جثث بين أنياب الكلاب.. فاجعة جباليا ترسم مأساة غزة
جثث متناثرة في شوارع متربة، وكلابٌ ضالة تنهشها، وطرق مدمرة بالكامل، وناس يتضورون جوعا. هذه هي الصورة في جباليا، شمال قطاع غزة.
صورةٌ رسمها فارس عفانة رئيس خدمات الطوارئ في شمال قطاع غزة، لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، عبر الهاتف.
يقول عفانة “يمكنك رؤية علامات الجوع على الناس في شمال غزة. القوات الإسرائيلية تدمر كل ما يمثل الحياة أو علامات الحياة”.
-
الأمم المتحدة تتهم إسرائيل رسميًا بارتكاب جرائم حرب في غزة
-
هآرتس تكشف جرائم الاحتلال في شمال غزة.. مخططات تجويع وحصار المدنيين
لم يكن الجوع وحده الذي ظهر على القتلى، بل علامات نبش حيوانات، شاهدها عفانة وزملاؤه حين تلقوا جثث فلسطينيين قُتلوا في تلك المنطقة، وهو ما أعاق الجهود المبذولة لتحديد هوية المتوفين.
وأضاف “الكلاب الضالة الجائعة تأكل هذه الجثث في الشارع … مما يجعل من الصعب علينا التعرف عليها”.
وشارك رئيس طوارئ شمال غزة، صورة مع شبكة “سي إن إن” تظهر بقايا صبي صغير قال إن الكلاب الضالة تتغذى على جثته.
-
إسرائيل تواجه خسائر ثقيلة شمال غزة بعد حصار طويل
-
ما بعد الحرب: الكابوس المدفون في غزة وحقائق مؤلمة تنتظر الكشف
ولفت الرجل إلى أن هناك آلاف الأطفال والنساء الحوامل عالقين في المنطقة المحاصرة، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات جوية وبرية في ثلاثة أحياء خلال الأيام الـ 12 الماضية.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يوم الأحد، أن ما لا يقل عن 50 ألف شخص نزحوا من منطقة جباليا.
ويعاني 400 ألف شخص ممن بقوا في شمال غزة من الجوع ويواجهون قصفا إسرائيليا مدويا.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف الوجود المتجدد لحماس هناك.
-
في ذكرى هجوم حماس.. إسرائيل تطلق عملية عسكرية كبرى على غزة
-
دماء جديدة في غزة: قصف مدرسي يودي بحياة 28 شخصا خلال يوم واحد
المجاعة أو التهجير
واتهمت الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي بإجبار سكان شمال غزة على الاختيار بين “المجاعة أو التهجير”.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في بيان يوم الإثنين: “لا يُمنح المدنيون أي خيار سوى المجاعة أو الرحيل”. “في غزة، تم تجاوز العديد من الخطوط الحمراء. ما قد يشكل جرائم حرب لا يزال من الممكن منعها”.
ووفق عفانة، فإن القوات الإسرائيلية أطلقت النار يوم الإثنين على السكان الجائعين الذين يبحثون عن الطعام في مركز مساعدات تديره الأونروا. محذرا من أن “الوضع يزداد سوءا”
-
ذكرى “الطوفان”.. والمجتمع الدولي يطالب بإنهاء العنف في غزة فوراً
-
خبرات الحرب: كيف يساعد أهل غزة اللبنانيين على التكيف مع النزوح؟
وكانت الأونروا، قد قالت إن هجوما بالمدفعية على مركز توزيع الغذاء التابع لها في جباليا يوم الإثنين أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة 40 آخرين.
صعوبة الوصول
وعن تنقل المسعفين في تلك المنطقة، لفت عفانة إلى أنه من الخطير جدا الوصول إلى هناك “نتيجة تفجير الطرق وإطلاق النار المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي على مركباتنا”.
وفي هذا الصدد، قال إن “سيارات الإسعاف أصيبت بشظايا من قصف مدفعي إسرائيلي بالقرب من مستشفى يمن السعيد في جباليا”.
-
فرنسا توجه لكمة دبلوماسية: مطالبات بوقف تسليح إسرائيل لدعم غزة
-
عام على الحرب.. غزة تتحول إلى «المقبرة الأكبر»
وأضاف “ما يحدث في شمال غزة هو إبادة جماعية حقيقية. لا يمكننا القيام بعملنا بشكل طبيعي”.
“رماد”
مساحات شاسعة من مخيم جباليا للاجئين الذي كان نابضا بالحياة، حولتها الجرافات الإسرائيلية إلى متاهة من الشوارع المدمرة، وفقا لأحد سكان الحي المحاصر.
وقال عبد الكريم الزويدي، لشبكة “سي إن إن” في رسالة صوتية يوم الثلاثاء: “المشاهد والأصوات ورائحة الاجتياح عنيفة للغاية”.
-
حصيلة عام من الحرب في غزة: أرقام عن خسائر إسرائيل وحماس
-
أهالي غزة تحت تهديد الركام المتزايد بعد الدمار
وأضاف الشاب الفلسطيني البالغ من العمر 23 عاما: “السؤال هو أين وكيف يمكن للناس أن يغادروا؟”. “المكان الذي يظلون فيه، على الرغم من كل الدمار، يتكون من خيام بسيطة أقاموها من أنقاض منازلهم. إلى أين سيذهب الناس؟”
واتهم الزويدي الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المدنيين الذين حاولوا الفرار من الشمال عند دوار أبو شرخ في جباليا، كما ذكرت شبكة “سي إن إن” وغيرها في وقت سابق.
-
مخطط إسرائيلي جديد لتقسيم غزة: تفاصيل «خطة الجنرالات»
-
إسرائيل تستعد لعملية واسعة في غزة لفصل شمالها عن جنوبها
ويتذكر الزويدي أنه قبل الحرب، كان الأطفال يصطفون في أزقة مخيم جباليا للاجئين وكانت العائلات تتجمع للاحتفال بالأعياد، بما في ذلك شهر رمضان.
ويضيف: “كان مخيم جباليا جميلا للغاية، ومليئاً بالأسواق المحلية ويعج بالناس. كان آمناً. أما الآن فلم يعد المخيم سوى رماد”.