سياسة

حسام الغمري يكشف: هكذا استغل الإخوان الأفراد ماليًا ونفسيًا في تجربتي معهم


تحدث الإعلامي حسام الغمري، الذي عمل كحليف سياسي ورأس تحرير قناتي “الشرق” و”الشرق الأوسط” الإخوانيتين من تركيا، عن تجربته مع تنظيم الإخوان وتعاونه عن قرب مع القيادات الإخوانية. قبل أن يقرر تركه بلا رجعة.

وبحسب ما نشرته “العربية”، فإن الغمري لم يكن عضوًا تنظيميًا في الإخوان المسلمين. ولكنه وجد نفسه في تعاون وثيق معهم من خلال عمله الإعلامي. تحدث عن بداية تعاونه مع التنظيم قائلاً: “لم أكن أبدًا عضوًا في التنظيم، لكنني كنت حليفًا سياسيًا قريبًا لهم. انضممت إلى اتحاد القوى الوطنية من خلال أحد الأحزاب السياسية. وكان ذلك التحالف نوعًا من تبني الأجندة والمظلومية التي كانوا يروجون لها”.

بدأ حسام يشعر بالتعاطف مع قضايا التنظيم، ودافع عنها بقوة. متأثرًا بالمظلومية التي كانت تروج لها الجماعة، الوضع الذي يصفه قائلاً: “كنت مؤمنًا بأنهم مظلومون. وأدافع عن حقوقهم بشدة، معتقدًا أنني أدافع عن الحق والعدالة”.

بدأت تظهر للغمري بعض الحقائق التي غيرت نظرته للتنظيم بشكل جذري. يتذكر لحظات الكشف عن حقيقة التنظيم قائلاً: “بدأت تتكشف لي حقائق مرعبة عن الجماعة. اكتشفت معلومات خطيرة جعلتني أرفض تمامًا فكرة أن الإخوان جماعة وطنية”.

أحد الاكتشافات الرئيسية التي غيرت رأيه. بحسب “العربية”، هو التلاعب بالمعلومات والأجندات المخفية للتنظيم. يوضح: “كنت في قلب الأحداث. أعمل كرئيس تحرير لقناة “الشرق” وقناة “الشرق الأوسط” في إسطنبول. ما رأيته من تلاعب بالمعلومات واستخدام الأجندات المخفية كان صادمًا. كان التنظيم يستغل التعاطف الديني لتحقيق مكاسب مالية وسياسية”.

تحدث الغمري عن صدمة اكتشاف أن التنظيم مستعد للتضحية بأفراده لتحقيق أهدافه. مشيرًا إلى أنه عرف من مصدر إخواني كبير أن التنظيم كان يتوقع .ويخطط لوقوع عدد كبير من الضحايا لتحقيق أهدافه. يقول: “أخبرني أحد المصادر الإخوانية أنهم كانوا يتوقعون أن يموت 50 ألف شخص للضغط على الحكومة وإعادة محمد مرسي إلى السلطة، هذا يظهر قيمة الدماء عندهم”.

وخلال فترة عمله في الإعلام الإخواني. بدأ الغمري يتعرف على تفاصيل دقيقة عن كيفية إدارة القنوات والأجندات المخفية التي تسعى الجماعة لتحقيقها. يتذكر قائلاً: “كانت هناك لجنة إعلامية تضع المضامين وتوجه الرسائل التي يجب أن نوصلها، كان العمل منظمًا بشكل كبير. والأهداف واضحة في تحقيق مكاسب سياسية ومالية على حساب الحقيقة”.

يصف الغمري كيف كان التلاعب بالمعلومات جزءًا أساسيًا من عمله اليومي. يعلق: “كانت هناك أوامر بتضخيم الأحداث وتشويه الحقائق لخدمة أجندات معينة. أتذكر حادثة عندما طلب منا الهجوم على دولة عربية شقيقة بناءً على توجيهات من أجهزة مخابرات أجنبية. كانت تلك اللحظة بالنسبة لي صادمة وأدركت حينها حجم التلاعب والخداع الذي كنا نمارسه”.

الغمري أدرك أن الجماعة لم تكن تسعى لتحقيق أهداف نبيلة كما كان يظن في البداية. يقول: “اكتشفت أنهم طلاب دنيا وليسوا طلاب دين. كانوا يسعون لتحقيق مكاسب مالية ضخمة حتى لو كان ذلك على حساب المبادئ والقيم، يعيشون في قصور فاخرة .ويستفيدون من تمويلات ضخمة تأتي من مصادر مشبوهة”.

يوضح كيف كانت الجماعة تجند الإعلاميين وتوزع الأدوار عليهم لتحقيق أهدافها. يقول: “كان لدينا عدد قليل من الإعلاميين المحترفين. لكن تم تجنيدهم بعناية وتوزيع الأدوار عليهم بذكاء. كنا نستخدم السوشيال ميديا بشكل كبير لتضخيم الأحداث ونشر الإشاعات. حيث كان لكل فرد دور محدد في خلق حالة من الرأي العام الزائف”.

يتحدث الغمري عن كيفية تمويل التنظيم لأنشطته الإعلامية. مشيرًا إلى أن التمويل كان يأتي من مصادر خارجية مشبوهة: “التمويل كان يأتي من أجهزة مخابرات أجنبية ومن متبرعين متعاطفين مع قضيتهم المزعومة. كانوا يستخدمون هذه الأموال لتحقيق مكاسب شخصية. بينما يروجون لفكرة المظلومية لكسب تعاطف الناس وزيادة الدعم المالي”.

كشف الغمري عن بعض الفضائح الداخلية التي شاهدها خلال عمله مع التنظيم. موضحًا أن الفساد كان منتشرًا بشكل كبير: “شاهدت بأم عيني كيف كان يتم استغلال الأفراد واستنزافهم ماليًا ونفسيًا. كان هناك استغلال واضح للشباب والنساء. وكانت الأجندات الخفية تهدف فقط لتحقيق مكاسب سياسية ومالية”.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى