سياسة

تونس.. تهديدات الإخوان للإعلاميين تثير مخاوف من تكرار جريمة بلعيد


الإخوان ومنذ ظهورهم على المشهد السياسي في تونس، لم يتوقف عنفهم عن ترهيب خصومهم فقط، بل قد أمتد الأمر إلى التهديد المباشر والمبطن للإعلام عبر وسائل متنوعة، مما أثار المخاوف من وقوع عملية اغتيال جديدة لأحد قادة الفكر المخالف لتوجهاتهم.

وقد دفع اتجاه مدافع خطاب الإخوان المتطرف في تونس هذه الأيام ناحية وسائل الإعلام، النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين (مستقلة) والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (حكومية)، أن تحظر من مخاطر تلك التهديدات، لاسيما بأنها تشابه تلك التي سبقت اغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد عام 2013.

ومن جانبها، فقد دعت الهيئة رئاسة الجمهورية ومجلس نواب الشعب إلى الالتزام بحماية حرية الإعلام والصحفيين، وذلك بعد حملات التحريض التي تستهدف المشهد الإعلامي في تونس.

وقد قامت الهيئة بإصدار بيان جاء فيه: إن حملات التحريض تزايدت مؤخراً وتحولت لخطابات كراهية وتحريض على العنف ضد الصحفيين، ومؤسساتهم، ومختلف الهياكل المنظمة للقطاع.  ووفق البيان، فإن خطابات الكراهية تصدر عن نواب في مجلس الشعب، في إشارة إلى نواب ائتلاف الكرامة القريب من حركة النهضة الإخوانية.

كما أشارت الهيئة، والتي تشرف على قطاع الإعلام السمعي والبصري، إلى أن حملات التحريض ممنهجة وتمثل انحرافاً عن المهام الأساسية للبرلمان، والمتمثلة في تكريس قيم الجمهورية المدنية الديمقراطية، وعلى رأسها حرية الإعلام.

من جهتها، فقد قالت سمية بالرجب، الباحثة في علوم الإعلام والاتصال في تونس: إن ما جاء في بيان الهيئة، هو ضمان لحرية الإعلام وللذود عن استقلالية العمل الصحفي الذي يتعرض لخطاب كراهية وانتهاك لحرية الصحافة.

وفي تصريحات للعين الإخبارية قالت بأن دور الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري يتمثل في تعديل المشهد الإعلامي بما يضمن حق الجمهور في محتوى إعلامي مهني يستجيب إلى أخلاقيات المهنة، ويرفع من مستوى الوعي ويؤسس لثقافة ديمقراطية تعددية ركيزتها الأساسية حرية التعبير. مشيرة إلى أن حرية التعبير في تونس ما زالت تحتاج إلى مزيد من التحصين ضد كل الأخطار التي تحدق بها.

مخاوف من بلعيد جديد

 

ومن جانبه، فقد قال منجي الدشراوي، القيادي النقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل، بأن نفس الخطاب التحريضي الذي سبق اغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد عام 2013 يتكرر اليوم من طرف نواب ائتلاف الكرامة ونفس الشحنات التكفيرية التي أطلقتها الإخوان عام 2013 تعيد نفسها هذه الأيام ضد مجموعة من الإعلاميين والمفكرين والنقابيين.

كما قد أضاف في تصريحات للعين الإخبارية بأن الاتحاد سينظم مسيرة يوم 4 ديسمبر، وذلك لإحياء ذكرى اغتيال مؤسسه فرحات حشاد، ولرفع شعارات ضد القوى الظلامية والتي تريد تقزيمه، لأنه يمثل جبهة الصد الأولى للتطرف وتزايد نفوذ الإخوان.

بينما يعتقد مراقبون بأن تهديدات القتل في تونس تطال عدداً من المفكرين مثل الكاتبة ألفة يوسف صاحبة كتاب حيرة مسلمة وأستاذ العلوم السياسية حمادي الرديسي، الذي ألف كتاب الاستثناء الإسلامي وغيرهم من الإعلاميين الذين لا ينتمون لا إلى الإخوان ولا الدوائر المقربة من النهضة. وقد قررت النقابة التونسية للصحفيين رفع دعوة قضائية ضد يسري الدالي، النائب الإخواني عن ائتلاف الكرامة للتحريض العلني ضد الصحفيين.

في حين قد اعتبر رئيس نقابة الصحفيين التونسيين ناجي البغوري، في تصريحات للعين الإخبارية بأن التحريض على الصحفيين يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، وقد قام بتحذير الجهات التي تتبنى خطاب العنف من التمادي في مهاجمة الصحفيين وتشويههم في شبكات التواصل الاجتماعي. 

وبدوره، فقد أكد رياض جراد، وهو القيادي في الاتحاد العام لطلبة تونس، في تصريحات للعين الإخبارية بأن التهديدات لا تطال فقط الإعلاميين فقط، ولكن تصل إلى الطلبة التونسيين ذوي التوجه اليساري. موضحا بأن حوادث العنف الإخواني تغزو الجامعة التونسية منذ إعلان نتائج الانتخابات التشريعية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى