سياسة

تنسيق سوري تونسي لإصلاح ما أفسده الإخوان


مع طي صفحة حركة النهضة الإخوانية التي دفعت بمقاتلين إلى سوريا التحقوا بصفوف تنظيمات صنفت دولياً على أنها إرهابية، بات ملف هؤلاء المقاتلين التونسيين معضلة عصية على الحل.

إلا أن البلدين شرعا في التواصل فيما بينهما بعد عودة زخم العلاقات إلى سابق عهدها، أملا في طي صفحة المقاتلين التونسيين في سوريا، وحلحلة هذه الملفات الشائكة.

آخر تلك الخطوات ما أشار إليه سفير تونس في سوريا محمد المهذبي، من أن هناك اتصالا مع الدولة السورية فيما يخص ملف التونسيين الذين قدموا لسوريا للقتال في الحرب ضدها.

وقال السفير التونسي إن “الكثيرين من هؤلاء الإرهابيين موجودون خارج مناطق سيطرة الدولة السورية في الشمال، وتحت سلطة ما يسمى الإدارة الذاتية، وبالتالي ليس لدينا إحصائية دقيقة لأعدادهم لذلك يصعب علينا معرفة ذلك، لأننا لا نتعاون إلا مع الدولة السورية”.

وكانت وزارة الداخلية التونسية أعلنت في عام 2015 أن عدد المقاتلين التونسيين الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الإرهابية بلغ ثلاثة آلاف، وأن 600 واحد منهم عادوا إلى تونس، بينما قتل 800، ممّا يجعل عدد المقاتلين الذين لا يزالون حاليًا في سوريا حوالي 1600 شخص.

تحديات

وبحسب الدبلوماسي التونسي، فإن: “هناك تحديا بخصوص إعادة هؤلاء إلى تونس، ونحن نشترك في مواجهة هذا التحدي، وهذا التحدي عابر للحدود”.

وأوضح السفير المهذبي أن “تحدي الإرهاب لا يشمل تونس فقط، وإنما أفريقيا وجنوب الصحراء، ما يتطلب تضافر الجهود من أجل مواجهته”، مضيفًا: “نحن نسعى للتنسيق مع الإخوة في سوريا، ومستعدون لبذل كل ما يطلبه الجانب السوري”.

وكانت اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب (حكومية) التي تشكلت في 2019، قدمت إحصائية ثانية لعدد التونسيين في بؤر التوتر، قائلة إن “عدد التونسيين في بؤر التوتر بلغ حوالي ثلاثة آلاف، عاد منهم إلى تونس 1000 عنصر إرهابي، في الفترة الفاصلة بين 2011 وحتى أكتوبر 2018”.

توقيفات وتحقيقات

وفي يناير 2022 أصدرت محكمة تونسية أحكاما بالسجن بين 5 أعوام و74 عاما، بحق 6 مدانين بإرسال تونسيين إلى بؤر التوتر والإرهاب في سوريا وليبيا، بعد أن وجهت إليهم اتهامات بتكوين شبكة تستدرج الشباب وتدربهم للقتال في بؤر الإرهاب.

وفي سبتمبر من العام نفسه، أوقفت تونس رجل الأعمال والنائب السابق عن حزب النهضة محمد فريخة ومحافظ سابق لمطار تونس قرطاج الدولي وقيادات من حركة النهضة، على ذمة التحقيقات المتعلقة بشبهات التورط في شبكات تسفير تونسيين إلى بؤر التوتر.

قالت فاطمة المسدي، عضوة لجنة التحقيق التي شكلها سابقا البرلمان التونسي في شبكات التسفير، إن قيادات إخوانية بارزة تخضع للتحقيق بقضية تسفير الشباب التونسي إلى مناطق النزاع، مشددة على أن عشرات الأسماء ستسقط قريبا.

وبخصوص علاقة رجل الأعمال والبرلماني السابق عن حركة النهضة الإخوانية محمد فريخة بملف التسفير، أكدت المسدي أن جميع المعطيات تتهم شركة الطيران “سيفاكس إيرلاينز “وصاحبها في عملية دخول وخروج الإرهابيين عبر طائراتها، بالتواطؤ مع نواب الإخوان وقيادات أمنية ورئيس فرقة حماية أمن الطائرات بمطار تونس قرطاج سابقا عبدالكريم العبيدي.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى