سياسة

حملة تجويع وحصار تجاري تركية لسكان الحسكة السورية


بعد ساعات فقط على الاستغاثات المتتابعة لسكان الحسكة السورية من أجل إعادة مياه الشرب للمدينة وريفها تعرضت منطقة جديدة بها لحملة تركية من تجويع وحصار تجاري بإجبار أصحاب المحال التجارية على الإغلاق.

وحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مسلحين من مليشيا الحمزات التابعة لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قاموا بإجبار أصحاب المحال التجارية على إغلاقها مع التهديد بالسلاح في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة.

وتقوم المليشيا الأردوغانية بمعاقبة أصحاب المحال التجارية بسبب رفضهم المشاركة في إضراب ضد المجلس المحلي للمدينة والذي قام برفض هيمنة شقيق زعيم فرقة الحمزات على المعبر الحدودي مع تركيا، وقامت أيضا عناصر من مليشيات الحمزات بتوزيع منشورات تطالب فيها سكان رأس العين بالإضراب ضد المجلس المحلي للمدينة والخروج في مظاهرات.

وكان شيوخ ووجهاء العشائر قد خرجوا في احتجاجات تضامنية مع المجلس المحلي لرأس العين، بعد أن أعلن تعليق أعماله يومه السبت على خلفية تعيين المدير الجديد للمعبر، هذا التعيين الجديد لم يثر غضب سكان المدينة فقط؛ بل ضربت موجة خلافات وانقسامات المليشيات التابعة لأردوغان؛ إذ هناك تحالف جديد ضد (الحمزات) التي يحسب عليها المدير الجديد في طور التشكيل، حسب ما ذكره المرصد السوري.

إن مليشيا الحمزات تعتبر مجموعة إرهابية تدربت على يد النظام التركي؛ إذ تم جرى تشكيلها في أبريل 2016، بعد أن اندمجت 5 جماعات من مليشيات ما يعرف بالجيش السوري الحر (لواء الحمزة، لواء ذي قار، لواء رعد الشمال، لواء مارع الصمود، لواء المهام الخاصة).

هذا وعرفت قرية مصبغة في ريف رأس العين التي توجد ضمن مناطق عملية نبع السلام الخاضعة لنفوذ القوات التركية والفصائل الموالية توترا واسعا ما بين الأهالي من جهة وما بين الشرطة العسكرية الموالية لأنقرة من جهة أخرى، وذلك لليوم الثاني على التوالي، فيما يتشبث أبناء رأس العين بضرورة وقف انتهاكات الفصائل التابعة لرجب طيب أردوغان وإبعادهم عن المدينة.

وعاش أكثر من مليون ونصف المليون في سوريا في مدينة الحسكة لعدة أيام ظروف صعبة بسبب العطش، بعد قامت القوات التركية إلى إيقاف عمل مضخة مياه الشرب في محطة علوك بريف المدينة متعمدة ذلك، واضطرت بعد ذلك  القوات التركية أمام حملة كبيرة قام بها نشطاء سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى إعادة تشغيل محطة مياه علوك التي تمرر المياه إلى مدينة الحسكة ومناطق بمحيطها وريفها، بعد إيقاف استمر لأكثر من 22 يوما، غير أن القوات التركية والفصائل التابعة لها ستقوم فقط بتشغيل 16 بئر مياه من أصل 30 بئرا في (علوك) والتي يعتمد عليها أبناء الحسكة في الشرب.

إلى ذلك، فقد قامت تركيا وخلال عام بقطع ما يقرب من 8 مرات المياه عن محافظة الحسكة السورية، بعد ان احتلت مدينة رأس العين، ودفع كل هذا السكان للجوء إلى حفر آلاف الآبار من أجل البحث عن المياه.

إن سلاح التعطيش والتجويع والحصار الاقتصادي أصبحت كلها مجموعة وسائل تلجأ إليها القوات التركية بمساندة مليشيات بغرض فرض عقاب جماعي على سكان مدينة رأس العين منذ أن بسطت سيطرتها عليها في منتصف شهر أكتوبر 2019، فيما لا تكتفي الانتهاكات التركية في ريف الحسكة والمناطق السورية بسلاح التعطيش والتجويع، إذ في أبريل المنصرم سرق المرتزقة الموالون لأردوغان الممتلكات واختطفوا عدد من الأهالي وأجبروهم أيضا على القتال إلى جانب المليشيات المسلحة، كما قامت تركيا والمليشيات الموالية لها في 2019 بالسيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة الأكراد، واستولت بذلك على منطقة بطول 120 كلم على الحدود منذ أن بدأت في عمليتها العسكرية على شمال سوريا، مما أدى إلى مقتل المئات ونزوح 300 آلاف شخص.

ولذلك، وافق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة، في أكتوبر المنصرم، على قرار يطالب الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات وقيود أخرى على تركيا والمسؤولين الأتراك جراء العدوان الذي ترتكبه أنقرة على شمال سوريا.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى