حفتر يعزز تحالفاته العسكرية بزيارة إلى بيلاروسيا.. ماذا وراء التقارب؟
مثل التعاون العسكري وسبل تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق المشترك بين ليبيا وبيلاروسيا محور محادثات جمعت رئيس أركان القوات البرية التابعة لقوات القيادة العامة صدام حفتر مع وزير الدفاع البيلاروسي الفريق أول فيكتور خرينين، في الوقت الذي أثارت فيه زيارة قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر وأبنائه الى بيلاروسيا العديد من التساؤلات حول أهداف هذه الزيارة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية “نوفا” وفق مصادر ليبية لم تسمها أن هدف زيارة قائد قوات خليفة حفتر إلى بلد يعدّ أحد أقرب حلفاء بوتين هو “تعزيز القوات الجوية، والاهتمام بشكل خاص بصيانة مقاتلات ميغ إكسنمكس روسية الصنع”.
وأوضحت أن محادثات جمعت قائد الجيش الليبي بالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الثلاثاء قد شملت تدريب الطيارين الليبيين وتحسين قدرات الأمن السيبراني، بالإضافة إلى توفير قطع الغيار، لافتة الى أن اللقاء تطرق أيضا إلى قضية تطوير القواعد العسكرية البحرية شرقي ليبيا، بما في ذلك البنية التحتية العسكرية المهمة في طبرق.
ويرجّح محللون أن تفتح الزيارة المجال أمام تعزيز الدعم الدولي لقوات حفتر من خلال شراكات غير مباشرة مع موسكو، فيما ذهب آخرون الى أنها تحمل فوائد كبيرة لليبيا خاصة في ظل توجه قوات حفتر في الشرق نحو مشاريع البناء والتنمية، مشيرين إلى أن بيلاروسيا قد تكون من بين الدول المستهدفة للمشاركة في إعادة الإعمار والبناء، إلى جانب دول أخرى تسعى لتعزيز وجودها في السوق الليبية من خلال المساهمة في مشاريع البنية التحتية والتنمية الاقتصادية.
وكان لوكاشينكو قد أعرب الثلاثاء عن استعداده لتعميق التعاون مع ليبيا، مؤكّدا أن “حكومته مستعدة لتقديم كل الدعم الممكن لقوات الجنرال الليبي”.
وأوضح أن حكومة بيلاروسيا عازمة على الوفاء بجميع الاتفاقات التي جرى التوصل اليها، كما أنه من الضروري إقامة وتوسيع التعاون في مختلف مجالات الاقتصاد، وتنفيذ مشاريع ذات منفعة متبادلة في القطاع الاقتصادي”.
وحسب مصادر نوفا يغطي المجمع العسكري الواقع بالقرب من بلدة قمينس على بعد نحو 60 كيلومترا من بنغازي، مساحة تزيد على 5.400 هكتار، ويضم قاعدة جوية وميناء بحري ومراكز تدريب وأماكن إقامة للعسكريين.
وكشفت تقارير إعلامية ليبية عن وجود مجموعة مكونة بين 15 و20 ضابطا من الجيش الوطني الليبي في روسيا لتلقي تدريب لمدة ثلاثة أشهر على طائرات ميغ 29، وذلك في إطار التعاون العسكري بين موسكو وبنغازي، والذي شهد تعزيز القدرات الجوية للجيش الوطني الليبي.
ويرى عماد الدين بادي المحلل في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، في تصريح لموقع بوابة الوسط المحلي، أن بيلاروسيا كانت منذ فترة طويلة امتدادًا لطموحات موسكو الجيوسياسية، موضحا أن زيارة عائلة حفتر إلى مينسك هي إشارة واضحة إلى رغبتها في تعزيز العلاقات مع روسيا، خاصة في سياق لا يبدو أن إدارة ترامب راغبة في مواجهة نفوذ موسكو في ليبيا.
وتولي روسيا أهمية بالغة لتقوية حضورها في ليبيا باعتبارها بوابة على أفريقيا، ضمن مساعيها لتعزيز نفوذها في القارة عبر الشراكات الاقتصادية واتفاقيات التعاون العسكري لكسر طوق العزلة الدولية المفروضة عليها منذ حربها أوكرانيا، وتقدم نفسها كقوة في مواجهة ما تصفه بـ”الاستعمار الجديد”، بينما يثير النشاط العسكري الروسي في شرق ليبيا عبر مجموعة “فاغنر” قلق واشنطن ودول غربية، تعمّق مع تواتر تقارير دولية عن نقل موسكو إثر سقوط الرئيس السوري بشارالأسد، معدّات عسكرية متطورة من قواعدها بسوريا إلى قاعدة في الشرق والجنوب الليبي الخاضعة لسيطرة قوات حفتر.
وسبق أن حذرت الولايات المتحدة، أثناء زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز العام الماضي، حفتر وطلبت منه أكثر من مرة طرد القوات الروسية، فيما تشير تقارير استخباراتية إلى أن عدد القوات الروسية في ليبيا ارتفع من 800 جندي في فبراير/شباط 2024 إلى 1800 جندي بحلول مايو/أيار من نفس العام.