سياسة

حقائق جديدة حول استهداف مقر سفير الإمارات في السودان: صور وأدلة تدحض الأكاذيب


متسلحة بموقف قوي صادق، وأدلة دامغة، وصور موثقة، وتضامن دولي واسع، فندت الإمارات الرواية الرسمية السودانية الباطلة حول استهداف مقر سفيرها بالخرطوم.

اعتداء جوي استهدف مقر رئيس بعثة الإمارات في الخرطوم، من خلال طائرة تابعة للجيش السوداني، أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى.. هذا ما كشفته الخارجية الإماراتية في بيان لها 29 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي أدانت فيه “بشدة الاعتداء الغاشم”، وطالبت الجيش “بتحمل المسؤولية كاملة عن هذا العمل الجبان”.

وغداة إصدار هذا البيان نفى الجيش والخارجية السودانيين استهداف مقر رئيس بعثة الإمارات في الخرطوم، في بيان غريب، لم يتم فيه الإشارة من قريب أو بعيد إلى وضع المقر وما يثبت سلامته.

وراح البيان يعيد تكرار أكاذيب بشأن موقف الإمارات من السودان، دأب على تكرارها على مدار الفترة الماضية، وسبق أن فندت صحتها الإمارات مرارا وتكرارا.

وعقب الكشف عن تلك الجريمة أعربت نحو 100 دولة إلى جانب عدد من المنظمات الدولية في بيانات منفصلة، عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم الجبان وعبرت تضامنها مع دولة الإمارات في هذا الاستهداف الغاشم، في موقف يؤكد المكانة التي تحظى بها الإمارات في المجتمع الدولي، والثقة الدولية بدبلوماسيتها الداعمة للأمن والسلام في كل مكان.

البيان الإماراتي

موقف آثرت الخارجية الإماراتية، الجمعة، عن تقديره في بيان كشف أيضا ما تضمنه رواية السودان من أكاذيب.

وأكد سالم سعيد غافان الجابري، مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الأمنية والعسكرية، استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثة دولة الإمارات في الخرطوم، الذي أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى والمرافق المحيطة به، في خرقٍ صارخ للمبدأ الأساسي، المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية، والمواثيق والأعراف الدولية، في مقدمتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

وأشار إلى وجود صور وأدلة تثبت بالدليل القاطع استهداف المقر، الأمر الذي يسقط الرواية الباطلة التي قدمتها الخارجية والقوات المسلحة السودانية، التي لا تنفك عن محاولة بائسة للتهرب من المسؤولية القانونية والأخلاقية عما يجري في السودان من كارثة إنسانية ناجمة عن هذا الصراع، من خلال تضليل المجتمع الدولي وصرف الانتباه عن المعاناة التي يدفع ثمنها الأشقاء السودانيون، والتملص من الاستحقاقات التي تفرضها الجهود الدولية المبذولة لإنهاء هذا النزاع الذي طال والذي تقوم دولة الإمارات بجهود جبارة مع شركائها لوضع حد سلمي له.

وشدد على أن هذا الإنكار والإصرار من قبل الجانب السوداني على رمي الافتراءات على الآخرين وعدم الإقرار بالمسؤولية يعكس تجاهلاً صارخاً لمعاناة الشعب السوداني، وصرف النظر عن استحقاقاته وتطلعاته في تحقيق الاستقرار والازدهار، من خلال محاولات وادعاءات بائسة استمرت لمدة تزيد على 9 أشهر لدولة الإمارات، عبر أجندات تدحضها الحقائق المثبتة.

كما دعا أيضا خبراء الأمم المتحدة لمراجعة الأدلة وفحص الأضرار الناجمة عن الاستهداف.

وفي هذا السياق، قدم الشكر والتقدير لكافة الدول والمنظمات الدولية التي تجاوز عددها أكثر من 100 دولة، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية، أعربت عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم الجبان وتضامنها مع دولة الإمارات في هذا الاستهداف الغاشم.

أدلة دامغة

بيان آثرت الخارجية الإماراتية خلاله أن تفند ما تضمنه بيان السودان من أكاذيب عبر أدلة دامغة، من أبرزها:

– التأكيد على وقوع أضرار جسيمة في مقر سفير الإمارات بالسودان سواء المبنى الرئيسي أو المرافق المحيطة به.

– وجود صور وأدلة تثبت بالدليل القاطع استهداف المقر.

– دعوة خبراء الأمم المتحدة لمراجعة الأدلة وفحص الأضرار الناجمة عن الاستهداف، الأمر الذي يؤكد ثقة الإمارات بأدلتها.

جرائم بالجملة

أيضا كشف البيان الإماراتي عن جرائم عدة ارتكبها جيش السودان عبر استهداف مقر سفير الإمارات وبيان النفي على حد سواء من أبرزها:

– انتهاك قواعد القانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961، التي توفر الحماية والحصانة لمقار البعثات الدبلوماسية وتنص على حرمتها في جميع الأوقات.

– الإساءة لعلاقات الإخوة التاريخية بين البلدين.

– الإصرار على رمي الافتراءات على الآخرين من خلال محاولات وادعاءات بائسة استمرت لمدة تزيد على 9 أشهر لدولة الإمارات، عبر أجندات تدحضها الحقائق المثبتة.

أهداف عديدة

بيان الخارجية الإماراتية حقق العديد من الأهداف من أبرزها:

– إسقاط الرواية الباطلة التي قدمتها الخارجية والقوات المسلحة السودانية والتي تنفي فيها استهداف المقر.

– كشف الأهداف الحقيقية لمحاولة استهداف المقر، ونفي استهدافه وهي:

1. محاولة التهرب من المسؤولية القانونية والأخلاقية عما يجري في السودان من كارثة إنسانية ناجمة عن هذا الصراع.

2. محاولة تضليل المجتمع الدولي، وصرف الانتباه عن المعاناة التي يدفع ثمنها الأشقاء السودانيون.

3. التملص من الاستحقاقات التي تفرضها الجهود الدولية المبذولة لإنهاء هذا النزاع الذي طال والذي تقوم دولة الإمارات بجهود جبارة مع شركائها لوضع حد سلمي له.

– إظهار التضامن الدولي الواسع مع الإمارات والثقة بجهودها الداعمة للأمن والسلام.

أزمة تتفاقم

ولا يمكن النظر إلى هذا الاعتداء بمعزل عن إصرار خارجية وجيش السودان بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان على ترديد أكاذيب ومهاترات ضد دولة الإمارات لتضليل المجتمع الدولي عن الأعمال الشنيعة التي ترتكب على الأرض من قبل الأطراف المتحاربة، ومحاولة تشويه الحراك الإماراتي المتواصل على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية لإنهاء الأزمة التي تتفاقم وتتزايد تداعياتها يوما تلو الآخر.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي يخوض الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) اشتباكات لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلف آلاف القتلى، أغلبهم من المدنيين، ودفع إلى فرار الملايين، معظمهم من الأطفال.

حراك متواصل

الاعتداء على مقر رئيس بعثة الإمارات في الخرطوم يأتي في وقت يتواصل فيه حراك إماراتي على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية ضمن رؤية إماراتية واضحة لحل أزمة السودان تدفع نحو حل سياسي عاجل يحفظ البلاد، إيمانا منها بأن “الشعب يستحق العدالة والسلام”.

وفي الوقت الذي تسعى فيه دولة الإمارات إلى تخفيف معاناة الأشقاء السودانيين يصر أحد أطراف الصراع على محاولة صرف انتباه المجتمع الدولي عن الأعمال الشنيعة التي ترتكب على الأرض من قبل الأطراف المتحاربة، عبر خلق خلافات جانبية معها، بدأت بترديد أكاذيب تستهدف جهودها وانتهت باستهداف مقر سفيرها.

وسبق أن أكدت الإمارات أن تلك المحاولات لن تثنيها “عن مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لإيجاد حل سياسي عاجل يحفظ السودان ويساعد الشعب السوداني”.

ضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، شارك الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، في الاجتماع الوزاري تحت شعار “متحدون من أجل السلام في السودان” الذي استضافته ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 79 قبل أيام، حيث أكد المشاركون التزامهم بدعم مبادرات السلام، ودعوتهم إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

‎وألقى الوزير الإماراتي كلمة سلط خلالها الضوء على دعوة دولة الإمارات للأطراف المتحاربة إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وبذل الجهود للعودة إلى مسار العملية السياسية للتوصل إلى تسوية دائمة، والسماح بوصول المساعدات دون عوائق وبشكل آمن، والامتثال بموجب القانون الإنساني الدولي.

وأكد أن دولة الإمارات كانت وما زالت من الدول الرائدة لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوداني الشقيق، حيث تبدي دولة الإمارات قلقاً بالغاً إزاء الوضع الإنساني الكارثي والمتدهور، وانعدام الأمن الغذائي الحاد الذي بات يهدد مناطق عدة من السودان بخطر المجاعة، وتعمل على حث الأطراف المتحاربة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر حاجة إليها.

جهود دبلوماسية متواصلة

على صعيد جهودها الدبلوماسية المتواصلة لحل الأزمة تم ما يلي أيضا:

 – شاركت دولة الإمارات في المحادثات بشأن السودان التي جرت في سويسرا اغسطس/آب الماضي ضمن منصة ALPS (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي تم إنشاؤها حديثًا وتضم: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وجمهورية مصر العربية والاتحاد السويسري والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. وركزت على توسيع نطاق الوصول الإنساني في حالات الطوارئ واحترام القانون الدولي الإنساني، وقد وصل ما يقدر بنحو 3114 طناً من الإمدادات إلى ما يقرب من 300 ألف شخص في دارفور.

-دعت الإمارات في يونيو/حزيران الماضي، في بيان، تضمن رسالة الدولة إلى مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى حكومة شرعية تمثل كافة أفراد الشعب السوداني.

دعم تاريخي

ومنذ بدء العلاقات بين دولة الإمارات والسودان قبل 5 عقود وحتى اليوم، تتدفق مساعدات إماراتية إغاثية وإنسانية واقتصادية وتنموية.

مساعدات تتدفق كنهر عطاء ينبع من دار زايد لإغاثة أهل السودان، الأمر الذي يجسّد خصوصية العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين من جانب.

 ومن جانب آخر يؤكد أن التزام الإمارات بمد يد العون والمساعدة للأشقاء في السودان، هو التزام تاريخي بدأ منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويتواصل حتى اليوم بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

يأتي ذلك في إطار حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتؤكد نهج العمل الإنساني الراسخ الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة للشعوب كافة التي تمر بظروف صعبة، سواء كان بسبب كوارث طبيعية أو حروب وأزمات سياسية أو صحية.

دعم يتواصل على مر التاريخ منزه عن أي غرض، سوى حرص القيادة الإماراتية على الوقوف إلى جانب السودان.

وتزايد هذا الدعم، منذ الاشتباكات التي يخوضها الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي.

وبلغة الحقائق والأرقام:

– خصصت الإمارات 70 مليون دولار لدعم السودان عبر وكالات الأمم المتحدة ومنظماته الإنسانية والإغاثية، كما قدمت 30 مليون دولار دعما للدول المجاورة للسودان.

– منذ بدء الأزمة قدمت دولة الإمارات أكثر من 230 مليون دولار أمريكي، لتصل قيمة المساعدات المقدمة خلال العشر سنوات إلى أكثر من 3.5 مليار دولار.

– أعلنت دولة الإمارات في سبتمبر/أيلول الماضي عن إطلاق مبادرات إنسانية جديدة في تشاد، وتقديم مساهمة بقيمة 10.25 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان.

-أرسلت دولة الإمارات 159 طائرة لتوصيل نحو 10 آلاف طن من المساعدات إلى السودان.

– شيدت دولة الإمارات مستشفيين ميدانيّيْن في أمدجراس وأبشي التشاديّتين لدعم الأشقاء السودانيين اللاجئين، وفّرا الرعاية الصحية لما يزيد على 46 ألفاً من اللاجئين السودانيين.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى