حرب غزة.. اليوم 162 معبر البحر ومقترح هدنة و«ثغرة» رفح
أول سفينة مساعدات ترسو قبالة سواحل مدينة غزة، فيما قدمت حركة حماس مقترحا جديدا للهدنة في وقت تتمسك فيه إسرائيل برفع ورقة اجتياح رفح.
فبينما يتوقع استئناف المفاوضات بشأن الرهائن والهدنة قريبا، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “خطط عمل” الجيش لشن هجوم على رفح، حيث يعيش وفق الأمم المتحدة نحو 1,5 مليون فلسطيني.
في غضون ذلك، وصلت أول سفينة تحمل مواد غذائية الجمعة إلى سواحل قطاع غزة الذي يعاني سكانه الجوع بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب.
وتخشى الأمم المتحدة حدوث مجاعة واسعة النطاق في القطاع الفلسطيني، خصوصا في شماله الذي مزقته الحرب ويصعب الوصول إليه.
وحملت سفينة “أوبن آرمز” عند مغادرتها قبرص الثلاثاء 300 ألف وجبة أعدتها منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركزي العالمي) الأمريكية غير الحكومية.
وتولى فريق “وورلد سنترال كيتشن” الموجود في غزة بناء رصيف عائم، حيث كان يتم تفريغ البضائع في وقت متأخر من بعد الظهر، وفق متحدثة باسم المنظمة.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته “انتشرت لتأمين المنطقة”، مؤكدا أن “السفينة خضعت لفحص أمني كامل”. وأضاف أن دخول المساعدات الإنسانية بحرا “لا ينتهك” الحصار الذي تفرضه الدولة العبرية على قطاع غزة منذ عام 2007.
“تفاؤل حذر”
استهدفت عشرات الغارات قطاع غزة وتركزت خصوصا في مدينة غزة وخان يونس (جنوب) والوسط، بحسب تقارير.
وأمام تعنت المعسكرين، فشل الوسطاء الأمريكيون والمصريون والقطريون في تأمين اتفاق هدنة كما كانوا يأملون قبل شهر رمضان.
لكن يبدو أن حماس عدلت موقفها، وأعلن أحد قياداتها لوكالة فرانس برس الجمعة أن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، على “أن تفرج إسرائيل عن 20 الى 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي”.
وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلا فلسطينيا مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها.
كما تشمل المرحلة الأولى “الانسحاب العسكري من كافة المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بدون قيود وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا”.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الدول الوسيطة تعمل “بلا كلل على سد الفجوات المتبقية” بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار.
وأبدى البيت الأبيض “تفاؤلا حذرا” بإمكان التوصل إلى هدنة، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي “نظهر تفاؤلا حذرا بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح”، لافتا إلى أن اقتراح حماس الجديد يندرج “ضمن حدود” ما ناقشه المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة.
“ثغرة” رفح
لكن فيما يتوقع استئناف المفاوضات بشأن الرهائن والهدنة قريبا، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على “خطط عمل” الجيش لشن هجوم على رفح، في “ثغرة” يخشى أن تكون لها تداعيات على مفاوضات الهدنة.
وقال مكتب نتنياهو إن “الجيش الإسرائيلي جاهز للجانب العملياتي ولإجلاء السكان”، من دون تقديم أي تفاصيل أخرى حول هذه العملية المعلن عنها منذ فترة وتعارضها الأمم المتحدة ودول عديدة أبرزها الولايات المتحدة.
وأعلن البيت الأبيض الجمعة أنه يريد الاطلاع على خطة إسرائيل في شأن تنفيذ عملية عسكرية في رفح.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي “لم نطلع عليها (الخطة). نرحب بالتأكيد بفرصة الاطلاع عليها”، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تؤيد أي خطة تفتقر إلى اقتراحات “ذات صدقية” بهدف تأمين حماية المدنيين.
قبيل ذلك، قال بلينكن خلال زيارة لفيينا إن واشنطن تريد أن ترى “خطة واضحة وقابلة للتنفيذ” لضمان أن المدنيين “بعيدون من الأذى”.