيمه مقتدى الصدر. الذي نفى في وقت سابق أن يؤثر هذا الأمر على موقع تياره في المكون العراقي عموما والشيعي خاصة.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى