سياسة

تقدم في مفاوضات غزة.. وتل أبيب تراهن على صفقة تبادل وتهدئة


إسرائيل متفائلة بشأن إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة ومبادلة الرهائن، بما قد يضع نقطة النهاية لحرب حولت القطاع لرقعة من الركام.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء في براتيسلافا مع نظيره السلوفاكي.

وقال ساعر إن “إسرائيل جادة في رغبتها بالتوصل إلى صفقة تبادل رهائن ووقف لإطلاق النار”.

وأضاف: “أعتقد أنه من الممكن تحقيق ذلك.. إذا تم التوصل إلى هدنة مؤقتة، فسنتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار”.

محادثات

شكل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة وإلحاق الهزيمة بحركة حماس محور محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، فيما أكدت حماس أن “غزة لن تستسلم”.

وعلى الأرض، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 20 فلسطينيا على الأقل في غارتين نفذهما الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الثلاثاء – الأربعاء في خان يونس بجنوب قطاع غزة ومخيم الشاطئ في غرب مدينة غزة.

والتقى نتنياهو بترامب مرتين في غضون 24 ساعة في وقت يكثف فيه الأخير ضغوطه على رئيس الوزراء الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق ينهي ما وصفه بأنه “مأساة” الحرب في غزة.

وقال نتنياهو في بيان إنه جدد التأكيد على أهداف إسرائيل خلال المحادثات، وأضاف “ركزنا على الجهود المبذولة للإفراج عن رهائننا”.

وأكد نتنياهو أن الضغط العسكري لا يزال ضروريًا، رغم الثمن الباهظ، بما في ذلك مقتل 5 جنود إسرائيليين الاثنين في شمال غزة، لإلحاق الهزيمة بحماس.

من جهتها، ردت حماس على لسان عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، في بيان مقتضب عبر تليغرام، قائلة إن “تصريح نتنياهو عن «إطلاق سراح جميع الرهائن واستسلام حماس» ، يعكس الهزيمة النفسية، لا حقائق الميدان”.

وختمت بالقول إن “غزة لن تستسلم.. والمقاومة هي من ستفرض الشروط، كما فرضت المعادلات”.

مفاوضات الدوحة 

وكانت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين قد انطلقت مساء الأحد في الدوحة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعدما سلم الوسطاء مقترحا جديدا للطرفين يستند، بحسب مصادر مطلعة، إلى مقترح المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وقال ويتكوف أمس الثلاثاء إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في قطر، على أن ينضم إليهما لاحقاً هذا الأسبوع.

لكن قطر التي تلعب دور الوسيط إلى جانب مصر والولايات المتحدة، قالت إن المفاوضات تحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق اختراق.

وتتضمن المقترحات الأمريكية هدنة من شهرين تقوم خلالها حماس بالإفراج عن 10 رهائن أحياء اقتادتهم إلى قطاع غزة إبان هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

في المقابل، تفرج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين لديها، وفق مصدرين فلسطينيين مطّلعين على المباحثات.

وتطالب حماس بضمانات لانسحاب إسرائيل وعدم استئناف القتال خلال فترة التفاوض وأن تتولى الأمم المتحدة توزيع المساعدات وفق النظام القديم.

ومن بين 251 رهينة خطفوا في هجوم حماس عام 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

“الجحيم في غزة” 

فيما أبقى ترامب على دعم أمريكي قوي لإسرائيل، خصوصا في الحرب الأخيرة مع إيران، إلا أنه بدأ أيضًا بزيادة الضغوط لإنهاء ما وصفه بـ”الجحيم” في غزة.

فعلى الأرض، قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن مسعفين نقلوا ما لا يقل عن 20 قتيلا بينهم ستة أطفال على الأقل وسيدتان وعشرات المصابين إثر غارتين نفذتهما إسرائيل فجرا في منطقة المواصي بخان يونس، ومخيم الشاطئ.

وأظهرت لقطات مصورة لفرانس برس امرأة جريحة تبدو على ملامحها آثار ذهول وصدمة، تجلس على أرضية مستشفى ناصر في خان يونس محاطة بمعدات طبية مليئة بالدماء.

وفي مخيم الشاطئ أصابت الغارة منزل عائلة جودة الذي يؤوي عشرات النازحين بحسب بصل.

وذكر شهود أن منزلا مكونا من ثلاثة طوابق دمر كليا على رؤوس ساكنيه في الغارة.

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل التي ردت بحملة عنيفة واسعة النطاق خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وتسببت في كارثة إنسانية.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

وقُتل في غزة ما لا يقل عن 57680 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، في القصف والعمليات الاسرائيلية المدمرة، وفق حصيلة وزارة الصحة التابعة لحماس.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى