سياسة

خسائر أوكرانيا المتزايدة تدفع روسيا نحو استعادة كورسك


بعد مرور شهر على الهجوم الأوكراني المُباغت على منطقة «كورسك» الروسية، فجرت وزارة الدفاع الروسية خلال الساعات الماضية، مفاجأة من العيار الثقيل، تضمنت ارتفاع خسائر القوات الأوكرانية داخل المنطقة.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، أن خسائر القوات الأوكرانية على محور كورسك خلال آخر 24 ساعة بلغت نحو 510 عسكريين، مع تدمير 19 مدرعة، بينها 3 دبابات ومركبة مشاة قتالية و15 مركبة قتالية مدرعة.

وارتفع مجموع الخسائر التي تكبدتها القوات الأوكرانية على محور «كورسك» منذ بداية القتال إلى أكثر من 11220 عسكريا و87 دبابة و42 مركبة مشاة قتالية، و74 ناقلة جند مدرعة، إضافة إلى أسلحة ومعدات عسكرية.

ويرى خبراء، أن القوات الروسية نجحت في تصفية ثلثي القوات الأوكرانية المتواجدة داخل «كورسك» الروسية، وأن القوات الأوكرانية لم تستطع الحفاظ على مكتسباتها، وأن ذلك يرجع إلى فشل إستراتيجية كييف، وعدم وجود خطط واضحة للتعامل مع القوات الروسية.

وقالت أستاذة العلوم السياسية والخبيرة في الشؤون الروسية الدكتورة نورهان الشيخ، إن هناك العديد من الأسباب الإستراتيجية لفشل القوات الأوكرانية في استمرار سيطرتها على «كورسك» الروسية، أبرزها عدم وجود خطة أوكرانية مدروسة للتعامل في أكثر من جبهة عسكرية في وقت واحد، وهذا على عكس القدرات الروسية، التي نجحت في السيطرة على الكثير من الأراضي في الشرق الأوكراني، وأيضا محاولاتها استعادة أراضيها في كورسك، وهو ما ينذر بخسارة القوات الأوكرانية في الجبهتين.

“عمليات روسيا تسير بنجاح”

وأكدت الدكتور الشيخ أن الموازين العسكرية الأوكرانية شهدت اختلالًا لصالح القوات الروسية، وأن أوكرانيا زجت بالأسلحة والمعدات وحتى المسيرات لدعم عملياتها العسكرية في كورسك، لكن لا يزال ميزان القوى لصالح روسيا؛ نظرا لتفوقها في هذا المجال من حيث المنظومة والأعداد.

وأشارت إلى أن الخطة الإستراتيجية التي اعتمدتها كييف في كورسك أثبتت فشلها، حيث ركزت كييف على السيطرة على محطة كورسك النووية، لإجبار روسيا على سحب قواتها من الشرق في دونباس، ولكن حدث العكس، ولم تسحب موسكو أي قوات من الشرق، بل تقدمت بشكل كبير؛ مما اضطر أوكرانيا على سحب قوتها هناك.

ولفتت الخبيرة في الشؤون الروسية، إلى أن القوات والعمليات الروسية تسير بنجاح، بالرغم من بطئها كما يصفها البعض؛ نظرا لخطورة تلك المناطق المليئة بالغابات والمدنيين؛ ما يتطلب كثيرًا من الدقة في عمليات التمشيط، فتسير العمليات الروسية بتكتيك التمشيط الدقيق لسد أي ثغرات وإنجاز المهام بأقل معدات وذخائر، فيكون الاستهداف مدروسًا بدقة بناء على استطلاعات ومعلومات استخباراتية، مشيرة إلى تصفية ثلثي القوات الأوكرانية التي دخلت إلى روسيا وكذلك تحرير بلدات.

أما فيما يتعلق باستنزاف الأسلحة الأوكرانية، أكدت الدكتورة نورهان الشيخ، لا توجد خيارات أمام أوكرانيا سوى الحصول على المزيد من المساعدات من الغرب وخاصة بعد تدمير نسب كبيرة من القاعدة الصناعية العسكرية الأوكرانية، مشيرة إلى وجود اتجاه لدى الولايات المتحدة والغرب بمنح أوكرانيا المزيد من المساعدات العسكرية.

“فشل الإستراتيجية الأوكرانية”

أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، الدكتور رامي القليوبي، قال إن استرداد «كورسك» ليس من أولويات روسيا خلال المرحلة الراهنة، خاصةً وأن القوات الروسية تُركز عملياتها العسكرية في إقليم الدونباس، تمهيدًا لفرض سيطرتها عليه خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، وهو ما يكون خطوة نحو تحرير كورسك، وإلى أن موسكو غير مستعدة للتضحية بهذا النجاح التكتيكي لاستعادة وحدة الأراضي الروسية.

وأشار القليوبي إلى أن الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك لا تمثل أهمية بالنسبة لموسكو، ولا تحوي أي حقول نفط أو مناطق إستراتيجية، لافتا إلى فشل الإستراتيجية الأوكرانية في كورسك ووصف ما قامت به أوكرانيا في كورسك بحرب العصابات، وكانت بلا أهداف إستراتيجية.

وتابع القليوبي، «أوكرانيا إذا استمرت في كورسك ستخسر بالضرورة مواقع مهمة في الدونباس، بينما في حال انسحابها، فسيكون ذلك ضربة لصورتها أمام الغرب الذي يدعمها ويزودها بالأسلحة».

وأوضح أن أوكرانيا تغطي على الاستنزاف الكبير الذي تتعرض له أسلحتها ببعض النجاحات مثل هجوم كورسك لتحسين صورتها أمام الغرب، لافتًا إلى أن الغرب يتبع إستراتيجية منع هزيمة أوكرانيا، وفي الوقت نفسه منع هزيمة روسيا خشية من التأثير النووي لذلك.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى