سياسة

خبراء عراقيون: زيارة وزير خارجية قطر إلى بغداد تأتي لنجدة نظام إيران


زيارة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بغداد لم تكن اعتيادية، فقد جاءت بعد يومين فقط من تطبيق الولايات المتحدة الأمريكية المرحلة الثانية من العقوبات الاقتصادية على إيران، التي تستهدف قطاع الطاقة والمصارف في إيران.

زيارة اعتبرها الخبير السياسي عبد الغني علي يحيى محاولة من جانب النظام القطري لنجدة حليفه النظام الإيراني، قائلا: بلا شك هذه الزيارة جاءت في إطار الالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.. فقطر تربطها علاقات وثيقة مع النظام، والعراق طرف في هذه العلاقات، مشيرا إلى أن قطر تستغل نقطة الضعف في العقوبات الأمريكية المتمثلة بإعفاء العراق ودول أخرى من الالتزام بها في نجدة حليفها الإيراني، وفق ما نقلت العين الإخبارية.

ويعد الحرس الثوري الإيراني المتضرر الرئيسي من هذه العقوبات التي تخنقه ونظامه، وتجفف مواردهم المالية التي يستخدمونها في تمويل النشاطات الإرهابية في العالم بشكل عام وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، لذلك يعد الممر القطري إحدى الطرق التي تعتمد عليها إيران في الالتفاف على العقوبات ومواصلة تمويل أنشطتها.

وفي تقرير سابق، كشفت العين الإخبارية عن تشكيل النظام الإيراني غرفة عمليات مشتركة في بغداد مع نظام الحمدين، بإشراف مباشر من الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس، لتشكيل حكومة عراقية حسب مواصفات إيرانية، كي تتمكن إيران من مواجهة الضغوطات الأمريكية خلال السنوات المقبلة بمساعدتها، وقدمت قطر خلال الانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق في 12 مايو الماضي وبعدها ملايين الدولارات لسياسيين ونواب عراقيين لإنجاح المشروع الإيراني في المنطقة.

ومن جانبه، قال الخبير الاستراتيجي مؤيد الجحيشي إن زيارة وزير خارجية قطر إلى العراق جاءت من أجل تأمين مناصب في الحكومة العراقية للسياسيين المدعومين من قطر وإيران، حيث التقى مع خميس الخنجر القيادي بتحالف المحور المدعوم من قطر، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد التسريبات التي أشارت إلى أن الخنجر لن يحصل على وزارة في حكومة عبد المهدي، وشدد على أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تدخلت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بموافقة إيران، التي سمحت للسياسيين التابعين لقطر الذين كانوا معروفين إعلاميا بمناصرتهم لتنظيم داعش الإرهابي بخوض الانتخابات والمشاركة في العملية السياسية.

وأضاف الخبير الاستراتيجي أن رئيس الوزراء العراقي لن يستطيع أن يمسك العصا من الوسط في مسألة العقوبات المفروضة على إيران، إما سيكون مع واشنطن ويطبق العقوبات وإما سيكون مع إيران…أتى الوزير القطري ليتباحث مع الحكومة العراقية كيفية الخروج من العقوبات بأقل ضرر دون أن تغضب أمريكا وإيران منها.

وقد كشف سياسي عراقي بارز أن زيارة وزير الخارجية القطري جرت بإيعاز مباشر من قبل إيران، خصوصا أن الدوحة وطهران كانت لهما باع طويل مؤخرا في تشكيل الحكومة العراقية وتعيين الرئاسات الثلاث (رئاسة البرلمان العراقي ورئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء)، وهناك غرفة عمليات مشتركة للجانبين في بغداد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى