تونس.. تعيين والي تونس وزيرا للداخلية عقب استقالة شرف الدين
أصبح والي تونس كمال الفقي وهو أحد أشد مناصري الرئيس قيس سعيد مساء الجمعة وزيرا للداخلية خلفا لتوفيق شرف الدين الذي أعلن استقالته بشكل مفاجئ، ما يشكل حدثا مؤلما للمعارضة لما عرف به من مواقف مناهضة لها.
وقالت الرئاسة التونسية، في بيان مقتضب، إن الرئيس قيس سعيّد، أصدر يوم الجمعة، أمرا يقضي بإنهاء مهام توفيق شرف الدين، وزير الداخلية، كما أصدر أمرا آخر يقضي بتسمية كمال الفقي، وزيرا للداخلية.
والفقي خريج كلية الحقوق بتونس سنة 1995 بتخصص شعبة قضائية.
وقبل تكليفه بمنصب والي تونس، كان الفقي يشغل خطّة رئيس مكتب مراقبة الاداءات بوزارة المالية.
وانتخب الفقي ككاتب عام لنقابة الاداءات بتونس من 2011 الى غاية 2017 داخل الاتحاد العام التونسي للشغل.
ويعدّ الفقي من أشد داعمي مشروع الرئيس سعيد الرافض لوجود الأحزاب السياسية وفي مقدمتها حركة النهضة الإسلامية في الخارطة السياسية للبلد الأفريقي، خصوصا في ما بات يعرف في تونس بـ”العشرية السوداء”.
وانتقد الفقي عدة مرات المعارضة قائلا إنها بلا أخلاق ولا وزن لها.
وأكد أن السياسيين الذين وجدوا في الفترة بين 2011 و2019، خلقوا الكثير من الصراعات غير المجدية وأعادوا تونس إلى صراعات كانت تدور في الثمانينات، في إشارة إلى الصراع بين حركة الاتجاه الإسلامي سابقا (النهضة حاليا) والزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
وأشار إلى أن تونس بحاجة إلى نواب شعب يذهبون رأسا إلى عملية التشريع، أي القيام بالمهمة الرئيسية للبرلمان بالتشريع ومراقبة أداء الحكومة، في إشارة إلى تجاهل النواب في البرلمان المحلول لدورهم الأساسي وانخراطهم في مناكفة الحكومة والرئاسة التونسية.
ويقول المراقبون إن تعيين الفقي وزيرا للداخلية، قد يضع المعارضة التي تتزعمها حركة النهضة الإسلامية في مواجهة صعبة مع الوزير الجديد خصوصا بعد رفضه الشهر الماضي الترخيص لجبهة الخلاص -الواجهة السياسية لحركة النهضة الإسلامية- بالاحتجاج، قائلا إن قياداتها متورطة في التآمر على أمن الدولة، لكن وزارة الداخلية لم تتصدى لهم وسمحت لهم بالوصول لشارع الحبيب بورقيبة للتظاهر.
وشرف الدين كان يعتبر في مرحلة ما أقرب مسؤول تونسي إلى الرئيس لكنهما لم يظهرا معا في العلن كثيرا خلال الشهور القليلة الماضية.
وفي تصريحات للصحافيين للنشر في وسائل الإعلام المحلية، عزا شرف الدين قرار استقالته إلى حاجته لرعاية أسرته بعد وفاة زوجته العام الماضي.
وتولى شرف الدين حقيبة الداخلية في أكتوبر 2021 في حكومة نجلاء بودن وهو محامي وسياسي من مواليد 1968، حاصل على ماجستير من كلية الحقوق جامعة سوسة إضافة إلى شهادة في كفاءة مهنة المحاماة.
وخدم شرف الدين أيضا كوزير للداخلية في حكومة رئيس الوزراء السابق هشام المشيشي الذي عزله قيس سعيد في يناير 2021 في الوقت الذي تدهورت فيه العلاقات بين الرئيس ورئيس الحكومة. وأعاد سعيد تعيين شرف الدين بعدما عزل المشيشي. كما عزل منظومة الحكم السابقة بموجب إجراءات استثنائية وجمد عمل البرلمان قبل أن يقرر حله.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، ألقت السلطات التونسية القبض على شخصيات بارزة بالمعارضة تتهم سعيد بالانقلاب، ووجهت لهم تهم التآمر على أمن الدولة.
كما شنت الشرطة حملة على المهاجرين الأفارقة الذين لا يحملون تصاريح إقامة. واتهمت جماعات حقوقية الشرطة بإلقاء القبض على المئات من المهاجرين الأفارقة وغض الطرف عن تعرضهم لهجمات عنصرية.