سياسة

حماس تشترط إدخال مساعدات عاجلة إلى غزة لمواصلة المفاوضات


هددت حركة حماس اليوم السبت بتعليق مشاركتها في مفاوضات وقف إطلاق النار ما لم يتم إدخال مساعدات عاجلة إلى شمال قطاع غزة، فيما حذرت وكالات الإغاثة من مجاعة تلوح في الأفق.

وقال مصدر قيادي في حماس “لا يمكن إجراء مفاوضات والجوع ينهش الشعب الفلسطيني”. وعقدت محادثات في القاهرة هذا الأسبوع للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف القتال في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أربعة أشهر مع حماس في غزة، فيما لا تزال نتيجة المفاوضات غير واضحة، في وقت تستعد إسرائيل لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة بهدف تدمير حماس.

لكن هناك دعوات متزايدة، بعضها صدر عن أقرب حلفاء إسرائيل الدوليين، لعدم اجتياح المدينة التي لجأ إليها 1.4 مليون من سكان غزة.

واعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني  اليوم السبت أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة “ينبغي ألا يكون مشروطا” باتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن.

وقال “هذه هي المعضلة التي وقعنا فيها وللأسف أساءت دول كثيرة استخدامها، ومفادها أنه من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإنه من الضروري الاتفاق بشأن الرهائن. ينبغي ألا يكون ذلك مشروطا”.

وأعلن أن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة “لم تكن واعدة جدا” في الأيام الأخيرة.

وقال “أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق قريبا جدا. لكن النسق الذي ساد في الأيام القليلة الماضية لم يكن واعدا جدا حقا”. وأضاف متحدثا بالإنكليزية “سنظل دائما متفائلين وسنواصل الضغط دائما”.

وتابع “كما هو الحال مع الاتفاقات السابقة يوجد عنصران هما الأوضاع الإنسانية في غزة وعدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس

وأضاف “أنا أؤمن بهذا الاتفاق لأننا نتحدث على نطاق أوسع ولا نزال نرى بعض الصعوبات في الجانب الإنساني من هذه المفاوضات”.

وعبر الشيخ محمد عن اعتقاده بأنه إذا أحرزت المفاوضات إزاء العنصر الإنساني في أي اتفاق تقدما، فسيتم في نهاية المطاف معالجة العقبة المتعلقة بأعداد المفرج عنهم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت إنه أرسل مفاوضين إلى محادثات الهدنة في القاهرة بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن، إلا أنهم لم يعودوا لاستكمال محادثات أخرى لأن طلبات حماس “خيالية”.

وأضاف أن إسرائيل لن تستسلم لما أسماه “الإملاءات الدولية” فيما يتعلق باتفاق مع الفلسطينيين لإقامة دولة، مضيفا إن الاتفاق لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات مباشرة دون وضع شروط مسبقة.

وعن سؤاله خلال مؤتمر صحفي عن سبب عدم عودة المفاوضين الإسرائيليين لإجراء مزيد من المحادثات، قال نتنياهو “لم نحصل على شيء سوى المطالب الخيالية من حماس“.

وأضاف أن المطالب تشمل إنهاء الحرب وعدم المساس بوضع حماس وإطلاق سراح “آلاف القتلة” من السجون الإسرائيلية، فضلا عن المطالب المتعلقة بالمسجد الأقصى في القدس.

وأضاف أن المفاوضين الإسرائيليين في القاهرة “جلسوا واستمعوا ولم يحدث أي تغيير. أردت أن أقول لم يحدث مليمتر واحد ولا حتى نانومتر واحد من التغيير”. وذكر أنه لا يوجد سبب يدعوهم للعودة “حتى نرى تغييرا”.

وفيما يتعلق باحتمال “الاعتراف أحادي الجانب” بالدولة الفلسطينية بعد هجوم حماس الذي أشعل فتيل الحرب في غزة، قال نتنياهو إنه لا يمكن أن تكون هناك “جائزة أكبر للإرهاب”.

وتابع “ستواصل إسرائيل تحت قيادتي معارضتها الشديدة للاعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية… لا يمكن التوصل إلى تسوية إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، دون شروط مسبقة”.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن سكان غزة يقتربون من المجاعة، مع تزايد القلق خصوصا بشأن شمال القطاع الساحلي بسبب عجز وكالات الإغاثة عن بلوغه.

وقال مسؤول مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو “هناك 300 ألف شخص في الشمال وليس لدي أي فكرة عن كيفية تدبيرهم سبل عيشهم. ما تمكنا من نقله إلى الشمال ليس كافيا على الإطلاق. إنهم في بؤس خالص”.

“لن نموت من القنابل، بل من الجوع”

وتزايدت الدعوات للسماح لمزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات بالدخول إلى غزة، لكن إسرائيل شدّدت عمليات التفتيش التي تقول إنها ضرورية لمنع زعماء حماس من الهروب والحؤول دون تهريب الأسلحة.

واضطر شادي جنينة إلى طحن حبوب الحيوانات لإطعام أطفاله الخمسة مثل كثير من الفلسطينيين الآخرين في شمال قطاع غزة الذين يبذلون ما في وسعهم لتجنب المجاعة، بعد أكثر من أربعة أشهر من القصف والحصار الإسرائيلي الخانق.

ويقول شادي “نبحث عن علف الطيور والحيوانات والماشية، مثل الشعير والذرة والقمح، ونطحنها لنصنع الدقيق”، مضيفا أن الخبز الذي يحصل عليه “يابس وغير مصنوع للبشر”، لكن “نحن مجبرون على أكله”، مؤكدا أنه لا يستطيع “سد الاحتياجات” الغذائية لأطفاله.

ويعد قطاع غزة الفلسطيني الصغير والخاضع للحصار الإسرائيلي من أفقر المناطق في الشرق الأوسط. وقبل اندلاع الحرب بين إسرائيل كان الغزيون قادرين على سد رمقهم بفضل المساعدات جزئيا.

ومنذ بداية العام، تلقت الأمم المتحدة موافقة إسرائيلية على اثني عشر فقط من أصل 77 طلبا لتنفيذ مهام تقييم للاحتياجات والمساعدات في الشمال. وفق مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) الذي يدين القيود الإسرائيلية.

وفي الأيام الأخيرة قالت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” غير الحكومية التي تقدم آلاف الوجبات الساخنة يوميا. إنها “أجبرت” على مغادرة مدينة غزة (شمال) جنوبا إلى رفح.

وفي مخيم جباليا بشمال القطاع، يقول محمد نصار (50 عاما) “لن نموت من القنابل. بل من الجوع”، مضيفا “مشكلتنا الأكبر أن ما تبقى من الطعام باهظ الثمن، ولا نستطيع تحمله”.

منذ بداية الحرب، ارتفع سعر كيلوغرام الطماطم. عند توافرها في الأسواق، عشرين ضعفا إلى 50 شيكل (حوالي 13 يورو) وسعر الدقيق بمقدار خمس وثلاثين مرة إلى 70 شيكل (حوالي 18 يورو).

ويضيف محمد نصار “نحن بحاجة ماسة إلى الدقيق .والغذاء (…) ما يحدث هنا لا ينبغي أن يحدث: كيف يكون ذلك خطأنا أو خطأ أطفالنا؟”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى