سياسة

حماس تطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل لتنفيذ خطة هدنة


طالبت حركة حماس الأحد بتطبيق خطة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية أيار/مايو للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة بينها وبين إسرائيل في قطاع غزة “بدلا من الذهاب إلى مزيد من جولات التفاوض”. في حين يفرّ مئات الفلسطينيين من الأحياء الشمالية لمدينة خان يونس حيث أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء تمهيدًا لعمليات عسكرية جديدة.

ويأتي موقف الحركة المطالب بوقف المناورات الاسرائيلية غداة ضربة على مدرسة اعتُبِرت حصيلة قتلاها بين الأكثر فداحة منذ اندلاع الحرب. وباءت بالفشل جولات تفاوض عدة أُجريت سعيا للتوصل إلى هدنة في غزة.
وجاء في بيان لحماس “إن الحركة تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2/7/2024، استنادا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن. وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة”.

وردا على تقدم كبير في المفاوضات وحديث مسؤولين أميركيين عن امكانية عقد اتفاق هدد وزير الامن القومي ايتمار بن غفير نتنياهو بالانسحاب من الحكومة حال قبوله وقف اطلاق النار في القطاع.

وقالت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة الاثنين إنه “لا يمكن أن يكون هناك مزيد من التأخير” للتفاوض على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، محذرة “إيران وحلفاءها” من أي “تصعيد إضافي” للصراع.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مشترك أن “القتال يجب أن يتوقف فورا ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس” ودعوا إلى “استئناف المفاوضات بصورة فورية”.

وأضاف البيان “نحن متفقون على أنه لا يمكن أن يكون هناك مزيد من التأخير”. معربين عن “قلقهم العميق إزاء التوترات المتفاقمة في المنطقة”.
وتقول باريس ولندن وبرلين “لن يستفيد أي بلد أو أمة من أي تصعيد جديد في الشرق الأوسط”.
ودعت العواصم الأوروبية الثلاث “إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن الهجمات التي من شأنها أن تزيد من تفاقم التوترات الإقليمية. وتعريض احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن للخطر”.
وفي التاسع من آب/أغسطس، وبعد أيام على مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية بضربة في طهران.وافقت إسرائيل على استئناف المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة والإفراج عن الرهائن في غزة، ردا على دعوة أطلقها الوسطاء الأميركيون والمصريون والقطريون. أما حماس فلم تعلن بعد بوضوح موافقتها على المشاركة في المفاوضات.

وفي قطاع غزة، حضّ الجيش الإسرائيلي الأحد المدنيين على مغادرة حيّ الجلاء بخان يونس التي كانت تُعدّ منطقة آمنة، وأرسل رسائل نصّية للسكّان. ما دفع عائلات كثيرة إلى الرحيل، علما أنها سبق أن نزحت مرّات عدّة. بسبب القصف المتواصل على القطاع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويقول الجيش إنّ حماس “أرست بُنية تحتيّة إرهابيّة” في هذه المنطقة وإنّه “بصدد تنفيذ عمليّات”.
وغادرت عائلات مع بعض مُقتنياتها سريعًا حيّ الجلاء. سيرًا أو في شاحنات صغيرة محمّلة ملابس أو أدوات للطبخ.
وبين هؤلاء أمّ سامي شحادة (55 عامًا) التي قالت “أنا من غزّة أساسًا .ونزحت من غزة ببداية الحرب إلى مدينة حمد السكنية في خان يونس. (حيث) قصفنا الاحتلال واستشهدت ابنتي”.

وأضافت “خرجنا إلى رفح، ثمّ عدنا إلى (مدينة) حمد والآن مع الإخلاءات الجديدة لا نعلم أين نذهب”.
وفي مدينة غزة، ما زال عمّال الإغاثة يعملون في موقع مدرسة تؤوي نازحين استُهدفت السبت بضربة إسرائيلية أوقعت 93 قتيلا بينهم نساء وأطفال وفق حصيلة للدفاع المدني في القطاع. وبرّر الجيش الإسرائيلي القصف باستهداف مسلّحين، فيما توالت التنديدات الدولية.
وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل إنّ التعرّف إلى القتلى سيتطلّب يومين. مشيرا إلى “جثامين قد قُطّعت”.

اسرائيل تعزز هجماتها في خان يونس
اسرائيل تعزز هجماتها في خان يونس

ومن جهته شدّد الجيش الإسرائيلي على أنّ المدرسة كانت تستخدمها حركتا حماس والجهاد الإسلامي “لشنّ هجمات” ضدّ جنوده، وقال إنه قضى على “19 إرهابيا على الأقلّ”.
وتعهّدت إسرائيل القضاء على حماس التي تحكم قطاع غزة منذ العام 2007. والتي تعتبرها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصاً، معظمهم مدنيون. حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، وتوفي 39 منهم، حسب الجيش الإسرائيلي. وبلغت حصيلة الضحايا في القطاع منذ بدء الحرب 39790 قتيلا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وغالبا ما تعود القوات الإسرائيلية إلى مناطق سبق أن انسحبت منها .بعد إعادة رصد وحدات من المقاتلين الفلسطينيين فيها. والأحد شهدت خان يونس مزيدا من الضربات.
وفق لقطات لخدمة الفيديو تدفّق فلسطينيون إلى مستشفى ناصر في المدينة على أثر ضربة. حاملين جثثا وجرحى قمصانهم ملطّخة بالدماء.

وقال عوض بربخ “كلهم من المدنيين، كانوا يشترون حاجيات من السوق حين استهدفوا بصاروخ”.
وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس “في الأيام الأخيرة وحدها.نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب قطاع غزة”.
وليلا استهدفت ضربات أنحاء أخرى في وسط القطاع المحاصر وشماله. وقتل شخصان على الأقل وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
ويتهدد التصعيد العسكري المنطقة بأسرها. وقد فتح أعداء إسرائيل جبهات عدة ضدها. خصوصا حزب الله الذي يتبادل على نحو شبه يومي القصف مع الجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أكثر من عشرة أشهر.

والأحد أعلن الحزب مقتل اثنين من مقاتليه بضربات إسرائيلية في جنوب لبنان. ووفاة ثالث متأثر بجروح أصيب بها في ضربة وقعت قبل أيام. وأعلن الجيش الإسرائيلي توجيه ضربات لبنى تحتية للحزب الموالي لإيران.
ويسود تخوف من اتّساع نطاق الحرب وتمدّدها منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو، بضربة نُسبت إلى إسرائيل. واغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت بضربة تبنّتها إسرائيل. وتهدّد إيران وحلفاؤها بردّ “قاسٍ” على إسرائيل.

وفي شمال الضفة الغربية المحتلّة، قُتل إسرائيلي وأُصيب آخر في عملية إطلاق نار. وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى “إطلاق إرهابيين النار من مركبة عابرة على عدد من المركبات في المنطقة”.
ويزور رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس روسيا من 12 إلى 14 آب/أغسطس. ومن المقرّر أن يجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى