سياسة

خلافات حادة بين قيادات الحوثي تهدد بـحرب شوارع


تسيطر الصراعات الداخلية بين قيادات الحوثي على المشهد في اليمن. حيث أصبح اقتتال الحوثيين فيما بينهم على النفوذ والسلطة جزءًا من المشهد اليومي في اليمن. لتزيد من صعوبة الحياة على اليمنيين الذين يعانون أوضاعًا اقتصادية واجتماعية وأمنية كارثية.

صراع السلطة

تعيش اليمن وسط صراعات يدور أشهرها بين القيادي في الميليشيات محمد علي الحوثي، أكثر القيادات الحوثية التي تزاحم على فرض مساحة نفوذ واسعة بعد زعيم الميليشيات. والقيادي أحمد حامد مدير مكتب رئاسة الانقلاب، بينما تحول دور زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي إلى شيء أشبه بالمصلح الاجتماعي وسط قيادات الميليشيا الانقلابية. ويستند أحمد حامد إلى النفوذ الذي منحه إياه زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، والذي وقف في وقت سابق إلى جانب ممثله أحمد حامد، ومنحه تزكية علنية في اجتماع، حيث وصفه بأنه “مجاهد من الطراز الأول”، وهو ما حسم الجولة الأولى من الصراع لصالحه، فيما تكشف بعض التقارير والمصادر اليمنية عن أن نقطة الصراع الأساسية بين قيادات الميليشيا هي السيطرة على ولاء شيوخ القبائل في محافظتي صنعاء وذمار، حيث يسعى أحمد حامد إلى تحدي نفوذ محمد علي الحوثي في المجتمع القبلي.

زعيم حزب الله اللبناني يلوح بـحرب أهلية في البلاد

خاصة بعدما قدم حامد لزعيم الميليشيات الحوثية مقترحا مدعوما بقائمة طويلة من أسماء شيوخ قبائل مطلوب طردهم من مواقعهم على رأس التجمعات القبلية، وتعيين آخرين، وبحسب التقارير اليمنية، فقد حدد القيادي الحوثي أحمد حامد أسماء شيوخ قبائل يتواجدون خارج اليمن، وآخرين داخل مناطق سيطرة الميليشيات، مطالبًا بدعم لتنصيب عناصر قبلية أكثر ولاء للميليشيات، كون هؤلاء الشيوخ إما خارج البلاد أو غير فاعلين في مشهد الحرب، ويرى أحمد حامد أن بقاء التركيبة القبلية والنفوذ القبلي لكثير من شيوخ القبائل يمثل تهديدًا مستقبليًا لميليشيات الحوثي وسيطرتها.

حرب شوارع

على الجانب الآخر، بدأ محمد علي الحوثي تحركاته ضد مشروع أحمد حامد، فراح يقوي علاقاته مع بعض المكونات القبلية والشيوخ الحاليين منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح وتصفيته من قبل الميليشيات، وهو يرى أن أي تغيير في تركيبة المجتمع القبلي وآلية اختيار قادة القبائل قد تفجر صراعات داخل المجتمع القبلي على الزعامة، وإلى جانب نقطة زعامات القبائل اليمنية، تخرج صراعات الحوثي وتراشقهم إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي ينذر باشتعال حرب شوارع داخل اليمن في أي لحظة.

انقسام وشيك

في هذا الصدد، يقول صلاح السقلدي، المحلل السياسي اليمني، إنه برغم أن الحركة الحوثية لا تعاني كثيرا من إشكالية تعدد الرؤوس القيادية، وبرغم تجاوزها إلى حد كبير لإشكالية أزمة القيادة – مقارنة بكثير من التنظيمات- بعد أن حسمتها منذ فترة بقيادة أيديولوجية وراثية ممثلة ببيت بدر الدين الحوثي، إلّا أن الخلافات ما تزال تعصف ببنيتها بين الحين والآخر.

وأضاف صلاح السقلدي الأزمة تقترب من الاشتعال وهذا يتجلى بوضوح من خلال تراشقات بالخطابات بين بعض رموز الحوثي بالإعلام أو بوسائل التواصل. خصوصا فيما يتعلق بشأن الحوار ووقف الحرب، والمضي صوب تسوية سياسية مع الشرعية والأمم المتحدة والتحالف، فثمة رموز متشددة على خلاف عميق مع عبدالملك الحوثي مثل المرجعية الدينية يحيى بن حسين الديلمي، وخلاف مع يحيى الحوثي الذي يرى عدم الإذعان لهكذا حوارات قبل انتزاع مزيد من التنازلات، مضيفًا أن هناك قيادات ترى ضرورة التعاطي بنوع من المرونة مع الآخر، وبالذات فيما يتعلق بموضوع تثبيت الهدنة ووقف الحرب.

مخاوف حوثية

وتابع المحلل السياسي اليمني أن الحوثيين يشعرون بإنهاك كبير على كل الصُـعد، وبالذات الاقتصادي، فضلاً عن الشعور بمرارة العزلة السياسية المحلية والدولية، وتستبد بهم رغبة جامحة لكسر هذه العزلة والتخلص بالتالي من حالة النبذ التي تعيشها الحركة، فالدعم الإيراني على أهميته للحركة إلا أنه لا يقوى على حل كل المشاكل التي يعاني منها الحوثيون، ويخشون بالتالي من إطالة أمد هذا الحال أن يؤثّـر على وحدة صفهم ويؤجج بوجوههم بالنهاية مزيدا من مشاعر السخط في أوساط عامة الناس التي يفتك بها الفقر بقسوة وتنهشها الفوضى العارمة وتتناهبها قوى الفساد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى