“ثاد” الأمريكية في إسرائيل: هل تفتح الأبواب لهجوم ضد إيران؟
تنظر إسرائيل بأهمية بالغة إلى قرار الولايات المتحدة الأمريكية نشر منظومة الدفاع الجوي المتقدمة “ثاد”.
ولكن الخطوة تشير أيضا الى استعدادات لرد إيراني على هجوم تقول إسرائيل إنه ستنفذه قريبا داخل إيران ردا على إطلاق طهران عشرات الصواريخ الباليستية على إسرائيل قبل نحو أسبوعين.
ومن غير المعروف ما هي الأهداف التي يمكن أن تضعها إسرائيل على قائمة الضربة المتوقعة في إيران، لكن هناك شبه إجماع في أوساط السياسة الإسرائيلية الموالية والمعارضة على أن اللحظة الحالية مناسبة لضرب برنامج إيران النووي.
وتقول الولايات المتحدة إنها تعارض هذه الخطوة، لكن المدير العام لوكالة الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز قال في وقت سابق هذا الشهر إن إيران تحتاج أسبوع لإنتاج قنبلة نووية.
ولدى إسرائيل على 3 منظومات للدفاع الجوي ضد الصواريخ الباليستية وهي “سهم 2″ و”سهم 3″ و”مقلاع داود” إضافة الى القبة الحديدية غير أن الهجوم الإيراني الأخير لم يضمن حماية كاملة لإسرائيل بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ الإيرانية أصابت قاعدتين عسكريتين في الجنوب والوسط وإن كانت لم تتسبب بأضرار كبيرة.
-
البرلمان العربي يعمل على وضع استراتيجية موحدة ضد تغلغل إيران وإسرائيل
-
إيران تحدد الخطوط الحمراء: تحذيرات قبل ضربة إسرائيلية محتملة
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: “من المتوقع أن يؤدي نشر نظام الدفاع الجوي المتقدم ثاد في إسرائيل إلى تعزيز الغلاف الدفاعي للبلاد بشكل كبير”.
وأضافت: “سيوفر النظام طبقة إضافية من الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، مع التركيز على التهديد المتطور الذي تشكله إيران ووكلاؤها في المنطقة”.
وتابعت: “بالإضافة إلى ذلك، سوف يتكامل نظام “ثاد” مع أنظمة “القبة الحديدية” و”سهم”، وبالتالي توسيع نطاق الدفاع الجوي الإسرائيلي”.
-
واشنطن بوست تكشف: كيف يدفع اللبنانيون ثمن التهديدات الإيرانية ومعارك حزب الله وإسرائيل
-
إيران تتحرك دبلوماسياً لتفادي رد إسرائيلي واسع.. هل تنجح؟
وأردفت: “علاوة على ذلك، يشكل نشر النظام بيانا سياسيا قويا يؤكد على عمق التعاون الاستراتيجي والأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة”.
أما موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري الإسرائيلي فقال: “تتكون كل بطارية من ست منصات إطلاق محمولة على شاحنات، و48 صاروخا اعتراضيا، ومعدات راديو ورادار، وتتطلب 95 جنديا لتشغيلها”.
وأضاف: “يعتبر نظام ثاد نظاما مكملا لنظام باتريوت، لكنه قادر على الدفاع عن منطقة أوسع. ويمكنه ضرب أهداف على مدى يتراوح بين 150 و200 كيلومتر”.
طاقم أمريكي
غير أن القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية قالت: “سيتم تشغيل أنظمة الدفاع من قبل الجنود الأمريكيين في الأراضي الإسرائيلية. هذه خطوة مورست في الماضي – والآن ستؤتي ثمارها”.
وأضافت: “الهدف هو الاستعداد مع الأمريكيين لرد إيراني، والذي من المتوقع أن يتم تنفيذه إذا هاجمت إسرائيل إيران”.
وتابعت بهذا الشأن: “يستعد الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو للعمل ضد إيران. كما تم التنسيق مع الأمريكيين، ومن المتوقع أن يتلقوا تحديثا قبل الهجوم، كجزء من الاستعدادات المشتركة لانتقام إيران. وقد قررت إسرائيل بالفعل نوع الرد، ولكن لم يتم تحديد توقيتها”.
ما هو نظام ثاد؟
ونظام ثاد هو نظام دفاع جوي متقدم طورته شركة لوكهيد مارتن للدفاع الصاروخي الباليستي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، والغرض الرئيسي منه هو اعتراض وتدمير صواريخ العدو في المرحلة الأخيرة من رحلتها، أي عندما تكون بالفعل في طريقها إلى الهدف، وما يجعل النظام فريدا هو قدرته على العمل داخل وخارج الغلاف الجوي.
وتقول القناة 12: “النظام قادر على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى (حتى 1000 كم)، والصواريخ المتوسطة (3000-1000 كم)، وحتى بعض الصواريخ طويلة المدى (3000-5000 كم”.
وأضافت: “يستخدم نظام “ثاد” طريقة “الضرب للقتل”، مما يعني ضرب صاروخ العدو مباشرة بسرعة عالية جدا، دون الحاجة إلى رأس حربي، هذا نهج فعال للغاية لتدمير الصواريخ الباليستية، لأن الطاقة الحركية للتأثير كافية لتدمير الصاروخ المهدد”.
-
تقارب بين بايدن ونتنياهو حول الهجوم المحتمل على إيران
-
الكواليس خلف هجوم 7 أكتوبر: تعاون حماس مع إيران وحزب الله
وأشارت إلى أنه: “بدأ تطوير نظام ثاد كرد مباشر على التهديدات المكتشفة خلال حرب الخليج عام 1991. وكانت عملية التطوير صعبة، مع 6 إخفاقات متتالية في اختبارات الاعتراض بين عامي 1995 و1999، وجاءت نقطة التحول في يونيو/حزيران 1999، عندما تمكن النظام من اعتراض صاروخ مستهدف لأول مرة. وسجل نجاح آخر في 2 أغسطس/آب 1999. ومنذ ذلك الحين، خضع النظام لتحسينات كبيرة وأثبت فعاليته في عدد كبير من التجارب”.
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إنه “سيتم نشر حوالي 100 جندي أمريكي في إسرائيل إلى جانب أنظمة الدفاع”.
وأضافت: “يعد نشر نظام ثاد في إسرائيل جزءا من تحرك أوسع من جانب الولايات المتحدة لتعزيز الدفاع عن حليفتها في الشرق الأوسط”.
-
كواليس اتصال ساخن بين بايدن ونتنياهو.. هل تشتعل الحرب الشاملة مع إيران؟
-
إيران وحزب الله: بين التحالف الاستراتيجي والمصالح الإقليمية
وتابعت: “في الآونة الأخيرة، وقعت الولايات المتحدة صفقات أسلحة بمليارات الدولارات مع إسرائيل وخطط لتطوير الهياكل العسكرية في إسرائيل، بما في ذلك قاعدة في جنوب إسرائيل والبنية التحتية للطيران. وتعكس هذه الخطوات التوترات المتزايدة في المنطقة، لا سيما تجاه إيران، والتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل”.