سياسة

حزب الله يشكل عقبة أمام الإنقاذ الدولي للبنان


كشف الكاتب الأمريكي توم روجان بأن حزب الله يشهد أزمة كبيرة إذ أنه محاصر بين محاولته السيطرة على زمام الديمقراطية اللبنانية وجذب حزم الإنقاذ المالية الدولية.

وفي مقال بصحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية، قال روجان إلى أن المخاوف الاقتصادية تتصدر الاهتمام في الوقت الحالي، إذ أن الاقتصاد اللبناني الذي يعاني الضغط بسبب البنية التحتية المتداعية، والفساد المستشري، وسوء الإدارة الجوهري كان يعيش على الدعم حتى من قبل أن تظهر جائحة فيروس كورونا.

كما أشار المتحدث ذاته إلى أن الأوضاع قد تفاقمت بسرعة في لبنان بسبب فيروس كورونا، بالإضافة إلى قانون قيصر الأمريكي الذي استهدف سوريا وانعكس على حزب الله.

وتابع روجان القول بأن كل هذه الأوضاع قد أدت إلى وضع يقضي فيه التضخم على الرواتب، كم تتسبب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية، إلا أنه من الواضح أن ما لبنان يحتاج حزمة إنقاذ كبيرة من طرف صندوق النقد الدولي مرتبطة بالإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد، بينما ومن وجهة نظر روجان، فإن المشكلة بالنسبة لحزب الله تكمن في أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يطلبان ارتباط أي حزم إنقاذ بإصلاحات جادة، في حين يعلم حزب الله جليا بأن مثل تلك التعديلات ستضعف قدرته على الهيمنة على المشهد السياسي في البلاد.

هذا وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن حزب الله، بقيادة حسن نصر الله، كانت له القدرة على إخفاء تلك الفوضى، حيث قال بأنه في مواجهة معارضة ضعيفة بقيادة سعد الحريري قائد تيار المستقبل، كان لحزب الله حق النقض (فيتو) على رؤساء الوزراء والسياسات التي يعارضها.

ويعتقد أيضا بأن حزب الله استفاد من التحالفات مع القادة الذين لا يهتمون إلا بسلطتهم غير أن الأمور أخذت مجرى آخر، ولم تعد بذلك اللعبة القديمة متواصلة إلى جانب أن عددًا متزايدًا من صناع القرار السياسي بلبنان بإمكانهم رؤية الأمر، وفي نفس السياق، تحدث البطريرك الماروني بشارة الراعي عن أن العقبة الرئيسية أمام أي خطة إنقاذ دولية هي سيطرة حزب الله على الحكومة.

فيما يعتقد روجان بأن شجاعة الراعي حطمت حواجز وشجعت آخرين على بدء التحدث بكل صراحة بخصوص ما لم يجرأ أحد على قوله من قبل، كما أشار إلى أن بعض التغييرات الهيكلية مطلوبة حاليا، واستشهد بالاجتماع بين الراعي وجبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر يوم الأحد، إذ خرج باسيل من تلك المناقشة وهو يردد خطاب الراعي بخصوص الحاجة لحياد حقيقي بالسياسة اللبنانية الخارجية.

إلى ذلك، أشار الكاتب الأمريكي إلى أن ترجمة الحياد الحقيقي هي انفصال أكبر عن إيران، والتقليل من سلطة وقوة حزب الله، وأكد بأنه في حال دفع باسيل حاليا الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر للضغط من أجل القيام بإصلاحات، فسرعان ما سيصبح حزب الله معزولًا بشكل واضح، موضحا بأن التحدي الرئيسي لحزب الله هو تواصل تفاقم الأوضاع الاقتصادية، مما سيزيد ضعف وضعه، وفي مرحلة ما ستتشكل تحالفات جديدة من أجل الإصلاح، أو سيعود حزب الله إلى لعبة العنف القديمة لحماية وضعه.

وفي ختام مقاله، قال روجان بأنه في ظل ظرف لا تمتلك فيه إيران الكثير من الموارد المالية لدعم حزب الله، فلن تكون الجماعة واثقة من أن مغامرة العنف ستؤتى ثمارها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى