سياسة

حل الجماعة الإسلامية في إندونيسيا.. هل يخفي خداعًا استراتيجيًا؟


أثار إعلان الجماعة الإسلامية، وهي جماعة مسلحة في جنوب شرق آسيا كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة، في 30 حزيران/يونيو الماضي حل نفسها علناً، ردود فعل متباينة، حيث أعرب بعض الخبراء عن شكوكهم بشأن دوافع المجموعة وإمكانية استمرار نشاطها السري.

ونفذت الجماعة الإسلامية بعضاً من أعنف الهجمات الإرهابية في إندونيسيا، مستهدفة المصالح الغربية وقوات الأمن الإندونيسية، بما في ذلك تفجيرات بالي عام 2002 التي أسفرت عن مقتل 202 شخص.

ونقلت صحيفة “العرب” اللندنية عن محمد أدهي باكتي، المدير التنفيذي لمركز دراسة التطرف وإزالة التطرف، الجماعة الإندونيسية تحولت بالفعل بعيدا عن العنف تحت قيادة بارا ويجايانتو، الذي حصل على إجازة من السجن لحضور الإعلان.

وأضاف باكتي “لقد اختار كبار الشخصيات في الجماعة الإسلامية المسار الأكثر منطقية بحل الجماعة”، لكنه أعرب عن قلقه من أن الأعضاء من المستوى الأدنى قد لا يحذون حذوه قائلا “أنا قلق من ظهور مجموعات منشقة في المستويات الدنيا”.

وجاء في تقرير نشره منتدى شرق آسيا أنه بالتأمل في هذا التطور، يلوح سؤال واحد في الأفق: هل هذه هي النهاية الحاسمة للجماعة الإسلامية، أم أنها خداع إستراتيجي له آثار بعيدة المدى؟، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

وكان زوال الجماعة الإسلامية، التي كانت ذات يوم المنظمة الإرهابية الأكثر رعبًا في جنوب شرق آسيا، والتي ترتبط بتنظيم القاعدة، غير متوقع.

ويشكل حل الجماعة الإسلامية لحظة حاسمة في مكافحة الإرهاب في جنوب شرق آسيا. لكن هذا الانتصار الظاهري لا ينبغي أن يهدّئ المنطقة ويحولها إلى حالة من الرضا عن الذات. بحسب “العرب”.

كما يتعين على صناع السياسات أن يواصلوا تعزيز جهود الاستخبارات، وتعزيز التعاون الإقليمي، وبناء مجتمعات مرنة قادرة على الصمود في وجه التهديدات الأيديولوجية والعملياتية التي قد تنشأ في حقبة ما بعد الجماعة الإسلامية.

وتم حظر الجماعة رسميا في عام 2008، لكنها واصلت العمل في الخفاء، وتجنيد الأعضاء، وجمع الأموال، وإجراء التدريبات العسكرية، بحسب مسؤولين ومحللين.

ويأتي قرار حل الجماعة بعد سنوات من الضغوط من جانب السلطات الإندونيسية التي اعتقلت العشرات من أعضاء الجماعة الإسلامية في السنوات القليلة الماضية.

ولكن قصة الجماعة الإسلامية لا تنتهي بحلها. إذ لا يزال تأثيرها الأيديولوجي قائماً من خلال شخصيات مثل الدكتور سوناردي، الذي أدى مقتله على يد دينسوس 88 إلى احتجاجات واسعة النطاق من جانب المجتمع الطبي، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى التواصل الشفاف في ما يتصل بإستراتيجيات مكافحة الإرهاب.

ويظل الشك قائماً، بحسب الصحيفة، داخل الدوائر المتطرفة وبين خبراء مكافحة الإرهاب بشأن الطبيعة الحقيقية لهذا الحل. فهل اختفت الجماعة الإسلامية حقاً أم أنها انزلقت ببساطة إلى الظل، في انتظار لحظة أكثر ملاءمة للظهور مرة أخرى تحت ستار مختلف؟

ومن الجوانب المزعجة في حل الجماعة الإسلامية الافتقار إلى الشفافية في ما يتصل بالأصول الاقتصادية للجماعة. فلم يكن هناك تحويل واضح للأموال أو الكشف عن التعاملات المالية للجماعة، الأمر الذي أثار الشكوك في أن هذا قد يكون مناورة تكتيكية وليس حلاً حقيقياً.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى