سياسة

حصنتُكِ باسم الله يا إمارات


إن عطاء دولة الإمارات العربية المتحدة على مر العقود، وبخاصة في ظل جائحة “كوفيد – 19” الحالية، يجعل من ذكرى الاتحاد عيداً بهيجاً لكل إنسان يحلم بتقوية الروابط الإنسانية القائمة على الأخلاق السامية والمحبة والعطاء.

لا يزال خيط النور يمتد منذ انطلاق شعلة الاتحاد من بين كفي عطاء الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي استطاع إبراز هوية الإمارات ذات الجذور الراسخة في التاريخ، والتي يعود وجود الإنسان فيها إلى أكثر من 125000 عام، كما توضح الاكتشافات الأثرية، لتصل دولة الإمارات العربية المتحدة لما هي عليه اليوم كنموذج لأرض التسامح والمحبة وكقِبلة للناس من كل بقاع الأرض. 

وها هي الإمارات تحتفل بعرسها الوطني، وبإنجازاتها المتواصلة كامتداد لحكمة الشيخ زايد، وقد تجسدت في قيام الاتحاد من رحم ظروف صعبة، وفي وقت عانت فيه المنطقة التسلط الخارجي والانقسام الداخلي، لتحمل الإمارات السبع همَّ إقامة الاتحاد وتدعيم قوته، مستلهِمةً نضج الرؤى وعزيمة الرجال في خطواتها السبّاقة كلها، من خلال تسخير جهودها وطاقاتها لما فيه نفع الإنسان ولصالح حياة واقعية تنعم بدفء الأخوة الإنسانية بين مختلف الأديان والأعراق.. وصولاً لإبرام معاهدة السلام التي زرعت جذورها بقوة كفيصل بين الحرب والسلام، طامحةً في المرتبة الأولى لتوحيد الصف العربي، وتركيز الجهود لمواجهة شتى أشكال التطرف والإرهاب في المنطقة، مؤكدةً حق الشعب الفلسطيني ودولته بعاصمتها القدس الشرقية، ولتوقف بديبلوماسيتها الفذة ضمَّ الأراضي الفلسطينية. 

ورغم أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية قرار سيادي، ومن حق دولة الإمارات مباشرة علاقات دبلوماسية مع أية دولة وفقاً لما ترتئيه مصالحها الوطنية، فقد قدمت قيادتها الحكيمة، قبل أي اعتبار آخر، تحقيق المصالح التي من شأنها بث قاعدة أولى تمثل درساً ونموذجاً لباقي الدول، وهي ضرورة تحاشي الانطلاق، في أي خطوات أو إنجازات، من مبدأ الكراهية أو المعاداة لأي دولة مهما كانت، وأن الهم المشترك الأكبر هو تثبيت رواسي السلم والطمأنينة في المنطقة. 

وفي يوم الاتحاد، تُمنح إجازة مريحة لكل من يقيم على أرض الإمارات، كإشارة لطيفة ترسخ معنى الاتحاد في النفوس، فالاتحاد أنت وأنا، والاتحاد اجتماع العائلة الصغيرة، ورسم ابتسامتها في ظل العائلة الكبيرة المعروفة بحنوها وعطفها وكرمها، بقيادة شيوخها الأكارم المخلصين لعهد زايد الخير والمحبة والإنسانية والأخلاق، العائلة التي امتدت أغصانها الخضراء، وتناغمت مع سلوكيات مَن يعيشون على أرضها، حيث تجد الصغار والكبار يرتدون ثياباً تحمل بريق ألوان العلم الإماراتي الشامخ، وتلبس أشجار النخل حليها من الأنوار المزركشة المشكلة من كلمات النشيد الوطني، لتردد بولاء في كل طريق: «عاش اتحاد إماراتنا».. «عيشي بلادي». 

إن عطاء دولة الإمارات العربية المتحدة على مر العقود، وبخاصة في ظل جائحة «كوفيد – 19» الحالية، يجعل من ذكرى الاتحاد عيداً بهيجاً لكل إنسان يحلم بتقوية الروابط الإنسانية القائمة على الأخلاق السامية والمحبة والعطاء. وهو أمر مألوف في مقام دولة سيّرت ما يقارب 176 طائرة إلى 120 دولة حول العالم منذ بداية الجائحة، محمَّلةً بأكثر من 1613 طناً من المساعدات الطبية، وصلت لمليون وأربعة وخمسين ألف مستفيد من العاملين في القطاع الصحي، إضافةً لمساهمتها في تسهيل نقل أكثر من 80% من مساعدات منظمة الصحة العالمية إلى دول عدة، وذلك كله تجسيداً لدعوة الإمارات إلى وقوف الإنسان بجانب أخيه الإنسان. 

وفي ذكرى اتحاد الإمارات، لابد من الإشارة لبعض ما أنجزه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بفضل القيادة الرشيدة ودعمها الدائم لكل ما يحقق مصلحة هذه المجتمعات، ويسهم في تخفيف وطأة الأزمات التي تمر بها، واجتياز الصعوبات التي تواجهها. وإيماناً من هذه القيادة الفذة بضرورة إنتاج صناعة حضارية مرتكزة على السلم والتعايش والتسامح، فهي لا تتردد في تأكيد ذلك من خلال مبادراتها، والتي شكلت لبنةً أساسية في الأهداف والأنشطة التي حققها المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، دفعاً بكل فرد في المجتمعات المسلمة للاعتزاز بدينه وهويته، متفاعلاً بإيجابية مع كافة العناصر الثقافية الأخرى، ومؤكِّداً بثبات قوي ولاءه لبلده، احتراماً وإنفاذاً لما أكدت عليه الشريعة الإسلامية، وصوناً لمنظومته الفكرية من أي محاولة استغلال أو تحريف. 

وكواحدة من العادات الحميدة للإمارات، فقد عممت تعليماتها وإجراءاتها الاحترازية صوناً لسلامة الإنسان، وهي تعليمات وإجراءات يتعين الالتزام بها والمساعدة في نشرها، لما تقدمه هذه الأرض الطيبة من احترام وتقدير وصون للكرامة. فمنذ الثاني من ديسمبر 1971، وحتى اليوم، وإلى الأبد، سنظل نردد: «حصنتُك باسم الله» يا إمارات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى