حماس والفصائل الفلسطينية تتاجر بالقضية لكنز التمويلات في جيبها
شعارات رنانة وخطابات براقة طالما أبدعت الفصائل الفلسطينية في إطلاقها لخدمة أجنداتها وأجندة الأنظمة التي تواليها. فعمدت منذ سنوات طويلة، إلى المتاجرة بالقضية الفلسطينية لكنز التمويلات التي تدخل في النهاية إلى حسابات قياداتهم الخاصة.
وبعدما كشف الخليجيون متاجرة قيادات هذه الفصائل بالأزمات للحصول على تمويل باسم القضية الفلسطينية. بدأت تعلن تلك القيادات دعمها لميليشيات الحوثي الإرهابية ضد الخليج العربي. وهنا تجدر الإشارة إلى تصريحات محمود الزهار، القيادي بحماس، حول دعمه للحوثيين في مواجهة الخليج. ما أثار غضب آلاف من رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
وهاجم الزهار في تصريحات أدلى بها لإحدى القنوات الممولة إيرانيا، والناطقة بالعربية، التحالف العربي في اليمن. مشبها معارك تحرير هذا البلد العربي بـ”الاحتلال الإسرائيلي”.
حماس تحتفي بالحوثي
تصريحات قياديي حماس ترجمتها حركة حماس على الأرض بمظاهرات داعمة للحوثيين في قطاع غزة. ورفع أعضاء الحركة الإخوانية الموالية لإيران صور عبدالملك الحوثي وحسن نصر الله، زعيم حزب الله الإرهابي. معلنين بذلك أن حركتهم أحد أضلاع مثلث الشر لوكلاء إيران في المنطقة.
تصريحات الزهار جاءت بالتزامن مع هجوم حوثي إرهابي على موقع مدني في الإمارات، أدانته كل الدول والمنظمات الدولية. ليؤكد نيابة عن الحركة أن تيار الإخوان المسلمين، يختار دوما شق الصف والعداء لأي إرادة عربية.
عملت الأحداث المتواترة على فضح الانتهازية التي تمارسها الفصائل الفلسطينية. وكان آخرها إعلان منظمة يمنية غير حكومية معنية بدعم الشعب الفلسطيني، عن التبرع بأرصدتها المالية المجمدة لدى الحوثي الانقلابي.
غضب عربي من حماس
خطوة حماس غير المحسوبة أثارت غضبا عربيا وخليجيا واسعا، خصوصا بانكشاف حقيقة الحركة المتاجرة بالقضية الفلسطينية. وانتشرت هاشتاجات عبر تويتر مثل: “معركة استرداد الوعي مستمرة“، و”الفلسطيني يؤيد الحوثي“، في إشارة إلى حماس. أعاد المغردون خلالها نشر صور وفيديوهات مرتبطة بالمسيرات الفلسطينية في غزة دعما لنصر الله والحوثي. وسط تنديد واسع وتوعية بالارتباط الإرهابي بين حماس ووكلاء إيران بالمنطقة.
الحوثي يقابل الدعم بنهب أموال الفلسطينيين
قابلت مليشيات الحوثي الإرهابية الدعم الحمساوي لها بالاستيلاء مبلغ يعادل 4 ملايين دولار أميركي من حساب “جمعية كنعان لفلسطين” اليمنية. وذلك بعد ساعات من إعلان المنظمة الخيرية التبرع بالمبلغ لحساب سفارة فلسطين باليمن.
وتعد “جمعية كنعان لفلسطين“؛ إحدى أبرز المنظمات اليمنية غير الحكومية التي تأسست لدعم نضال الشعب الفلسطيني في منتصف إبريل 2003، ويديرها نجل شقيق الرئيس اليمني السابق العميد يحيى صالح.
جمعية كنعان لفلسطين
تقوم الجمعية الخيرية برعاية أكثر من 10 آلاف فلسطيني داخل اليمن وفلسطين. قبل أن تسيطر ميليشيا الحوثي على مقرها الرئيسي بصنعاء في 2 ديسمبر 2017، عقب انتفاضة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. ووصل الأمر، مطلع نوفمبر 2019، إلى محاولة شرعنة السطو على أرصدتها المجمدة في البنوك اليمنية.
وفي بيان لها، أعلنت الجمعية التبرع بمبلغ يعادل 4 ملايين دولار أمريكي لدعم الشعب الفلسطيني. مؤكدة جاهزية المبلغ للتحويل من حساب الجمعية في اليمن عبر السفارة الفلسطينية، حتى تتمكن من تحويله للداخل الفلسطيني. إلا أنه، وبعد ساعات قليلة، أعلنت ميليشيا الحوثي رفضها تحويل المبلغ من البنك الخاضع لسيطرتها بصنعاء. زاعمة أن رئيس جمعية كنعان لفلسطين المتبرع بالمبلغ من المناهضين لها.
ودعت الميليشيا الانقلابية على لسان المدعو محمد علي الحوثي، إلى أن يتم التبرع عبر بنك عدن أو مأرب، في محاولة مفضوحة للتهرب من إعادة أموال فلسطين التي نهبها المتمردون.
ويعتبر رفض الميليشيا ونهبها أموال المنظمة الخيرية أحدث النماذج التي تفضح اتخاذ الميليشيا اسم فلسطين بمثابة شماعة لنهب أموال اليمنيين.
جمع التبرعات باسم القدس
وكانت الميليشيا الانقلابية سبق وعسكرت “خيمة المقاومة”، وهو أحد المنابر العربية لدعم نضالات الشعب الفلسطيني بصنعاء.
وتزامن رفض الحوثي السماح بتحويل الدعم الخيري مع تظاهرات حشدتها الميليشيا بقوة السلاح. بزعم التضامن مع فلسطين وفتح تبرعات وفرض جبايات وحملات تجنيد للشباب والأطفال باسم دعم القدس والمقاومة الفلسطينية.