سياسة

تونس.. أحزاب تدين زيارة أردوغان المفاجئة للبلاد


رفض مختلف أطياف المشهد السياسي في تونس زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المفاجئة يومه الأربعاء، إذ أجمع العديد من الأحزاب على أن الزيارة مشبوهة وخطر على الأمن القومي.

ومن جانبه، فقد ذكر حزب مشروع تونس المنضم إلى كتلة الإصلاح الوطني البرلمانية بأن زيارة أردوغان تمثل خطرا على الأمن القومي التونسي نظرا لأنها توحي بوجود اصطفاف رسمي مع محور أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، والذي قد أنتج اتفاقية عسكرية واقتصادية ترفضها أغلب العواصم العربية والأوروبية.

وفي بيان رسمي، دعا الحزب يوم الأربعاء، الرئاسة إلى النأي بتونس عن هذه الاصطفافات، وضرورة دعوة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، ورؤساء مصر واليونان لزيارة تونس في أقرب فرصة.

كما قد شدد الحزب على رفضه التام استعمال تونس منصة سياسية لمحور ودلي معين تتناقض مصالحه مع تونس وسلامة علاقاتها العربيّة والدوليّة، وحذر من خطورة تركيبة الوفد المصاحب للرئيس التركي. وقد اعتبر العديد من المراقبين الزيارة التي لم يعلن عنها بشكل مسبق، ضربًا لبروتوكولات وأعراف الرئاسة التونسية منذ الاستقلال عام 1956.

وقد نددت أيضا النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالتعتيم الإعلامي بشأن الزيارة، وانتقدت تعامل رشيدة النيفر، مديرة مصالح الأعلام بالرئاسة، بخصوص الأهداف الحقيقية للزيارة مع منع الصحفيين من حضور المؤتمر المشترك بين الرئيسين التركي والتونسي.

وحذر أيضا الحزب الدستوري الحر، من اتخاذ الرئاسة التونسية أي قرارات باسم الشعب في علاقة من شأنها أن تمثل انحرافا عن ثوابت السياسة الخارجية التي تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول. مطالبا الرئيس التونسي بعدم إقحام البلاد في محاور وتجاذبات دولية أو إقليمية من شأنها أن تمس السيادة الوطنية والأمن القومي للبلاد.

السير نحو الهاوية  

وقد عبرت أيضا قيادات داخل التيار القومي في تونس عن مخاوفها من الأبعاد الاستراتيجية لزيارة أردوغان وانعكاساتها على الحياد التونسي من الأزمات العربية .

ومن جهته، فقد قال الناشط صدر الدين العلوي، القيادي باتحاد الشغل، في تصريحات للعين الإخبارية بأن ناقوس الخطر قد بدأ يدق بشأن مستقبل الأمن القومي التونسي، وحذر سعيد أيضا من الارتماء في المحور الإخواني الخطير المتورط في تدمير سوريا والعراق والزارع لكل بذور الفتنة في العالم العربي .

كما انتقد العلوي سياسة الغموض والتعتيم التي نتهجها رئاسة الجمهورية بشأن تفاصيل اللقاء، والمحاور التي تمت مناقشتها، وأكد بأن تركيا قد ارتكبت جرما في حق هو ليبيا، البلد الشقيق لتونس، وذلك من خلال دعم المليشيات الإرهابية بالسلاح وبالذخيرة .

وأضاف أيضا سعيد بأن الرأي العام التونسي ينتظر توضيحا معلنا للخطى الدبلوماسية للرئيس قيس سعيد وتوضيح خياراته الاستراتيجية وإثبات استقلالية القرار السيادي من كل الضغوطات الإخوانية التي تمثل حركة النهضة أحد معاولها.

وبدورها، فقد أفادت مديرة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية العسكرية والأمنية بدرة قعلول، بأن خيار قيس سعيد الاقتراب من الإخوان والنظام التركي سيكون بمثابة ضربة قاصمة للدبلوماسية التونسية، والسير نحو الهاوية .

وأوضحت أيضا بأن الفريق المرافق لأردوغان والذي تضمن وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات، يشير إلى أن الزيارة لا تحمل برامج تعاون اقتصادي مثلما أعلنت عنه رئاسة الجمهورية. معتبرة بأن الطاقم الحربي المرافق لأردوغان للعمل على دفع الرئاسة التونسية للاصطفاف وراء حكومة السراج والمليشيات الإرهابية.

وقد صرحت مصادر بالرئاسة التونسية في وقت سابق من يوم الأربعاء، ، للعين الإخبارية، بأن أردوغان سيقوم بزيارة لتونس لمدة 12 ساعة، إذ يلتقي خلالها الرئيس قيس سعيد دون تحديد أجندتها والأهداف منها.

وقالت أيضا النائبة السابقة عن حزب نداء تونس فاطمة المسدي، عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، بأن استقبال قيس سعيد لأردوغان هو أمر مؤسف.

وقد وصفت المسدي دبلوماسية قيس سعيد بأنها فاشلة، نظرا لأنها قد أدخلت تونس في سياسة المحاور بعد أن اختار رئيس الجمهورية الانحياز إلى تركيا بدعمه رئيس حكومة الوفاق الدولية فايز السراج. ونبهت أيضا إلى أن سياسة قيس سعيد تمثل قطيعة بين ما يطلبه الشعب التونسي وما تقوم به السلطة الحاكمة في البلاد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى