تقرير دولي بمجلس الأمن يكشف جرائم السراج بحق اللاجئين والمهاجرين في ليبيا
رفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي، دعا خلاله إلى سرعة إغلاق مراكز احتجاز المهاجرين غير النظاميين في ليبيا، معرباً في الوقت نفسه عن إدانته الشديدة للانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء في هذه المراكز.
وقال جوتيريس في تقريره: ما من شيء يمكن أن يبرّر الظروف المروّعة التي يحتجز فيها اللاجئون والمهاجرون في ليبيا…أجدّد ندائي إلى السلطات الليبية لإغلاق جميع مراكز الاحتجاز، بتنسيق وثيق مع هيئات الأمم المتحدة، في إشارة إلى حكومة فايز السراج غير الدستورية.
وتنتشر بالمنطقة الغربية الليبية، التي تنشط فيها مليشيات حكومة الوفاق، مراكز احتجاز هجرة غير شرعية، كما تنتشر فيها جرائم بحق المهاجرين من بينها إجبارهم على المشاركة في أعمال ذات طابع عسكري، كما يتم استخدام بعضها كمخازن للأسلحة والذخيرة.
وقال التقرير إن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أنه في 31 يوليو2020، كان هناك أكثر من 2780 شخصاً، 22% منهم من الأطفال، محتجزين في مراكز مخصصة لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا.
وشدّد جوتيريس على أنّه لا يجوز بتاتاً احتجاز الأطفال، لا سيّما عندما يكونون غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم، مطالباً السلطات الليبية بنقل هؤلاء الأطفال إلى دور متخصصة لرعايتهم ريثما يتم إيجاد حلول طويلة الأجل لهم، كما ندد بـالظروف المروّعة والمعاملة السيئة التي يعاني منها اللاجئون والمهاجرون في مراكز الاحتجاز، بما في ذلك تقارير عن حالات تعذيب واختفاء قسري وعنف جنسي وجندري على أيدي مسؤولي جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى نقص في الغذاء والرعاية الصحية.
ووفقاً للتقرير فإنّ الرجال والفتيان يتعرّضون بشكل روتيني للتهديد بالعنف عندما يتّصلون بعائلاتهم للضغط عليهم لإرسال أموال فدية، حيث تعرّض مهاجرون ولاجئون لإطلاق نار عندما حاولوا الفرار، مما أدّى إلى وقوع إصابات ووفيات، عندما يُعتقد أنّ المهاجرين واللاجئين هم أضعف من أن يتمكنّوا من البقاء على قيد الحياة، غالبًا ما يتم نقلهم إلى مستشفيات قريبة وتركهم هناك أو يتركون في الشوارع أو الأحراج ليموتوا.
كما لفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنّه في مراكز الاحتجاز التي تحتوي على مخازن أسلحة وذخيرة يتم تجنيد قسم من اللاجئين والمهاجرين قسراً، بينما يُجبر قسم آخر على تصليح أو تذخير أسلحة تابعة لجماعات مسلحة.
وفي مايو الماضي، اتهم برلماني أوروبي، حكومة الوفاق غير الشرعية في ليبيا بالتستر على مجزرة المهاجرين بطرابلس، مطالباً الأمم المتحدة بسرعة التدخل لوقف هذه الجرائم.
وبدم بارد، قتلت أسرة أحد تجار البشر الليبيين بالعاصمة طرابلس، 30 مهاجراً وجرحت 11 آخرين بدعوى الانتقام لوفاته، تحت أعين وصمت مليشيات رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.