سياسة

حيلة أردوغانية تتلاعب بمصير اللاجئين السوريين في تركيا


تعهد أردوغان أنّه لن يرحل اللاجئين السوريين إلى بلادهم بـ”القوة”، بعد أيام قليلة من إعلان عزمه على توسيع برنامج لترحيل اللاجئين إلى تجمعات سكنية أقامتها هيئات تركية في مناطق بشمال سوريا الخاضعة للاحتلال التركي في خطاب يعتمد على التلاعب اللغوي ليحسن صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام المجتمع الدولي قبل انتخابات 2023.

حيل أردوغان

وحسب لصحيفة “أحوال” التركية، فإنّ موقف أردوغان، الذي قد يبدو للوهلة الأولى تراجعاً عن ترحيل اللاجئين السوريين.

يأتي في خضم مواجهة مع المعارضة حول هذه القضية التي تحولت كرهاً إلى سجال انتخابي قبل الاستحقاق الرئاسي والتشريعي المقرر في يونيو 2023.

ونقلت عن أردوغان قوله: “سنحمي حتى النهاية أخواننا المطرودين من سوريا بسبب الحرب. لن نطردهم أبداً من هذه الأرض“. في استغلال واضح لتصريحات لبعض قادة المعارضة الذين يطالبون بانتظام بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

 وقد تنامت موجة العداء للسوريين في تركيا. وتعرّض كثير منهم لاعتداءات جسدية بينما تعرضت ممتلكاتهم في أحيان كثيرة لعمليات تخريب وتدخلت السلطات التركية في أكثر من مناسبة لفضّ تلك الإشكالات.

لكنّ مصادر حقوقية اعتبرت أنّ الجهات الرسمية أرخت حبل التهاون مع تلك الاعتداءات لإيجاد مسوغ لعمليات طرد قسري طالت عدداً من اللاجئين.

ويبدو في الوقت ذاته أنّ ورقة اللاجئين دخلت في مزاد الحملات الانتخابية المبكرة التي تخوضها المعارضة وحزب العدالة والتنمية الحاكم لتعود هذه القضية للواجهة في شكل استثمار سياسي وانتخابي.

وبعد أيام من تصريحات دبلوماسي سوري في موسكو أنّه لا آفاق للحوار مع تركيا، تراجع أردوغان عن تصريحاته السابقة عن بدء حوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. واصفاً إياهم بـ”القتلة”، فقد نقلت عنه قوله: “بابنا مفتوح على مصراعيه. وسنواصل استقبال السوريين، لن نعيدهم إلى أفواه القَتَلة“.

بعد أعوام من عمليات فرز للاجئين السوريين على أساس الموالاة والمعارضة لحزب العدالة والتنمية الإسلامي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وظف ورقة السوريين لصالحه في انتخابات 2014 بتجنيس بعض السوريين لاستغلال أصواتهم في الانتخابات.

شهد موقف أردوغان من اللاجئين السوريين تغيراً جذرياً، حيث بنى الرئيس التركي جانباً كبيراً من دعاياته الانتخابية “البروباغندا” على أكاذيب تتعلق بلاجئي سوريا، وتشعل الكراهية ضدهم.

والأسبوع الماضي، أعلن أردوغان أنّه يُحضّر “لعودة مليون” سوري إلى بلدهم على أساس “طوعي” من خلال تمويل استحداث ملاجئ وبيوت مناسبة لاستقبال سوريين في شمال غرب سوريا، بمساعدة دولية.

ومنذ العام 2016 وبدء العمليات العسكرية التركية في سوريا، عاد نحو 500 ألف سوري إلى ما تسمّيها تركيا “المناطق الآمنة” التي أنشأتها أنقرة على طول حدودها مع سوريا، بحسب أردوغان.

ودُشّنت أول منازل مجمعة والبنية التحتية اللازمة لاستقبال اللاجئين السوريين العائدين في 3 مايو في مخيم كمونة في منطقة سرمدا، وهو مشروع مموّل من أنقرة.

ووعد الرئيس التركي أمام حشد مبتهج ملوّحاً بالأعلام التركية بأنّ بلاده ستستمر بمساعدة السوريين وأنّ (100) ألف منزل على الأقل ستكون جاهزة بحلول نهاية العام في شمال غرب سوريا.

وتستضيف تركيا حوالي (5) ملايين لاجئ على أراضيها، معظمهم من السوريين والأفغان، بموجب شروط اتفاق تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016.

ونشأت توترات على مر الأعوام، لا سيّما في صيف 2021. بين اللاجئين والسكان المحليين الذين يواجهون أزمة اقتصادية ومالية حادة.

ورغم محدودية هذه الحوادث، إلا أنّها أثارت مخاوف منظمات الإغاثة من أن يصبح اللاجئون موضوعاً في حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في يونيو 2023.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى