خبراء عسكريون: قرار برلمان مصر بإرسال قوات للخارج “تاريخي وواجب”


وصف خبراء عسكريون قرار البرلمان المصري المتعلق بإرسال قوات عسكرية للخارج بالتاريخي وتفويض واجب، قائلين إن القرار يعكس رؤية مصر الاستراتيجية أمام ما يحدث في ليبيا، مشيرين إلى أنها ما تزال تتبنى الحل السياسي، غير أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي عدوان يشكل تهديدا لأمنها القومي، وفق العين الإخبارية.

وجاء قرار البرلمان المصري في أعقاب عدة رسائل سلام وردع مصرية متعلقة بالملف الليبي، حيث سعت خلالها القاهرة على التأكيد بأن كل الخيارات مفتوحة في التعامل مع التدخلات التركية في ليبيا.

هذا ورسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخطوط الحمراء في ليبيا في الوقت الذي قال فيه في يونيو الماضي بأن سرت والجفرة خط أحمر، بينما جاء قرار البرلمان المصري بالموافقة على إرسال قوات إلى خارج البلاد، مكملا لرؤية القاهرة بعد إصرار وتعنت أنقرة، وإعلانها الاستعداد لتجاوز الخطوط الحمراء.

ومن جهته، قال اللواء الطيار الدكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العليا، للعين الإخبارية بأن قرار البرلمان المصري يعبر عن نبض الشارع المصري، القلق بخصوص تدخلات تركيا في ليبيا، مضيفا بأن القرار يعبر عن رؤية استراتيجية مقدرة أن الوضع سيؤثر بالسلب على الأمن القومي المصري في حال تجاوز خط سرت-الجفرة، ووصف القرار بأنه التاريخي في هذا التوقيت الصعب.

كما أكد الحلبي بأن الموقف المصري على أنه واضح و بأن الحل السياسي هو الأساس للأزمة الليبية، واستشهد بالمبادرة المصرية للسلام في ليبيا المعروفة باسم إعلان القاهرة.

وتابع قائلا: حال فشل الحل السياسي وحدث دفع بالمليشيات والإرهابيين بشكل يتجاوز خط سرت-جفرة، ستدخل مصر عسكريا، لما من التدخل التركي من تأثيرات سلبية على الأمن القومي الليبي والمصري والعربي.

وقال من جهته اللواء جمال أبو ذكري، خبير الأمن القومي، بأن مصر اتخذت قرارها السليم بالتدخل العسكري في ليبيا، وتحرير الجزء المحتل منها، في حال تجاوز النظام التركي للخطوط الحمراء، وأضاف بأن ليبيا هي امتداد للعمق الاستراتيجي لمصر وأمنها القومي جزء من الأمن القومي لمصر، ما يعني أن احتلالها ينذر بكارثة بمصر.

وتابع المتحدث ذاته والذي شغل منصب مساعد وزير الداخلية الأسبق قوله: لا يمكن لمصر أن تغض الطرف عن ليبيا، وتتركها لتركيا التي تقع على آلاف الأميال وترغب في احتلال جزء من ليبيا، القاهرة لن تسمح بذلك.

وتوقع اللواء هشام الحلبي الذي يشغل أيضا منصب عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن تستمر أنقرة في عنادها، قائلا: ما سنراه هو استمرار دفع تركيا بالمليشيات التي جلبتها من سوريا إلى ليبيا في اتجاه سرت، مضيفا أن تركيا لن تتراجع عن محاولة اختراق هذا الخط، لأن المليشيات بالنسبة لأردوغان هي وقود المعركة، وخسارتهم لا تشكل فارقا، لكن نجاحهم سيخدم مآربه.

واستبعد الحلبي أن يقوم أردوغان بالمواجهة بأسلوب الحرب التقليدي، لكن فقط سيعتمد على المرتزقة السوريين والأتراك، وتابع أن الجيش الليبي لديه قدرة عالية على مواجهة هذه المليشيات منفردة، بدون دعم أردوغان لهم

ومن جانبه، أما اللواء قال كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب إن قرار مجلس النواب، جاء بناء على تقدير الموقف العسكري والسياسي الذي تم خلال اجتماع مجلس الدفاع الوطني الأحد، مضيفا أن القرار كان بمثابة واجب أراد به جميع النواب اتخاذ ما يصب في صالح مصر.

وكان البرلمان المصري وافق بالإجماع على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود البلاد.

وقال البرلمان في بيان له، إن هذه القوات تهدف للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال الميلشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية إلى حين انتهاء مهمة القوات.

وأضاف البيان: عملاً بحكم المادة 152 من الدستور والمادة 130 من اللائحة الداخلية للمجلس، دعا الدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس أعضاء المجلس للانعقاد في جلسة سرية حضرها 510 من أعضاء المجلس، وذلك في مساء الإثنين 20 يوليو الجاري، للنظر في الموافقة على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال الميلشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية إلى حين انتهاء مهمة القوات.

وأعلن مجلس النواب تأييده للجهود المبذولة للقوات المسلحة درع الأمة وسيفها، ورعايتها الأمينة للثوابت الوطنية والعربية والإقليمية، فلا الشعب يوماً خذل الجيش، ولا الجيش يوماً خذل الشعب.

Exit mobile version