سياسة

جباليا تحت النار: مواجهة الحصار بخطة استراتيجية جديدة


تضيف أنقاض جباليا، أكبر مخيم للاجئين في غزة، ارتفاعا للمنطقة التي حملت اسمها من الجبل، فكأن انكساراتها تعلي هامتها.

وعادت جباليا لواجهة الأحداث في غزة مجددا بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي للمرة الثالثة خلال عام عملية واسعة في شمال القطاع لفصل جباليا عن مدينة غزة.

واليوم الأحد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها في جباليا بشمال قطاع غزة حيث يقوم الجنود بتفكيك “معاقل” حماس.

وأكد في مقطع مصور بثه مكتبه أن الجنود “موجودون الآن في قلب جباليا حيث يقومون بتفكيك معاقل حماس”.

لكن العملية المستمرة منذ نحو 9 أيام أدت لمقتل 300 شخص غالبيتهم من المدنيين، فضلا عن جثث غير معروفة العدد تحت “أنقاض أنقاض” أعيد قصفها.

وتقول إسرائيل إن حركة حماس أعادت تشكيل قوتها في الشمال حيث بدأت العمليات العسكرية قبل عام.

لكن مراقبين عربا وإسرائيليين يرون أن العمليات في جباليا تهدف لتنفيذ ما يعرف بـ”خطة الجنرالات” والتي تستهدف في عنوانها العريض إقامة منطقة عازلة في شمال القطاع.

وقالت وسائل إعلام غربية اليوم الأحد إن نتنياهو يدرس قطع المساعدات الإنسانية عن شمال غزة بشكل كامل.

خطة الجنرالات

 

وترتبط الخطة بالرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، اللواء (احتياط) غيورا آيلاند، وهي تحظى بدعم واسع من قبل أقطاب اليمين المتطرف في إسرائيل.

وفقا للخطة، كما شرحها آيلاند، سيقوم الجيش الإسرائيلي بإجلاء أكثر من 250 ألف فلسطيني من سكان غزة من شمال قطاع غزة وتحويل المنطقة الشمالية بأكملها إلى منطقة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.

وبحسب الخطة، فإن المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (وسط قطاع غزة) بالكامل، أي مدينة غزة بكل أحيائها، سوف تصبح منطقة عسكرية مغلقة، حيث سيُطلب من جميع السكان، الذين يقدر الجيش عددهم بنحو 250 ألف نسمة، المغادرة على الفور.

وبعد أسبوع من منح السكان الفرصة للإخلاء، يجري فرض حصار عسكري كامل على المنطقة، مما يترك للمسلحين في مدينة غزة الخيار – الاستسلام أو الموت.

واعتبر منتدى الجنرالات، الذي تبنى الخطة، أن “الخطة تتوافق مع قواعد القانون الدولي لأنها تسمح للسكان بالإخلاء من منطقة القتال قبل فرض الحصار”.

ومنذ أيام يواصل الجيش الإسرائيلي قصف جباليا ويفرض عليها حصارا يعزلها عن جباليا البلد ويترك ممرا واحدا للخروج لكن في حالات عديدة قال سكان نازحون إنهم تعرضوا لإطلاق نار من قناصة ومسيرات.

حصار كامل

 

وقال سكان إن القوات الإسرائيلية عزلت فعليا مدن بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في أقصى شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنعت التنقل بين المنطقتين إلا بعد الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية للأسر الراغبة في مغادرة البلدات الثلاث انصياعا لأوامر الإخلاء.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن عمليات التوغل الإسرائيلية المستمرة منذ ثمانية أيام في شمال القطاع أسفرت حتى الآن عن مقتل العشرات من الفلسطينيين، ويخشى أن يكون عشرات آخرون قد لقوا حتفهم على الطرق وتحت أنقاض منازلهم دون أن تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليهم.

وكتب عدد من سكان جباليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي “لن نرحل، نموت، ولن نرحل”.

ويعد جباليا أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة ويقع إلى الشمال من غزة، ويقطنه أكثر من 116 ألف لاجئ مسجل حسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وعلاوة على جباليا، يضم قطاع غزة 7 مخيمات أخرى هي: البريج والنصيرات ودير البلح والمغازي (في المحافظة الوسطى)، والشاطئ (في مدينة غزة)، وخانيونس ورفح (في الجنوب).

مأساة تتجدد

 

وبحسب الموقع الإلكتروني لوكالة “الأونروا”، يظهر مخيم جباليا كأكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة.

ويقع المخيم بالقرب من مدينة تحمل ذات الاسم، شمالي قطاع غزة، ويعيش فيه حوالي 116011 لاجئا مسجلا يعيشون على مساحة من الأرض تبلغ فقط 1.4 كيلومتر مربع.

وفي أعقاب حرب 1948، استقر اللاجئون في المخيم، معظمهم كانوا قد فروا من القرى التي تم تهجير الفلسطينيين منها في ذلك العام.

وتقول الأمم المتحدة إن الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، عام 2007، تسبب في جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لجميع اللاجئين في المخيم تقريبا.

وارتفعت معدلات البطالة بشكل كبير، فيما أصبحت نسبة كبيرة من السكان، ممن كانوا قادرين على إعالة أنفسهم، يعتمدون على المساعدات الغذائية والنقدية التي تقدمها الأونروا لتغطية احتياجات الغذاء الأساسية.

وتشكل النظافة الأساسية أيضا مصدر قلق كبير في المخيم، حيث 90 % من المياه غير صالحة للاستهلاك البشري.

ويُعتبر مخيم جباليا هو أقرب مخيم إلى معبر بيت حانون أو المعروف بـ”إيريز” مع إسرائيل.

يتميز مخيم جباليا للاجئين بالاكتظاظ السكاني وضيق المساحة، حيث تُبنى المساكن بالقرب من بعضها البعض، ويعاني من نقص في المرافق الترفيهية والاجتماعية العامة.

وفي كثير من الحالات، اضطر السكان إلى بناء طوابق إضافية لاستيعاب عائلاتهم ويتم ذلك على الأغلب بدون تصميم منظم.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى