سياسة

جواد ظريف يتراجع عن انتقاد الحكومة ويعود إلى دائرة بزشكيان


أعلن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف الثلاثاء. الاستمرار في أداء مهامه في تقديم المشاورات والتوجيهات وبأمر كتابي من الرئيس المنتخب مؤخرا، مسعود بزشكيان، في تراجع عن قراره السابق بالاستقالة من منصبه كنائب للرئيس الإيراني.

وكان ظريف قد قدم استقالته، في منتصف أغسطس/آب الحالي، معربا عن استيائه من التشكيلة الحكومية المقترحة آنذاك. إلا أنه عاد ليشيد بالتشكيل الجديد للحكومة في منشوره الأخير. فيما رجح متابعون أن أوامر عليا صدرت من أعلى سلطة في البلاد تطلب منه الراجع عن انتقاداته إذ أن دوافع ظريف للتراجع عن الاستقالة تثير الشكوك، مع إشادته المفاجئة بحكومة سبق أن انتقدها.

وقال ظريف في منشور أن أعضاء الحكومة الجديدة عرفت “أعلى مستوى من حضور النساء والأقليات العرقية والدينية في مجلس الوزراء. مما يدل على صدق وشجاعة الرئيس في الوفاء بوعوده الانتخابية”.

وأعرب عن أمله في أن يؤدي هذا النهج الشامل إلى تحقيق وفاق وطني. مشيرا بفخر إلى أن نحو 70 بالمئة من الوزراء ونواب الرئيس وكبار المسؤولين الحكوميين تم اختيارهم وفق عملية شفافة وتشاركية، معربا عن تطلعه لترسيخ هذا النهج مؤسسيا بعد معالجة أوجه القصور.

وكان ظريف، الذي ينظر إليه باعتباره مهندس الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى الكبرى في عام 2015، أحد أكبر الداعمين لبزشكيان خلال الانتخابات. وقاد جهود لحشد الناخبين لفوز روحاني بالرئاسة.

وصادق مجلس الشورى الإيراني الذي يهيمن عليه المحافظون على تعيين أعضاء الحكومة الأربعاء الماضي، وبينهم امرأة ودبلوماسي منفتح على الحوار مع الغرب.

وتضم الحكومة الجديدة الدبلوماسي عباس عراقجي (61 عاما) وزيرا للخارجية. ويخلف عراقجي حسين أمير عبداللهيان، الذي قضى في تحطم المروحية أيضا.

وعرف عراقجي بانفتاحه على الغرب، ودوره المحوري في المباحثات التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي.

إلى ذلك، سمى بزشكيان فرزانه صادقي المجازة في التخطيط الحضري .وسبق أن تولت مهاما في وزارة الإسكان، لتولي وزارة الطرق والتنمية الحضرية.

وأصبحت صادقي (48 عاما) ثاني امرأة تشغل منصبا وزاريا منذ قيام “الثورة الإسلامية” عام 1979.

وسمي الجنرال عزيز نصير زاده، القائد السابق للقوة الجوية في الجيش ومساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة منذ العام 2021، وزيرا للدفاع. وحصل نصير زاده على أصوات 281 نائبا من أصل 290، مسجلا أفضل نتيجة خلال تصويت على الثقة في إيران، حسبما أكدت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.

كما وافق البرلمان على اقتراح بزشكيان إبقاء وزارة الاستخبارات في عهدة اسماعيل خطيب الذي كان يتولاها في حكومة رئيسي.  واختار بزشكيان وزير الصناعة في حكومة الرئيس السابق. عباس علي آبادي وزيرا للطاقة، وأبقى أمين حسين رحيمي وزيرا للعدل.

وأعلن عراقجي مساء الجمعة، أن الحكومة الإيرانية الجديدة ستسعى جاهدة إلى تخفيف “الضغوط” التي تمارسها الولايات المتحدة على الجمهورية الإسلامية. وقال في حوار عبر التلفزيون الحكومي “ما يتعين علينا القيام به هو إدارة التوترات والأعمال العدائية” بين طهران وواشنطن.

وأضاف عراقجي الذي تخضع بلاده لعقوبات أميركية قاسية “من أهم واجباتنا تحييد العقوبات وفي نفس الوقت نحاول رفع العقوبات. الأمر الذي سيزيل عقبة كبيرة من طريق الاقتصاد الإيراني”. وأضاف “سنتحرك في هذا الاتجاه”.

انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران منذ أكثر من 40 عاما. في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979. وتدهورت علاقات البلدين منذ 7 تشرين الأول/اكتوبر حين شنّت حركة حماس المدعومة من طهران هجوما ضد إسرائيل حليفة واشنطن.

وعرض عراقجي الذي تولى مهامه الأربعاء خطوط السياسة الخارجية العريضة للحكومة الجديدة. مؤكدا أنها ستمنح الأولوية إلى “دول الجوار” ثم إلى “إفريقيا وأميركا الجنوبية وشرق آسيا”. وأضاف أن “الأولوية الثالثة هي للدول التي ساعدت إيران خلال العقوبات، خصوصا الصين وروسيا”. وتابع “تعاوننا معهما هو تعاون استراتيجي. لقد كان هذان البلدان إلى جانبنا أثناء الشدائد والعقوبات وقدموا الدعم لنا”.

وانتقد الدول الأوروبية بسبب “تبنيها سياسات معادية” تجاه إيران في السنوات الأخيرة. وقال “إذا تخلوا عن سياساتهم الخاطئة والعدائية، فسوف يصبحون أولويتنا مرة أخرى”.

وأكد الوزير مجددا دعمه لما تصفه إيران بـ “محور المقاومة” ضد إسرائيل. والذي يضم خصوصا حركة حماس وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن. وأضاف “سيكون محور المقاومة مدعوما من الجمهورية الإسلامية في كل الظروف”، بما في ذلك في لبنان وغزة واليمن.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى