حرب غزة .. صراع الحياة والموت
تقترب حرب غزة من يومها الـ100، ومعها يسابق سكان القطاع الزمن للبقاء أحياء لا أرقاما توشح أكفانهم.. ولا مؤشرات على تراجع حدة القتال.
ففي اليوم الـ94 للحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية والبحرية والبرية على مناطق متفرقة في جنوب ووسط وشمال قطاع غزة.
غارات أسفرت عن مقتل 22 ألفا و835 وإصابة أكثر من 58 شخصا، منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.
في حين دمّر القصف أحياء بأكملها، وأجبر 85 في المئة من السكان على الفرار، فيما تسبب بأزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.
وعلى طول الشوارع وفي المدارس وفي محيط المستشفيات لاسيما في وسط وجنوب قطاع غزة، يفترش آلاف النازحين خيامهم البدائية أو بعضا من الأقمشة المهترئة، خوفا من القصف الذي يلاحقهم أينما فروا.
حصيلة دماء باهظة تتزامن مع احتدام المعارك بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، في أكثر من محور، ومقتل تسعة فلسطينيين بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية.
وأمس الأحد، قُتل تسعة فلسطينيين بينهم سبعة في قصف من طائرة مسيّرة على جنين شمالي الضفة الغربية.
بينما أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل شرطية جراء تفجير عبوة ناسفة بمركبة عسكرية.
ورغم الضغوط الدولية والنداءات لوقف إطلاق النار، ما زالت إسرائيل ماضية في هجومها الذي تركز بشكل كثيف خلال الساعات الماضية على وسط قطاع غزة، وتحديدا مدينة دير البلح ومخيمي المغازي والبريج.
شفير المجاعة
حربٌ فاقمت الأزمة الإنسانية المتدهورة فعليا في قطاع غزة، حيث يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون والذين نزح أكثر من 85 % منهم، وفق الأمم المتحدة، أوضاعا كارثية صعبة.
وتقول مصادر فلسطينية وشهادات سكان ووكالات دولية، إن معظم النازحين باتوا على شفير المجاعة، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والوقود والأدوية.
فيما لا تدخل المساعدات الإنسانية إلا بكميات ضئيلة جدا رغم صدور قرار بهذا الصدد عن الأمم المتحدة.
بلينكن.. ما الذي ستقدمه زيارته للمنطقة؟
في الأثناء، يواصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، جولته في المنطقة، لتجنب اتساع رقعة النزاع الى جبهات أخرى خارج قطاع غزة.
ومنذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يرد الجيش بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” وتحركات مقاتلين.
لكن المخاوف من توسع نطاق الحرب تصاعدت بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، الثلاثاء الماضي، بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
ومساء أمس، وصل بلينكن إلى الإمارات قادما من قطر، حيث أجرى محادثات مع أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وفي مؤتمر صحفي بقطر، حذّر الوزير الأمريكي من أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قد “تنتشر” وتهدد الأمن في كل أرجاء الشرق الأوسط.
وشدد على ضرورة أن تبذل إسرائيل المزيد لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يجب أن يتمكنوا “من العودة إلى ديارهم”.
وقبل قطر، كان بلينكن قد التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مستهل جولته الجديدة التي تشمل دولا عربية وإسرائيل.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الأمريكي بعد الإمارات إلى السعودية.
تحركات وجهود دبلوماسية لاحتواء الوضع، تتزامن أيضا مع خطة عرضها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الخميس الماضي، تضمنت الخطوط العريضة “لما بعد الحرب” في قطاع غزة.
وقال غالانت إنه وفقاً لهذه الخطة فإن العمليات العسكرية “ستستمرّ” في قطاع غزة إلى حين “عودة الرهائن” و”تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس” و”القضاء على التهديدات العسكرية في قطاع غزة”.
وبعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة “اليوم التالي” للحرب والتي بموجبها “لن تسيطر حماس على غزة” التي تحكمها منذ عام 2007.وفق الوزير الإسرائيلي.