سياسة

حين تصبح حياة الفلسطنيين معركة من أجل البقاء


في قلب الأزمات الإنسانية، حيث الأمل يتلاشى وسط ضجيج المعاناة، تبرز مدينة خان يونس كرمز للصمود في وجه الشدائد، تحت وطأة النزاعات والحصار. تجد هذه المدينة نفسها في مواجهة مع الزمن، حيث تحيط بها الأوضاع المأساوية من كل جانب، وتصبح الحياة معركة يومية من أجل البقاء.

كارثة محدقة

في خان يونس، الواقعة جنوب قطاع غزة، تتجلى ملامح الأزمة الإنسانية بأشد صورها. منظمات الإغاثة تحذر من كارثة إنسانية محدقة ناجمة عن نقص حاد في الطعام والوقود والمستلزمات الطبية، النازحون، الذين فقدوا منازلهم ومعيليهم. يواجهون الآن شبح الجوع والمرض وفقدان الأمان.

الأسبوع الماضي، شهدت المدينة تصعيدًا خطيرًا، حيث أكمل الجيش الإسرائيلي تطويقها. مما أدى إلى قصف جوي ومدفعي مكثف، والاشتباكات العنيفة بين الجيش ومقاتلي الفصائل الفلسطينية تركت أثرًا داميًا، وأدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.

الوضع الإنساني في غزة، وخصوصًا في خان يونس. يتدهور بسرعة، الاتحاد الأوروبي يصف الأوضاع بأنها “لا يمكن أن تكون أسوأ”. مشيرًا إلى الحاجة الماسة للتدخل الإنساني. الغارات الإسرائيلية المتواصلة أدت إلى ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 40، وهو رقم يُتوقع أن يزداد مع استمرار العنف.

الجوع والمرض يحاصرنا

يقول محمد هاشم، أحد النازحين: نعيش في خيام لا إنسانية وسط برك واسعة من مياه الصرف الصحي، يحاصرنا الجوع والمرض في كل خطوة نخطوها.

وأضاف هاشم برك المياه أصبحت مصدرًا هائلًا للناموس الذي جعل الحياة مستحيلة في الخيم المفتوحة بالشوارع، لا ننام الليل. وفي الصباح نسير مسافات تتراوح بين 2 و4 كيلومتر للحصول فقط على زجاجة مياه للشرب.

وتابع هاشم، ومؤخرًا وبعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح الذي كانت تصلنا منه كميات شحيحة من الطعام والماء والدواء اختفى كل هذا فجأة وأصبح الوضع شديد السواد.

لا نعرف لأين نذهب

في السياق ذاته، تقول مريم خالد، أم لثلاثة أطفال عد إلى خان يونس لأجدها قد تحولت إلى أنقاض، فالدمار في كل مكان ورائحة الموت تملأ الشوارع ومنزلي مدمر بالكامل.

وتابعت مريم فقدت زوجي وأصبحت مع أبنائي الثلاثة نعيش في خيمة أمام بركة مياه آسنة. لا نعرف لأين نذهب ونعتمد على لقيمات يساعدنا بها من حولنا في الخيام.

وأضافت مريم، يوميًا نخوض رحلة البحث عن مياه ونسير إلى ما يقرب من 8 كيلومترات. ويوميًا تستهدف القوات الإسرائيلية، الشباب الباحثين عن المياه ونتفاجئ بجثثهم تسقط في الطرقات.

في هذا الواقع المرير، يبرز السؤال، ما مصير هؤلاء النازحين والمتضررين من النزاع؟. الإجابة تكمن في الجهود الإنسانية التي يجب أن تتضافر لتقديم يد العون والمساعدة. العالم مدعو اليوم للنظر إلى خان يونس ليس كمجرد رقم في إحصائيات النزاعات. بل كمجتمع ينبض بالحياة ويستحق العيش بكرامة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى