سياسة

خطط واحدة بأقنعة مختلفة.. خبير فرنسي يكشف تقاطع أجندات الإخوان والووكي


في العالم المعاصر، تتشابه الحركات التي تهدف إلى التغلغل الناعم في المجتمعات، في الخطط والأساليب وأنماط الحركة.

في هذا الإطار، يرى أوليفييه فيال، مدير مركز الدراسات والبحوث الجامعية (CERU)، أن هناك قواسم مشتركة أيديولوجية وسلوكية بين حركة الإخوان والتيار “الووكي” الذي نشأ في الغرب وتوسّع في السنوات الأخيرة.

فيال قال خلال مداخلة له على قناة “سي.نيوز” الفرنسية: “الإخوان والووكيون يتقاطعون في رؤيتهم لما يعتبرونه عدواً مشتركاً: الثقافة الغربية التقليدية والرجل الأبيض كرمز لهذه الثقافة”.

وأشار إلى أن هذا العداء ليس ناتجًا عن مواقف فردية أو عاطفية، بل هو نتاج منظومة فكرية وأيديولوجية متكاملة تسعى لتقويض مرتكزات المجتمعات الليبرالية الغربية من الداخل، عبر نزع الشرعية عن المؤسسات القائمة وترويج خطاب يربط التاريخ الغربي بالتمييز والاستعمار والعنصرية.

تشابه في الأساليب والأهداف

بحسب فيال، فإن الإخوان كحركة ذات مشروع سياسي إسلاموي عالمي، و”الووكي” كحركة تتبنى غطاء الدفاع عن الأقليات والهويات المهمشة، وإن اختلفت أصولهما الفكرية والثقافية، يشتركان في آليات العمل.

وأشار إلى أنهما يشتركان في استراتيجية ضرب شرعية المؤسسات، وذلك عبر التشكيك المستمر في حياد واستقلالية المؤسسات الأكاديمية، والقضائية، والإعلامية والسياسية، واعتبارها أدوات للهيمنة سواء “البيضاء” أو العلمانية.

وأضاف: “كذلك يشتركان في نشر منطق الضحية، إذ يقوم الخطابان؛ الإسلام السياسي والووكي، بتغذية الشعور بالاضطهاد لدى فئات معينة، سواءً على أساس ديني أو عرقي أو جنسي”.

كما رأى أن الإخوان والووكي يشتركان في التغلغل في البنى الثقافية والتعليمية، حيث يعمد الطرفان إلى فرض لغتهما ومفاهيمهما عبر التعليم، والجامعات، والحملات الثقافية، ما يعيد صياغة المفاهيم الاجتماعية والتاريخية وفق رؤيتهما.

السياق السياسي

تصريحات فيال تأتي في ظل جدل مستمر في فرنسا حول العلمانية، والهوية الوطنية، وحرية التعبير. إذ شهدت البلاد خلال السنوات الماضية نقاشات حادة حول: التمدد الأيديولوجي للإسلام السياسي داخل بعض الجامعات والجمعيات، وتنامي خطاب الـ”ووكي” في الأوساط الثقافية والفنية والأكاديمية.

يختم فيال تحليله بتحذير واضح: “حين تتقاطع أيديولوجيتان مختلفتان تمامًا؛ واحدة دينية أصولية وأخرى علمانية تقدمية، على نفس الهدف، وهو تفكيك أسس الحضارة الغربية، فإننا أمام تحالف غير معلن لكنه شديد الخطورة على المجتمعات الديمقراطية.”

وأضاف أن “هذا التلاقي لا يعني بالضرورة وجود تنسيق مباشر، لكنه يمثل ظاهرة مشتركة من التمرد الثقافي قد تُفضي إلى هشاشة داخلية في المجتمعات الغربية، وتضعف قدرتها على الدفاع عن نموذجها الديمقراطي والعلماني”.

وأثار مصطلح “الووكي” (Woke) جدلا عاما في أوروبا خلال السنوات الماضية، وبينما يراه البعض ضرورة لمعالجة الظلم الاجتماعي وتعزيز المساواة، يعتبره آخرون أيديولوجية متطرفة أو مستوردة من الولايات المتحدة. 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى