خبراء: تحول الإخوان إلى جمعية محاولة مكشوفة لإعادة ترتيب أوراقها
انتقال تنظيم الإخوان بليبيا إلى جمعية تحت اسم الإحياء والتجديد، بمبادئ مختلفة عن فكر تنظيم الإخوان ما هو إلا، بحسب خبراء سياسيون، محاولة مكشوفة لإعادة ترتيب أوراقها لكسب ثقة الليبيين مرة أخرى خاصة بعد الانشقاقات الكبيرة التي ضربت صفوف الجماعة مؤخرا.
وكان التنظيم قد قال في بيان إن جمعية الإحياء والتجديد ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل العام.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي الليبي محمد العبيدي إن بيان تنظيم الإخوان ما هو إلا محاولة سياسية لتعويض الخسائر التي تلقاها مؤخرا بانحصار دوره في العملية السياسية، مضيفا أن التنظيم تلقى مؤخرا ضربات عدة بعضها كان من داخله، حيث كانت آخر تلك الضربات تقديم عدد من أعضائها في ليبيا استقالات جماعية وإعلانهم إغلاق مكتب الجماعة بمنطقة الزاوية اعتراضًا على ما تتعرض له البلاد، وفق ما أوردت سكاي نيوز عربية.
وأضاف العبيدي أن الجماعة فقدت سلطتها في ليبيا، واصطدمت بالعديد من الاستقالات والانشقاقات وحالات تمرد متعددة، أشهرها انسحاب خالد المشرى من الجماعة مطلع عام 2019، مشيرا إلى أن انسحاب المشري كانت هزة كبيرة داخل أروقة الجماعة وجاءت بعدها تهديدات من عناصر الإخوان في مصراته بالانسحاب أيضًا اعتراضا على سياسة قادة الجماعة، التي وصفت من قبل الكثير بالجنونية.
وأوضح أن ما فعله التنظيم وما ورد في البيان كان متوقعا وخاصة وأن الفترة الأخيرة عقدت الجماعة اجتماعات على أعلى مستوى شارك فيها قيادها من تنظيم الإخوان الدولي بتركيا في محاولة لتعويض خسائر الجماعة والتخطيط للظهور بشكل يتقبله الليبيين، وأن الشكل الجديد الذي سيظهر به الإخوان لن يفيدهم خاصة أن هذه المناورة أتبعها التنظيم في أكثر من دولة وأثبتت التجربة فشلها في النهاية، مشيرا إلى أن الانشقاقات في الجماعة دفعت كثير من التيارات السياسية المتضامنة معهم للعزوف عن تأييدهم.
أما المحلل السياسي محمد جبريل اللافي فقال إن الليبيين اعتادوا على مثل هذه المناورات الفاشلة من جماعة أساس فكرها متطرف مشيرا إلى أن هذا الفكر لم يستطيع إقناع أحد بمنهجيته وعقيدته، مضيفا أن هذه الجماعة بعد أن ثبتت فشلها في الوصول للسلطة من خلال صناديق الاقتراع والآن تحاول أن تسوق نفسها على أنها الوكيل الوحيد للدعوة الإسلامية وهي الوحيدة التي تتحكم في الدعوة الإسلامية كنوع من الضغط على الليبيين بأن من يخالفهم قد يقع في خطأ مخالفة الشرع.
وتابع اللافي أن هذا البيان يحاول أن يسوق بشكل مضلل ومزور بأنهم تعرضوا لتشويه، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما فالكل شاهد تصريحات مباشرة من عناصر تنظيم الإخوان اعترفوا بأنهم كانوا داعمين لنمو جماعات متطرفة في ليبيا، كما أن قنواتهم التلفزيونية تعج بتصريحات لقيادات الإخوان تثني على مجالس إرهابية متحالفة مع أنصار الشريعة وأنصار القاعدة.
وأشار اللافي إلى أن تنظيم الإخوان يده ملوثة بالدم في ليبيا فكل التنظيمات الإرهابية، التي قاتلت الشعب الليبي كان الإخوان حليف لها باعتراف قادته، حيث أننا لم نجد تصريح واحد يدين أعمال تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة.
وأوضح اللافي أن البيان يعكس قدرة هذا التنظيم المتطرف على المراوغة وكيف أن آلته الإعلامية تعمل لتجميل صورته، ولكنه لم يكن واعيا بأن الشعب الليبي البسيط اكتشف كل هذه الألاعيب ولم يكرر خطأه بانتخابه مرة أخرى.
وقال الباحث السياسي إبراهيم الفيتوري إن جماعة الإخوان عندما أعلنت عن نفسها في ليبيا عام 2011 كانت تدعي أنها ستمارس عملا دعويا وإرشاديا فقط وأن هدفها في الأساس نشر الدين وقيم الإسلام في محاولة منهم لكسب قطاع كبير من الشعب الليبي في صفهم، وفق سكاي نيوز عربية.
وأضاف أن جماعة الإخوان فعليا لم تعمل وفق ما أعلنته من مبادئ وكانت تمارس عملا سياسيا واضحا وخالفت القوانين واللوائح ورأينا أعضاء من هذه الجماعة يتولون مناصب في الدولة ورأينا أحزاب موالية لهذه الجماعة.
وتابع أن تنظيم الإخوان مر بمراحل عديدة في ليبيا هيمن فيها في أوقات على القرار السياسي واحتل أعضائها وقادتها مؤسسات الدولة ولكننا وصلنا إلى هذا اليوم الذي صارت فيه الجماعة منبوذة عند الشعب الليبي، حيث أن الليبيين تيقنوا بأن وضع جماعة الإخوان غير مرحب بيه لأنها تجاوزت الأعراف والعقد المبرم بين الكيانات السياسية والليبيين بعد أن أغرقتهم في الفوضى.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان وصلت إلى حائط سد بعد أن فقدت القاعدة الشعبية والتمثيل السياسي داخل الحكومة الجديدة، ولهذا فإنه من الطبيعي أن يدخلوا في عملية إعادة تموضع بأسماء أخرى.
واستشهد الباحث السياسي بحالة الانشقاقات التي ضربت الجماعة مؤخرا قائلا: حتى قيادات الجماعة انسحبت وخرجت من التنظيم حيث أنها مناورة مكشوفة منهم لإعادة طرح نفسهم بشكل جديد بعيد عن الجماعة.
وفقد تنظيم الإخوان الإرهابي أي تواجد شعبي له في ليبيا واصطدم بالعديد من الاستقالات والانشقاقات وحالات تمرد متعددة أشهرها انسحاب خالد المشري من الجماعة مطلع عام 2019 وغلق مكتب التنظيم في مدينة الزاوية.
وتعتبر تلك الضربة من أقوى الضربات التي واجهت التنظيم في ليبيا والتي تشهد صراعا كبيرا لتمثل تلك الخطوة اعترافًا بخسارة الإخوان لأكبر معاقلها في ليبيا، وبداية انهيارها عقب تدنى شعبيتها ووصولها لأدنى مستوياتها.