“حكايتي مع الإخوان”: كتاب يكشف تصنيف “النساء الأخوات” داخل التنظيم
شهدت جماعة الإخوان المسلمين انشقاقات متتالية منذ تأسيسها حتى الآن، لكنّ تصاعد موجة الانشقاق الحالية ترجع إلى الفترة التي تلت الإطاحة بحكم الحركة من مصر في صيف 2013، وقد كشف المنشقون عن معطيات كثيرة حول أسرار الجماعة.
ويمثل كتاب “مذكرات أخت سابقة… حكايتي مع الإخوان”، للكاتبة المصرية انتصار عبد المنعم، سيرة ذاتية عن تجربة سابقة للكاتبة، في فترة انضمامها للإخوان المسلمين، وتحكي المؤلفة عن ذلك، ليس من باب التجريح أو الهجوم، كما تقول، ولكن من باب المكاشفة، وبالرغم من قولها إنّهم قد يعتبرون حديثها هذا خيانة أو انشقاقاً عن الصف، إلّا أنّها تعتبره نوعاً من جلد الذات.
وتوضح المؤلفة أنّ الجماعة لا تحترم الكفاءات، وتُقسِّم الناس إلى طبقات، وتؤمن بالتوريث. وأيضاً تقسّم الكاتبة “النساء الأخوات” إلى (3) أقسام: نساء القادة، وزوجات المناضلين في السجون، وبنات العامة، والقسم الأخير يمثل النساء اللواتي هنّ الجانب الأسوأ في الجماعة، لأنّ غالبيتهن تستدرج إلى مستوى من التنميط، إلى أن تصبح لا شيء.
فالتربية الإخوانية تنتج نساء نمطيات، يسهل إقناعهن تحت راية نصرة الإسلام بزواج ثانٍ وثالث. وعن انتخابات مجلس الشعب 2005 تقول المؤلفة: كنّا نتحرك كالقطيع أو كالمخدرين، ننفذ ما يمليه الرجال علينا، أمامنا حلم سماوي نعمل لأجله فقط، فكما علمونا، يجب ألّا ننتظر حتى كلمة شكر، فالجزاء يوم القيامة، وفي الوقت نفسه الذي صدقنا فيه ذلك وعملنا من أجله احتساباً للجزاء الأخروي، كانوا يرسمون حدود جنة أرضية تبدأ من أعتاب مجلس الشعب…، كانت فترة تعبئة شاملة، أصبحنا لا نتواجد في منازلنا إلا لفترات متقطعة.
وعن التفرقة بين المرأة والرجل في جماعة الإخوان تقول المؤلفة: “في جميع الأحوال على الأخت أن ترضخ للكيفية التي يفسرون لها بها الشرع دون نقاش، وهكذا تختزل العلاقة الزوجية على مفهوم واحد سلبي الاتجاه، وهو طاعة المرأة للزوج سواء كان صالحاً أو طالحاً…).
أمّا عن الطبقية في جماعة الإخوان المسلمين، فتقول انتصار عبد المنعم في كتابها: “إنّه من غير المتوقع أن تكون عضواً من العمال وتحصل على الاهتمام الذي يحصل عليه عضو من الحرس القديم، فلو حدث لك حادث، أو مات لديك أحد، أو تعرضت للإفلاس أو للتسريح من عملك. فيكفيك جداً يوم من اهتمام بعض أعضاء الجماعة ممّن هم في مستواك الطبقي نفسه. يأتون كزائرين ثم ينقطعون فور أداء الواجب، أمّا لو كنت من ورثة المجد القديم. فلن يُغلق الباب من كثرة المساندين والمنفقين من رجالات الصفين الأول والثاني وجوقة المرتلين من خلفهم. وسيكون وضعك المالي أفضل من (10) أشخاص”.
وتاريخياً، لجأت جماعة الإخوان المسلمين إلى تحصين أفرادها ضد الانشقاق .والخروج منها عبر ميكانزيمات تنظيمية عديدة؛ منها: إصباغ وصف المنشقين بـ “المتساقطين على طريق الدعوة”. وحث الأعضاء على التمسك بعرى الجماعة. وعدم شق الصف أو مفارقة التنظيم، لكنّ تلك الإجراءات الوقائية لم تفلح في ثني قطاعات كبيرة عن الخروج منها منذ 2013 حتى الآن.