تقارب آسيا الوسطى ومجلس التعاون الخليجي في ظل تعقيد العلاقات العالمية
بعد اجتماع رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي وخمس جمهوريات من آسيا الوسطى بين قادة المنطقتين في جدة بالمملكة العربية السعودية، زاد الوضع الضبابي بشأن تصدير المنتجات الزراعية من أوكرانيا وروسيا واضطرابات أخرى في سلسلة التوريد الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
وأصبح هناك زيادة في اهتمام الدول العربية في الخليج والعالم بشكل عام بمنطقة آسيا الوسطى، كونها منتجة للحبوب والطاقة، ونظرا لوضع دول آسيا الوسطى الواقعة في طرق التجارة، برزت هذه البلدان كبديل للنقل عبر روسيا.
البحث عن استثمارات خليجية
دول آسيا الوسطى بحاجة إلى استثمارات من دول مثل دول الخليج لتطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية اللازمة لزيادة القدرات التجارية، حيث تسعى إلى الاستفادة القصوى من موقعها الإستراتيجي والفرص الجيوسياسية المهمة الناجمة عنها.
ويبلغ عدد سكان طاجيكستان 10 ملايين نسمة، وقيرغيزستان 8 ملايين نسمة، وكازاخستان 20 مليون نسمة، ولكن ليس لديهم أسواق واضحة، ومن المهم أن تصبح سوقا يضم 75 مليون شخص، وهو ما سيكون أكثر جاذبية، ومن جهة أخرى فإن عدد سكان دول الخليج يبلغ 70 مليون نسمة.
ونموذج مجلس التعاون الخليجي يتسم بالمرونة؛ إذ يمكن المجلس وأعضائه من تنظيم أهدافهم الإستراتيجية طويلة المدى داخل المجلس واتخاذ القرارات اللازمة.
التعاون وتعزيز العلاقات
وفي يوليو الماضي شهد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى التي أكدت على أهمية تعزيز العلاقات السياسية والإستراتيجية بين دول المجلس وآسيا الوسطى، مشدداً على أهمية الحوار والشراكة نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات.
وشدد البيان الختامي على أهمية تعزيز العلاقات السياسية والإستراتيجية بين الجانين وإدانة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، بالإضافة لاحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأكد الجانبان على أهمية استمرار التعاون بين مجلس التعاون وآسيا الوسطى في المحافل والمنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم.
العلاقات الخليجية مع آسيا الوسطى مهمة جداً
قال فهد الشليمي رئيس المنتدى الخليجي: إن العلاقات الخليجية مع آسيا الوسطى مهمة جدا، بعدما عقدت القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، لأنها تتشارك مصادر الطاقة وهي تتشابه مع دول الخليج، ثانيا المساحات الشاسعة والطبيعة الجغرافية لآسيا الوسطى.
وأضاف الشليمي في تصريحات لـ”العرب مباشر”: أن دولة مثل قيرغيزستان دولة نفطية ودولة لديها مشاريع طاقة ومثلها مثل باقي الدول في آسيا الوسطى.
وأضاف الشليمي: أن هذه الدول اقتصادياتها قوية والاستثمار بها سيكون مكسبا كبيرا، كما أن هذه الدول لها مصادر طبيعية ولم يتم الاهتمام بالاستثمار بها، كما أن هذه الدول أيضا مصدر عمالة مرتبطة مع الجزيرة العربية ومعظم علماء الإسلام أتوا من جمهورية آسيا الوسطى وأسماء كبيرة.
وتابع الشليمي: ترتبط هذه الدول مع العالم الإسلامي ارتباطات كبيرة، كما أن هناك عوامل متداخلة أولها العامل الديني، والنقطة الثانية العامل الاقتصادي وتشابه الاقتصاد والعمل في الحاجة إلى رؤوس الأموال بالإضافة إلى أن الخليج تحتاج الى الاستثمار مع راس مال، النقطة الرابعة الفلك الروسي وإن كان تابعا للاتحاد السوفيتي ولكنها بعيدة عن الاستغلال الروسي، كما أنها قد تكون ممرات عابرة إلى أوروبا.
وبالتالي من مجلس التعاون الخليجي لا بد أن يكون هناك علاقات جيدة تحتاج إلى أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة، وأيضا عالم دول الجوار السياسي وهي الجغرافيا السياسية الحالية لإيران، وبالتالي ستلعب دور الوسيط لقضايا مستقبلية للتعاون مع هذه الدول لتسهيل الأمور في حث إيران على الدخول في المنظومة الدولية.