تونس.. أزمة الانتخابات تتواصل وتوتر للعلاقات مع المغرب
خلق انتخاب يوسف الشاهد رئيسا لحزب تحيا تونس، خلال الأسبوع المنصرم، جدلا أخلاقيا حول مدى استغلاله أجهزة الدولة في حملته الانتخابية وتأثيرات ذلك على نزاهة العملية الديمقراطية.
وعلى صعيد آخر، بعثت تداعيات مقابلة نهائي رابطة أبطال أفريقيا بين الترجي والوداد البيضاوي، مخاوف من توتر العلاقات بين تونس والمغرب، خاصة بعد التراشق الكلامي بين مسؤولي الفريقين المتنافسين.
وبحسب مراقبين، فقد ظلت أحداث هذا الأسبوع في تونس مرتبطة في مجملها بالاستعدادات للاستحقاق الانتخابي والمشاورات، التي انطلقت بين أكثر من حزب من أجل إعادة رسم خارطة التحالفات قبل 4 أشهر من موعد الحسم، كما يؤكد متابعون للشأن البرلماني في البلاد سعي الحكومة إلى إرساء قوانين جديدة لوضع شروط الترشح للانتخابات مثل منع رؤساء الجمعيات من خوض الاختبار الرئاسي.
وفي هذا السياق، قال أحمد رقايعية القيادي بتنظيم شباب من أجل التغيير، أحد تنظيمات المجتمع المدني، إن وضع شروط جديدة لخوض غمار الانتخابات قبل 4 أشهر من موعدها يعكس النزعة الاقصائية لحزب يوسف الشاهد، مشيرا إلى أن رؤساء الجمعيات من حقهم ممارسة العمل السياسي.
واقترحت الحكومة هذا القانون، لإقصاء رجل الأعمال نبيل القروي رئيس جمعية خليل تونس، الذي أفصح عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 17 نوفمبر المقبل، والذي يتصدر طليعة نتائج شركات استطلاعات الرأي في البلاد.
رقايعية يشير إلى أن الشاهد يرغب في وضع لعبة سياسية على مقاسه، قائلا إن ترؤسه لحزب “تحيا تونس” والحكومة في ذات الوقت هو ضرب للأخلاق الديمقراطية، وتأكيد لجملة الشكوك المتداولة حول نيته استغلال أجهزة الدولة لخدمة طموحاته السياسية الشخصية.
ونقلت العين الإخبارية عن نسرين قنوع الناشطة في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (يسار)، تأكيدها أن الشاهد يقوم باستغلال نفوذه والإمكانيات اللوجستية للوزارات للقيام بالدعاية لأنشطته الحزبية الضيقة، وإبراز نفسه في صورة المنقذ للبلاد، مضيفة أن عددا كبيرا من وزراء الشاهد مهتمون بالشأن الانتخابي أكثر من الاهتمام بوظائفهم الوزارية التي تعد صلب عمل الحكومة، مشيرة إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي، الذي تعود أسبابه إلى عدم جدية الشاهد في عمله الحكومي.
وخلال الأسبوع الماضي، طغت تداعيات مباراة الدور النهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، وقرار إعادة المباراة، على الشأن العام بالبلاد.
واتهم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) السلطات التونسية بعدم قدرتها على التنظيم الأمني للمباريات والمواعيد الرياضية المهمة، حسب ما نقلته مجلة جون أفريك الفرنسية.
وأثار هذا التشكيك الأفريقي في قدرات تونس الأمنية، حفيظة عدد من المسؤولين السياسيين والرياضيين، متهمين السلطات المغربية بالضغط على “كاف” من أجل سحب اللقب من الترجي وتشويه الوحدات الأمنية بالبلاد.
واعتبر رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في تغريدة على تويتر، أن ذلك يعتبر مسًّا بسمعة البلاد وإساءة لمجهوداتها في الحفاظ على الأمن.
ويرى مراقبون أن هذه التغريدة بداية لتوتر العلاقات بين البلدين، خاصة أن الشاهد توعد الدفاع عن مصالح فريق الترجي والوقوف ضد كل الهجمات التي تتعرض لها الفرق التونسية.
وتعليقا على هذا المستجد الجديد الذي قد يكسر روابط التواصل بين تونس والرباط، أكد الدبلوماسي التونسي حسين بوصرة، ضرورة ألا تتجاوز المنافسة إطارها الرياضي.
ودعا كل الأطراف السياسية في تونس إلى عدم خلط الاستحقاقات الرياضية مع العلاقات الدبلوماسية والمصالح الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
وتوقع بوصرة بأن تعود الأمور إلى نصابها، وألا تؤثر مباراة كرة القدم على العلاقات الثنائية والروابط التاريخية لبلدان المغرب العربي.