توقيع اتفاقية تأسيس جمعية صداقة برلمانية بين السعودية والإمارات
يرتقب، الإثنين، توقيع اتفاق تأسيس جمعية صداقة برلمانية بين السعودية والإمارات، في خطوة تتوج العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
علاقات عبّر عن متانتها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، خلال زيارته للمملكة 5 مايو/أيار الجاري، مؤكدا أنها تمضي “بقوة وإرادة صادقة في إطار من الأخوة والثقة والمصير المشترك”.
وأعقب زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمملكة زيارات متبادلة مكثفة على مدار الشهر الجاري، توثيقا للشراكة والتعاون المتزايد بين البلدين.
علاقات برلمانية وثيقة
وفي أحدث تلك الزيارات وصل رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات صقر غباش إلى الرياض، الأحد، في زيارة رسمية، حيث كان في استقباله في مطار الملك خالد الدولي رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
وسيعقد الجانبان الإثنين جلسة مباحثات رسمية، يشهدان خلالها توقيع اتفاق تأسيس جمعية الصداقة البرلمانية بين مجلس الشورى في السعودية والمجلس الوطني الاتحادي في الإمارات.
ويأتي تأسيس جمعية الصداقة البرلمانية امتدادا للعلاقات الاستثنائية بن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
علاقات أكد صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي عمقها وخصوصيتها وتميزها، مشددا على أنها أصبحت تشكل اليوم نموذجاً متميزاً ومثالاً يحتذى للعلاقة بين الأشقاء الذين تربطهم الروابط العديدة من الأخوة ووحدة الرؤى والمواقف التي تعززها روابط المصير المشترك.
جاء ذلك خلال استقباله، سفير السعودية لدى الإمارات تركي بن عبدالله الدخيل 4 أبريل/نيسان الماضي في مقر المجلس الوطني الاتحادي في أبوظبي.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الاستراتيجية التاريخية الأخوية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون البناء على المستويات كافة بما يحقق طموحات الشعبين الشقيقين في الرقى والرفاهية.
وثمّن غباش التنسيق التام والتوافق في وجهات النظر والدعم الكبير والتواصل البناء بين وفود المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الشورى السعودي، خلال المشاركة في مختلف الفعاليات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية، الأمر الذي يعكس ما وصلت إليه علاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مختلف المجالات.
وخلال اللقاء سلم الدخيل دعوة رسمية لغباش لزيارة المملكة العربية السعودية وزيارة مجلس الشورى السعودي، بهدف بحث السبل الكفيلة بتطوير العلاقات بين الجانبين وتوقيع الاتفاق الخاص بتأسيس جمعية الصداقة البرلمانية بين مجلس الشورى السعودي والمجلس الوطني الاتحادي.
ورحب رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي بالدعوة لزيارة المملكة، مؤكدا أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الشورى السعودي.
وبين أن توقيع مشروع جمعية الصداقة بين المجلس الوطني الاتحادي ومجلس الشورى السعودي سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وبداية لتأسيس علاقات برلمانية وثيقة.
زيارات متبادلة
وتأتي زيارة غباش للمملكة ضمن سلسلة زيارات متبادلة مكثفة على مدار الشهر الجاري توثيقا للعلاقات المتنامية بين البلدين، كان أبرزها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى جدة 5 مايو/أيار الجاري.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة مباحثات مع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع السعودية، تناولت العلاقات الأخوية المتجذرة التي تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين وجوانب التعاون الاستراتيجي الشامل والتنسيق المشترك بينهما، لما فيه مصلحة البلدين المتبادلة، وبما يحقق تطلعات شعبيهما الشقيقين إلى التقدم والازدهار، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء أن “العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية قوية وراسخة، وتقوم على المحبة وأواصر القربى والإيمان بوحدة المصير المشترك”.
وشدد على أن “متانة العلاقات التي تجمعهما تمثل العمق التاريخي وصمام أمان للبلدين والعرب جميعاً، فهما نموذج للاستقرار والأمان والنماء والازدهار في المنطقة”.
وبيّن أن “العلاقات الأخوية تزداد روابطها رسوخاً وعمقاً، إدراكاً من قيادتي البلدين لطبيعة المرحلة وظروفها والتحديات التي تشهدها المنطقة والعالم، والتي تتطلب التعاون وتوحيد المواقف وتكثيف الجهود المشتركة للتعامل معها لما فيه خير البلدين وشعبيهما وشعوب المنطقة”.
جاءت تلك الزيارة بعد أيام من زيارة قام بها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى أبوظبي مطلع مايو/أيار الجاري، والتقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
تعاون عسكري
وقبيل أيام زار الفريق أول فياض بن حامد الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الإمارات، والتقى خلال زيارته كلا من محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع، والفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتي الأربعاء الماضي.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية الثنائية التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها بما يعزز المصالح المشتركة للبلدين، وسعيهما لتطوير التعاون في كافة المجالات خاصة في المجال العسكري والدفاعي.
واستعرض الجانبان خلال اللقاء جهود البلدين الشقيقين في التعاون والتنسيق لمواجهة تداعيات جائحة فيروس “كوفيد-19” وسبل تعزيز العمل الدولي الجماعي من أجل المضي قدماً في مرحلة التعافي من الجائحة على مختلف الأصعدة، وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتعكس الزيارات المتبادلة والمباحثات المتواصلة بين قادة ومسؤولي البلدين في وقت قريب وقصير، الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل والتباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما.
شراكة متنامية
وعلى صعيد العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين عقد مجلس الإسكان السعودي-الإماراتي، إحدى مبادرات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، اجتماعه الرابع 22 مايو/أيار الجاري.
وناقش الاجتماع الذي عقد افتراضيا عبر تقنية الاتصال المرئي أهم المبادرات والمستجدات وأبرز المنجزات المتعلقة بقطاع الإسكان بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة ويخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
كما عقدت جمارك دبي مقارنة معيارية عبر تقنية الاتصال المرئي يوم 6 من الشهر الجاري مع عدد من مسؤولي الجمارك في المملكة العربية السعودية، في إطار تبادل الخبرات والتعاون المشترك والاطلاع على أفضل الممارسات في مجال الموارد البشرية.
نقلة نوعية
شهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية منذ تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي تم توقيع الاتفاق على إنشائه في مايو/أيار 2016، بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ومضت مسيرة التعاون بين البلدين نحو تعزيز الشراكة وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يسهم في تحقيق الخير والرفاهية لشعبي البلدين، ومواجهة التحديات في المنطقة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وبخطى واثقة، تمضي الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والإمارات إلى آفاق أرحب، حتى أضحت العلاقات بينهما نموذجاً يحتذى في العلاقات الدولية.
شراكة تتوثق وتعاون يتزايد بدعم من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبإشراف ومتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي.
وتتبنى الدولتان مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية، حيث تعملان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب.
إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وتعملان على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.
وامتدادا للعلاقات التاريخية الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، شكّل البلدان نموذجا في مواجهة التحديات وصل إلى حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين دعما للشرعية في اليمن، في إطار تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف.
وتمثل العلاقة السعودية الإماراتية صمام أمان ليس للبلدين فحسب، بل للمنظومة الإقليمية برمتها، كونهما يجسدان قيم الاستقرار والتنمية، كما يمثلان منطق العقلانية السياسية ومفهوم الدولة الحديثة، في احترام القيم والتشريعات الدولية.
وأسهمت العلاقات الثنائية بين البلدين في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، خاصة أن تاريخهما يمتلئ بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية، حيث تحملا العبء الأكبر في التصدي لكل أشكال التدخلات الإقليمية في الشأن العربي ومحاولات زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلا عن دورهما البارز في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والتي تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.
وتمضي العلاقات بين الإمارات والسعودية في طريقها لتحقيق نموذج تكامل عربي استثنائي، بتوجيهات وجهود قادة البلدين، محوره التعاون والتكاتف على كافة الصعد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، مستنداً إلى الإرث الحضاري والتاريخي ومقومات القوة المشتركة، ومدعوماً برؤى وطموحات قيادات البلدين، وسط إدراك مشترك أن الدولتين يجمعهما مصير واحد ورؤية متكاملة مشتركة، وأن التعاون بينهما يصب في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والرفاهية لشعبيهما.