سياسة

حماس تبحث في القاهرة وقفًا لإطلاق النار في غزة


يتوجه وفد من حماس السبت إلى القاهرة لإجراء محادثات جديدة بشأن هدنة في قطاع غزة بعد نحو 14 شهرا من الحرب، وفق ما أعلن قيادي في الحركة الإسلامية الفلسطينية مساء الجمعة، فيما يأتي ذلك وسط تطورات هامة في المنطقة أبرزها سريان وقف إطلاق النار في لبنان.

وقال القيادي في الحركة مشترطا عدم كشف هويته “سيتوجه وفد من حماس إلى القاهرة لعقد لقاءات عدة مع المسؤولين المصريين، لمناقشة الأفكار المتعلقة بوقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة”.
ويأتي الإعلان عن هذه الزيارة بعد أقل من 48 ساعة على دخول وقف لإطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ بين إسرائيل وحزب الله حليف حماس، فيما تواجه الحركة الفلسطينية الكثير من الضغوط وباتت اليوم لوحدها في القتال المباشر مع الجيش الإسرائيلي.
وأعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الولايات المتحدة تبذل جهودا دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على إطلاق الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر.
ويرغب الرئيس الأميركي جو بايدن تحقيق انجاز جديد بإقرار وقف إطلاق النار في القطاع لكنه سيواجه برغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواصلة الحرب.

وفي المقابل تشير معطيات الى أن السلطات المصرية باتت تفرض ضغوطا كبيرة على حركة حماس للتراجع عن التشدد في بعض النقاط بينما يؤكد الوفد المفاوض للحركة على ضرورة الانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي من القطاع. وكانت الحركة الفلسطينية أعلنت رغبتها في ابرام اتفاق لوقف اطلاق النار بعد الاتفاق الذي عقد في لبنان.
وميدانيا قال مسعفون إن ما لا يقل عن 40 فلسطينيا لقوا حتفهم في ضربات للجيش الإسرائيلي مساء الخميس والجمعة في غزة. وذكروا أنهم انتشلوا 19 جثة لفلسطينيين قتلوا في المناطق الشمالية من النصيرات، أحد مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في القطاع.
كما قالوا إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة 10 فلسطينيين على الأقل في منزل ببيت لاهيا بشمال القطاع في وقت لاحق الجمعة.

وأوضحوا أن الباقين قتلوا في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي بيان جديد الجمعة لكنه قال الخميس إن قواته تواصل “ضرب أهداف إرهابية في إطار العمليات في قطاع غزة”.
واقتحمت دبابات إسرائيلية شمال مخيم النصيرات وغربه الخميس. وانسحبت الدبابات من المناطق الشمالية الجمعة لكنها ظلت في المنطقة الغربية من المخيم. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن فرقه لم تتمكن من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من سكان محاصرين داخل منازلهم.
وعاد عشرات الفلسطينيين الجمعة إلى المناطق التي انسحب منها الجيش لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم. وغطى مسعفون وأقارب جثثا، بعضها لنساء، كانت ملقاة على الطريق بالبطانيات أو بأكفان بيضاء وحملوها على محفات.

تدهور الوضع الانساني في شمال غزة يمثل ضغطا كبيرا على حماس
تدهور الوضع الانساني في شمال غزة يمثل ضغطا كبيرا على حماس

وقال رجل وهو يبكي بجانب جثة زوجته المسجاة على محفة على الأرض “سامحيني يا مرتي، سامحيني يا ابتسام، سامحيني يا غالية”.
وقال مسعفون إن طائرة إسرائيلية مسيرة قتلت في وقت لاحق من الجمعة أحمد الكحلوت رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا في أقصى شمال قطاع غزة، حيث ينفذ الجيش عمليات منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول.

وأفاد الجيش الإسرائيلي إنه ليس لديه علم بحدوث هجوم على المستشفى في هذا الوقت.
ومستشفى كمال عدوان واحد من ثلاثة مرافق طبية تقع في أقصى شمال قطاع غزة تعمل بالكاد الآن في ظل نقص الإمدادات الطبية والوقود والغذاء. وقال مسؤولون صحيون إن معظم أفراد الطاقم الطبي في المستشفى إما اعتقلهم الجيش الإسرائيلي أو طردهم.
وذكر الدفاع المدني الفلسطيني وحماس ووكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في غارتين إسرائيليتين في بيت لاهيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية يبلغ 70 قتيلا. ولم تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية حتى الآن سقوط هذا العدد من القتلى.
وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة واتهم إسرائيل “باستخدام سلاح التجويع ضد المواطنين (في شمال غزة) بهدف تهجيرهم عن أرضهم ومنازلهم”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته التي تنفذ عمليات في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول تستهدف منع مسلحي حركة حماس من معاودة تنظيم صفوفهم وشن هجمات من تلك المناطق. وقال سكان إن الجيش ينفذ عمليات إخلاء في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا للاجئين.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى