سياسة

خبراء تونسيون: خلايا نائمة فضحت تغلغل الإرهاب الإخواني بتونس


العملية الإرهابية في ولاية سيدي بوزيد، وضعت يدها على جرح الخلايا النائمة في تونس، الذي بات غائرا ويزيد آلامه الدعم غير العادي المقدم من قبل تنظيم الإخوان إلى العناصر المتطرفة في البلاد.

والخميس، فجر إرهابيان نفسهما في منطقة جلمة في سيدي بوزيد في تونس، بعد مطاردة من قبل قوات الأمن، وتبادل إطلاق النار مع فرقة مكافحة الإرهاب، وقال الناطق الرسمي باسم القطب القضائي التونسي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي أن الإرهابيين ينتميان إلى خلية نائمة تُدعى جند الخلافة، أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي سنة 2015، وفق ما أوردت العين الإخبارية.

وأزاح السليطي الستار عن معلومات ترتبط بالإرهابيين، حيث سبق وأرسل القضاء التونسي ضدهما بطاقة تفتيش منذ سنة 2017، إذ حجزت قوات الأمن لديهما عددا من أسلحة الشطاير وشرائح هواتف جوالة وعبوات ناسفة، بعد مداهمة منزليهما.

ونقلت العين الإخبارية عن المختص في التنظيمات الإرهابية الهادي أحمد، توضيحه أن التنظيمات الإرهابية في تونس تستمد جذورها من العمق الإخواني، حيث وجدت في وصول حزب النهضة إلى السلطة منذ سنة 2011 كل التسهيلات للانتشار وزرع أفكارها من أجل استقطاب الشباب.

وتحدث الهادي أحمد، صاحب كتاب تحت راية العقاب ورواية كنت في الرقة، عن أن الترويكا (حزب النهضة والتكتل وحزب مؤتمر) لم تنخرط في مكافحة الإرهاب، بل سعت إلى توظيف المساجد لتغذية التطرف، مؤكدا انطلاق الخلايا النائمة من ولايتي القصرين وسيدي بوزيد سنة 2012، وساعدها ضعف الدولة وحساسية الفترة الانتقالية آنذاك.

أما عن أخطر الجماعات الإرهابية فتظل كتيبة عقبة بن نافع، التي أسسها الإرهابي الخطير مختار بن مختار، وكتيبة جند الخلافة التي تأسست في أحد مساجد محافظة سيدي بوزيد بمساعدة الإمام للخطيب الإدريسي، الذي كان منتميا إلى حزب النهضة في ثمانينيات القرن الماضي.

وعز الدين العلوي، أحد الإرهابيين الذي فجر نفسه في جلمة، نجح في استقطاب العديد من الشباب في منطقته وتجنيدهم للاعتداء على قوات الأمن.

ولا أحد من التونسيين ينسى تصريح رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي سنة 2012 عن أن المنتمين إلى داعش يذكرونه بشبابه، وحتى اليوم يثير هذا التصريح استهجان الأطراف الحداثية، باعتباره دليلا مؤكدا على تقاطعهم الفكري مع تنظيم القاعدة وكل التنظيمات الإرهابية.

وكانت ألفة الهمامي القيادية في حزب الحر الدستوري، اعتبرت أن سرطان الإرهاب لم يضرب تونس إلا مع وصول حزب النهضة للحكم، الذي شجع بدوره واحتضن تحركات تنظيم أنصار الشريعة المحظور خلال أعوام 2011 و2012 و2013، والذي يتزعمه الإرهابي سيف الله بن حسن أبو عياض متهم بالهجوم على السفارة الأمريكية في تونس في 14 سبتمبر 2012، وقتل السفير الأمريكي في بنغازي بليبيا، خلال الشهر نفسه.

الهمامي فضحت محاولات الإخوان التظاهر بالمشاركة في مكافحة الإرهاب، حيث أوضحت أن عمق الإرهاب يبدأ من القواعد الانتخابية لهذا التنظيم، ومن المليشيات الإلكترونية التي تشجع على ذلك، مؤكدة أن تونس خسرت في عهدهم 80 عنصرا أمنيا وعسكريا جراء العمليات الإرهابية.

وتنتشر الخلايا الإرهابية النائمة في تونس بالمناطق الحدودية مع الجزائر، وتحديدا ولايات الكاف وجندوبة والقصرين وقفصة، إضافة إلى المناطق الحدودية مع ليبيا (ولايتا مدنين وتطاوين).

وفي يوليو 2015 كشفت دراسة نشرها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية (مؤسسة تابعة لرئاسة الجمهورية) أن الدعم اللوجيستي للجماعات الإرهابية والخلايا النائمة يأتي من الجهة الغربية لليبيا.

وهذه الجهة تسيطر عليها جماعة فجر ليبيا الإرهابية، وتتقاطع براجماتيا مع حزب النهضة والتيارات الإخوانية في المنطقة العربية. وربطت الدراسة القضاء على الإرهاب في تونس بإنهائه في ليبيا أولا.

ويرى أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية في تونس جهاد العيدودي أن المقاربة الأمنية مهمة في مكافحة الإرهاب، لكن الأهم اقتلاع الفكر الإرهابي عبر محاسبة الأطراف السياسية التي تسانده وتقدم له الدعم للاستمرار وتنفيذ استراتيجيات العنف.

ويؤمن العيدودي بأنه من يريد التغاضي على العلاقة العضوية بين تنظيم الإخوان والجماعات المسلحة لن يتوصل إلى تحليل عقلاني لانتشار الظاهرة في العالم العربي وأوروبا، ضاربا المثل بالفتاة التي فجرت نفسها في شارع الحبيب بورقيبة، أكتوبر الماضي، ففي النهاية جميعهم ينتمون إلى المنبع الفكري نفسه.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى