سياسة

حزب الله يجهض محاولات التوغل الإسرائيلي: تعزيزات واستراتيجيات جديدة


 أعلن حزب الله أنه تصدّى بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء لمحاولتي تسلل لقوات إسرائيلية عند الحدود، غداة إعلان الدولة العبرية توسيع عملياتها البرية في جنوب لبنان. فيما اعتراف الجيش الإسرائيلي بإصابة 3 جنود بجروح خطيرة في العمليات العسكرية المستمرة.

وبدأت إسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر حملة قصف جوي مكثفة في لبنان تقول إنها ضد أهداف لحزب الله، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية “محدودة ومركزة” عند الحدود. وأكدت الدولة العبرية الثلاثاء توسيع نطاق هذه العمليات لتشمل مناطق في جنوب غرب لبنان.
وأدت عمليات القصف في الأسبوعين الأخيرين لمقتل أكثر من ألف شخص في أنحاء مختلفة. بحسب السلطات اللبنانية. من جهته، يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ نحو شمال إسرائيل. ويعلن التصدّي لمحاولات تسلل حدودية.
وأفاد الحزب في بيان بأن مقاتليه قاموا عند الساعة 00.15 (21.15 ت غ الثلاثاء) “بِتفجير عبوة ناسفة بِقوةٍ من جنود العدو الإسرائيلي واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا”.

وفي بيان منفصل، أشار الى أن عناصره استهدفوا قوة إسرائيلية “بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية” لدى محاولتها التقدم “عند الساعة 4:55 (01.55 ت غ)” فجر الأربعاء باتجاه منطقة اللبونة في جنوب غرب البلاد. كما أعلن استهدافه قوات إسرائيلية بصلية صواريخ أثناء تقدمها من سهل طوفا تجاه بلدتي ميس الجبل ومحيبيب جنوب لبنا
بدوره قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن ثلاثة من عناصره أصيبوا بـ”جروح خطيرة” في معارك بجنوب لبنان، وفق القناة “12” العبرية مضيفا أنه .”تم إخلاء العسكريين إلى مستشفى لتلقي العلاج الطبي، وجرى إبلاغ عائلاتهم”.

وكشفت وسائل اعلام إسرائيلية بينها القناة 12 اصابة شموئيل بوخريس كبير مستشاري وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في معارك جنوب لبنان . بدوره أكد موقع 0404 الإسرائيلي أن بوخريس أصيب خلال مواجهة في جنوب لبنان.

كما أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن أربعة إسرائيليين أصيبوا بجروح خطيرة ومتوسطة اليوم الأربعاء جراء سقوط صواريخ أطلقت من لبنان على حيفا وخليجها.
وقالت نجمة داوود الحمراء في بيان صحفي إنه “في أعقاب القصف .الذي تم إطلاقه مؤخرا على منطقة حيفا والكريوت وردت أنباء عن إصابة شخصين بجروح خطيرة جراء سقوط شظايا” مشيرة إلى أن جريحين بجروح متوسطة يجري علاجهما في ساحة أخرى.
وكانت قناة 14 الإسرائيلية أفادت بإطلاق وابل كثيف من الصواريخ على مدينة حيفا وخليجها مؤكدة أنه سمع دوي عشرات الانفجارات في المنطقة بسبب إطلاق 30 صاروخا من لبنان.
 كما أدى القصف لانقطاع الكهرباء ببعض المواقع في مدينة كريات بياليك قرب حيفا لتضرر الشبكة بفعل صواريخ.

من جانب اخر قالت السلطات الإسرائيلية إن شخصين قُتلا في بلدة بشمال إسرائيل تعرضت لقصف بصواريخ جماعة حزب الله اللبنانية اليوم الأربعاء. وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن رجلا وامرأة قُتلا في بلدة كيريا شمونة.

وكان الحزب أعلن الثلاثاء تصدّيه لقوة اسرائيلية “تسللت” خلف موقع لقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) داخل اللبونة. غداة قوله إنه أمر مقاتليه بـ”التريث” في استهداف تحرّكات لجنود اسرائيليين خلف موقع آخر للقوة الدولية.
وكانت اليونيفيل حذّرت الأحد من “تطور خطير للغاية” مع اقتراب عمليات الجيش الإسرائيلي من موقع لها.

من جهته قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي نداف شوشاني الثلاثاء “إننا في محادثات مستمرة واتصال دائم مع اليونيفيل للتأكد من أنهم ليسوا في خط النار بيننا وبين حزب الله“.

قوات اليونيفيل تعبر عن قلقها من اقتراب المواجهات لمواقعها
قوات اليونيفيل تعبر عن قلقها من اقتراب المواجهات لمواقعها

وحضّت اليونيفيل في بيان السبت لبنان وإسرائيل على “إعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، من خلال الأفعال وليس الأقوال فقط. باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة”.
وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمرة خاضاها صيف 2006. وتم تعزيز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان.

وبموجب القرار، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري “غير شرعي” عليها.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أرسل الفرقة 146 إلى جنوب لبنان، وهي أول فرقة جنود احتياط يتم نشرها عبر الحدود. وإنه وسع العمليات البرية ضد حزب الله من جنوب شرق لبنان إلى جنوب غربه.
ورفض متحدث عسكري الإفصاح عن عدد القوات التي كانت موجودة في لبنان في توقيت محدد. لكن الجيش أعلن في وقت سابق أن ثلاث فرق أخرى من الجيش تعمل هناك، وهو ما يعني أن الآلاف من الجنود على الأرجح على الأراضي اللبنانية.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الأربعاء إن جماعة حزب الله اللبنانية لا تزال منظمة ولم تفقد تسلسل قيادتها على الرغم من الضربات الإسرائيلية. التي تقول موسكو إنها محاولة لإشعال فتيل صراع مسلح على مستوى الشرق الأوسط.
وأضافت للصحفيين “بحسب تقييماتنا فإن حزب الله بما في ذلك الجناح العسكري. لم يفقد تسلسل قيادته ويبدو عليه التنظيم”.
وقالت إن الغرب وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا. يذكي نيران الصراع في الشرق الأوسط وينافق عبر دعمه لإسرائيل التي تتسبب في خسائر بشرية كبيرة للمدنيين في لبنان. وانتقدت روسيا إسرائيل أيضا بسبب شن هجوم على سوريا.

وقالت زاخاروفا “مرة أخرى، انتهكت إسرائيل بشكل صارخ سيادة سوريا بشن هجوم صاروخي على مبنى سكني متعدد الطوابق في منطقة مكتظة .بالسكان في دمشق” مضيفة “من المثير للغضب أن تتحول مثل هذه الأعمال حرفيا إلى ممارسة روتينية تطبق في سوريا ولبنان وقطاع غزة”. وأن ذلك أظهر “رغبة إسرائيل في توسيع النطاق الجغرافي للتصعيد المسلح في المنطقة”.
ووصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأربعاء الهجوم الإسرائيلي على لبنان بأنه “غزو”، قائلا إنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن “يبقى غير مبال” إزاء هذا الوضع. وأعرب عن أسفه “لعدم وجود توافق” حول الموضوع داخل الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس الحكومة اليسارية الاسبانية خلال نقاش في البرلمان “من الواضح أنه حصل غزو من دولة أخرى لدولة ذات سيادة مثل لبنان. وبالتالي لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى غير مبال”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى