خطوة جديدة في العلاقات الإماراتية-التركية.. زيارة تؤسس لشراكة استراتيجية
وقعت أنقرة وأبوظبي خلال الزيارة التي بدأها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا اليوم الأربعاء، 7 مذكرات تفاهم في مختلف المجالات، في خطوة من شأنها أن تعزز التعاون بين البلدين وتفتح منافذ لتنفيس الأزمة الاقتصادية التركية.
ووقع البلدان على التفاهمات المشتركة، عقب محادثات ثنائية وترؤس الرئيس رجب طيب أردوغان والشيخ محمد، الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين في العاصمة التركية.
وأعرب أردوغان، في الكلمة التي ألقاها، عن سعادته باستضافة الرئيس الإماراتي والوفد المرافق له في أنقرة، مشيرا إلى أنّ الشراكة الاستراتيجية تمت خلال زيارته لأبوظبي عام 2023 متمنيا أنّ تثمر في كافة المجالات.
وقال “حققنا تقدما ملحوظا في كافة المجالات، من التجارة والبنية التحتية إلى الصناعات الدفاعية والطاقة، ومن التكنولوجيا إلى النقل”.
وصرح بأن الإمارات أصبحت الشريك التجاري الأول لتركيا في الشرق الأوسط في هذه المرحلة، موضحا أن هدف التجارة بين البلدين قبل 3 سنوات كان 10 مليارات دولار، أما الآن فالهدف تخطى 20 مليار دولار.
وتابع “أعتقد أننا سنحقق هدفنا متوسط المدى البالغ 40 مليار دولار بخطوات حازمة من الجانبين”، مشيرا إلى أنه بحث مع نظيره الإماراتي الخطوات التي يمكن أن يتخذها البلدان بشأن القضايا الإقليمية، وخاصةً غزة.
وبحضور الرئيسان أردوغان والشيخ محمد، وقع رئيس مكتب الاستثمارات في الرئاسة التركية، أحمد بوراك داغلي أوغلو، ووزير الاستثمار الإماراتي محمد حسن السويدي، مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون الاستثماري في مجال السياحة والفنادق بين البلدين.
كما وقع البلدان مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستثماري في قطاع الأدوية، وأخرى تتعلق بالتعاون الاستثماري في مجال الصناعة والإنتاج، بالإضافة إلى اتفاقية في الزراعة والأغذية.
وأبرك نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز، ووزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، مذكرة تفاهم تتعلق بإنشاء لجنة قنصلية مشتركة.
ووقع وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي محمد فاتح كاجر ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي سلطان بن أحمد الجابر، على اتفاق تعاون في مجال البحوث بالمناطق القطبية.
كما أبرم وزير الدفاع التركي يشار غولر، ووزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع محمد مبارك المزروعي، مذكرة تفاهم بشأن الحماية المتبادلة للمعلومات السرية بين البلدين.
وفي سياق متصل ذكر بيان مشترك اليوم الأربعاء أن مجموعة “ترنديول” التركية والرئيس التنفيذي لشركة “بايكار” التركية هالوك بيرقدار وشركة القابضة (إيه.دي.كيو) الإماراتية وشركة “آنت إنترناشونال” اتفقت على استكشاف مشروع مشترك محتمل للتكنولوجيا المالية يقدم خدمات مالية رقمية في تركيا.
ووقعت الأطراف الأربعة اتفاقا لإطلاق منصة تقدم خدمات تشمل المدفوعات الرقمية والقروض والودائع والاستثمارات والتأمين وسيتطلب الإطلاق موافقات تنظيمية.
وأوضحت الشركات أن المنصة ستستهدف الأفراد والشركات الصغيرة، مع التركيز بشكل خاص على شبكة بائعي ترنديول.
وقال البيان “يهدف المشروع إلى الجمع بين البنية التحتية للتجارة الإلكترونية لدى ترنديول وأدوات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لدى بايكار وخبرة آنت في مجال التكنولوجيا المالية”.
وقالت شركة بايكار، المعروفة بريادتها في تصنيع الطائرات المسيرة في تركيا، إن المبادرة ستعتمد على البنية التحتية المحلية وتهدف إلى معايير أمنية عالية.
وقال رئيس مجموعة علي بابا، مايكل إيفانز، الذي يمثل المستثمر الرئيسي في ترنديول، إن الشراكة تعكس الاهتمام بالاقتصاد الرقمي في تركيا، بينما أشار نائب الرئيس التنفيذي لشركة القابضة (إيه.دي.كيو) الإماراتية، منصور الملا، إلى إمكانات النمو في البلاد في هذا القطاع. وقالت شركة آنت إنترناشونال إن عدد سكان تركيا الكبير والنشط رقميا يجعلها سوقا مهمة.
