على خلفية ما كشفه تلفزيون الاحتلال الإسرائيلي عن خطة أعدتها قطر ترمي إلى منع الفلسطينيين من الاحتجاج في يوم افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس المحتلة، أكد خبراء فلسطينيون، أن هذا العمل يكشف الدور الوظيفي المشبوه لتنظيم الحمدين. وبحسب القناة العاشرة الإسرائيلية، فإن وزير خارجية قطر حاول إرسال رسالة في شهر مايو الماضي، من خلال وسيطين قريبين من النظام القطري، وهما رجل الأعمال اليهودي الفرنسي فيليب سولومون، والحاخام أفراهام مويال، لكن مستشاري نتنياهو رفضوا لقاءهما. وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن الرسالة القطرية التي جاءت قبل بضعة أيام من افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، مفادها أننا يمكن أن نمنع أعمال الشغب. ونقلت العين الإخبارية عن وليد الزق، أمين سر هيئة العمل الوطني، قوله: نحن في قوى منظمة التحرير لنا موقف واضح من كل التحركات القطرية بخصوص قطاع غزة ونضعها في سياق مشبوه، ورأى أن قطر تسعى بكل جهد لعقد صفقة بين حماس وإسرائيل من خلال هدنة رفضتها كل الفصائل الفلسطينية. ويؤكد المسؤول الفلسطيني أن التحركات القطرية لا يمكن وضعها في الجانب الإنساني، إنما هي تقدم الوجه الإنساني للوصول للمشروع السياسي الأخطر والهادف لفصل غزة، في محاولة لضرب المشروع الوطني الفلسطيني عبر بناء كيان منفصل بغزة، وشدد على رفض الدور القطري الذي يعمل مع الإسرائيليين لضمان تمرير المشروع المشبوه. وكان وزير الخارجية القطري -وفق القناة الإسرائيلية- زعم أنه حصل على موافقة جميع الفصائل في غزة لوقف العنف مقابل خطة لتحسين البنية التحتية والكهرباء والصرف الصحي في قطاع غزة، فضلاً عن إقامة بنية تحتية تجارية في شكل ميناء أو مطار في غزة، واقترح بدء مفاوضات سرية حول هذا الموضوع. وفي السياق ذاته، يرى الكاتب والمحلل السياسي، عمر حلمي الغول، أنه بحكم العلاقة بين إمارة قطر وحماس ما نشر أمر طبيعي، مشيراً إلى أن من تابع نقل السفارة الأمريكية لم ير ردوداً مناسبة على خطورة الحدث، وسبق أن حذرت عدة جهات فلسطينية من الدعم القطري لحماس، ودور ذلك في إدامة الانقسام الفلسطيني منذ عام 2007، وأضاف قائلا: إن قطر تنسق مع أمريكا وإسرائيل، وهذا يتضح من زيارات السفير القطري محمد العمادي المتكررة إلى غزة وإسرائيل التي هي على تماس مع حماس، وفق ما نقلت العين الإخبارية. وشدد على أن الموقف الفلسطيني الرسمي والنخب الفلسطينية والشعبية واضحة في رفض فصل الجانب الإنساني عن السياسي وفصل المصالحة عن التهدئة، مصيفا أن القيادة والنخب منتبهون ويعون أخطار السياسة القطرية، وتعمل القيادة من أجل لجم أي تحركات من الممكن أن تؤدي إلى نتائج سلبية وغير إيجابية تجاه العملية السياسية.