حزب أردوغان يفقد أعضاءه و18 استقالة جديدة
عرف حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا يوم أمس الجمعة استقالة عضوات مجلس إدارة أمانة المرأة بولاية وان (جنوب شرق)، إذ يصل عددهن إلى 18 سيدة.
وكان ذاك وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة آرتي غرتشك التركية المعارضة، وأشار إلى أن المستقيلات هن أعضاء مجلس إدارة أمانة المرأة بفرع حزب العدالة والتنمية في قضاء أرجيش التابع للولاية المذكورة.
وقالت أيضا الصحيفة بأن العضوات المستقيلات أعلن في بيان خلال مؤتمر صحفي، أن الضغط النفسي والعنف والممارسات التعسفية التي تمارس عليهن من قبل رئيس فرع الحزب بالقضاء المذكور، نديم صاغلام، وأعضاء مجلس إدارة القضاء، هو ما دفعهن للاستقالة، كما أشرن إلى أنهن لم يستطعن تحمل مزيد من العنف والضغط النفسي لذلك اضطررن إلى تقديم الاستقالة يوم أمس الجمعة.
إن هذه الموجة من الانشقاقات تعتبر الثانية من نوعها والتي يشهدها الحزب الحاكم خلال أسبوع، إذ قدم 15 عضوًا من أعضائه يوم الجمعة الماضية اعتراضًا على السياسات التي ينهجها النظام تجاه عدد من القضايا.
هذا واستقالت حينها أمينة غوكطاش، رئيسة أمانة المرأة في فرع الحزب بمقاطعة قيزيل تبه التابعة لمدينة ماردين، عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه، جنوب شرقي البلاد، واستقال أيضا 14 من الأعضاء المرافقين لرئيسة أمانة المرأة، إذ أعلنوا كلهم انضمامهم لحزب المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق، والقيادي المنشق عن الحزب الحاكم.
كما اعتقدت عدة وسائل في الإعلام التركية بأن هذه الاستقالات استمرارا لتساقط أوراق الحزب الحاكم الذي يعيش منذ فترة اضطرابات وانشقاقات في صفوفه، شملت قياديين ورفقاء سابقين لأردوغان حيث قرروا الابتعاد عنه بعد استئثاره بحكم البلاد.
إلى ذلك، فإن الانشقاقات ضربت أيضا حزب الحركة القومية، حليف العدالة والتنمية، إذ أعلن عدد من أعضائه انشقاقهم في يونيو المنصرم بسبب رفضهم التحالف مع الحزب الحاكم.
واضطر الحزب الحاكم لإبرام تحالف بين الحزبين يسمى بتحالف الجمهور، قبل الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد مارس 2019، نتيجة رجوع شعبيته، وبالرغم من ذلك فقد شهد التحالف خسائر فادحة شملت فقده عددًا من البلديات الكبرى ومن بينها بلدية إسطنبول التي كانت معقل العدالة والتنمية خلال عقدين من الزمان.
وكان من أهم الاستقالات في صفوف الحزب استقالة داود أوغلو، في 13 سبتمبر الماضي، حيث قال: الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه.
كما أعلن داود أوغلو، في 13 ديسمبر الماضي تأسيس حزبه الجديد المستقبل، لينهي بذلك حالة الجدل والترقب بخصوص مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية، الحاكم، وجاءت استقالة داود أوغلو بعد مرور شهرين على استقالة علي باباجان، نائب رئيس الوزراء الأسبق، في يوليو الماضي، والذي أسس حزبه تحت اسم الديمقراطية والتقدم.
إلى ذلك، كشفت المحكمة العليا في تركيا في أحدث بيانات لها، يوم 9 فبراير الماضي عن انخفاض أعضاء العدالة والتنمية، بأكثر من 15 ألف عضو خلال 50 يوما فقط، وحسب البيانات فقد واصل الحزب الحاكم، بقيادة أردوغان، خسارته لأعضائه المسجلين لديه، بفقد 15 ألفا و692 عضوا خلال 50 يوما فقط.
وذكرت المحكمة العليا في 14 ديسمبر الماضي، بأن 114.116 عضوا قدموا استقالتهم من العدالة والتنمية خلال 4 أشهر فقط، اعتراضاً على سياساته، إذ جاء ذلك في بيان صدر عن المحكمة وقتها يفيد بأن 56 ألفاً و260 عضواً استقالوا من الحزب خلال الفترة من 1 يوليو إلى 6 سبتمبر 2019، فيما استقال 57 ألفاً و856 عضواً خلال الفترة من 6 سبتمبر إلى 22 نوفمبر الماضيين، وكل هذه الأرقام تشير إلى أن الحزب الحاكم خسر 129 ألفا و808 أعضاء من 1 يوليو 2019 حتى 9 فبراير 2020.