سياسة

تفاصيل الهدنة واتفاق الرهائن المرتقب بغزة


كشف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الإثنين، عن المقترح المقدّم لحركة حماس بشأن الهدنة واتفاق تبادل الرهائن، الذي وصفه بـ«العرض السخي»، فيما دعت واشنطن الحركة لقبوله.

جاء ذلك خلال كلمة لكاميرون، في جلسة خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، الذي أعلن خلالها عن المدة المقررة للهدنة وعدد الرهائن.

تفاصيل الاتفاق المرتقب

وقال كاميرون، في كلمته إن هناك “عرضا سخيا للغاية يتضمّن وقف إطلاق نار لمدة 40 يوما والإفراج المحتمل عن آلاف السجناء الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة”.

وعبر وزير الخارجية البريطاني، عن أمله بـ”أن تقبل به حركة حماس” لوقف الحرب بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل المستمرة في قطاع غزة منذ نحو سبعة أشهر.

وتابع “بصراحة يجب أن تكون اليوم كل الضغوط في العالم عليهم، وكل العيون في العالم عليهم لحضّهم على القبول بالاتفاق”، مضيفا أن الإطار المقترح سيؤدي إلى “وقف القتال الذي نرغب جميعا في رؤيته بشدة”.

واستطرد كاميرون إنه من أجل “أفق سياسي لحل الدولتين” مع قيام دولة فلسطينية مستقلة تتعايش مع إسرائيل “فسينبغي على الأشخاص المسؤولين عن (هجوم) السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قيادة حماس، مغادرة غزة ويجب تفكيك البنية التحتية للإرهاب في غزة”.

وأضاف “يجب أن نرى مستقبلا سياسيا للشعب الفلسطيني، لكن يجب أن نرى أيضا أمنا لإسرائيل، ويجب أن يتزامن هذان الأمران”.

واشنطن تدعو لقبوله

وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن , حركة حماس، الإثنين، إلى قبول مقترح الهدنة والتبادل الأخير الذي وصفه بأنه “سخي جدا”.

وقبل أن يتوجه إلى إسرائيل، الثلاثاء، توقف أنتوني بلينكن في السعودية، في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط تهدف إلى الترويج لهدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر والغارق في أزمة إنسانية كبيرة.

وقال بلينكن في الرياض “أمام حماس اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل”، مضيفا “عليهم أن يقرروا، وعليهم أن يقرروا بسرعة، آمل أن يتخذوا القرار الصحيح”.

كما كرر الوزير الأمريكي معارضة بلاده هجوما إسرائيليا على مدينة رفح المكتظة جنوب قطاع غزة، التي أصبحت مخيما ضخما للاجئين يأوي ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني في ظروف صحية كارثية.

وبحسب السلطات الصحية والدفاع المدني، خلفت الغارات الإسرائيلية على عدة منازل 22 قتيلا خلال الليل في هذه المدينة التي تتعرض للقصف يوميا.

ومن المقرر أن يعقد اجتماع، الإثنين، في القاهرة بين ممثلي مصر وقطر، الدولتين الوسيطتين مع الولايات المتحدة، ووفد من حماس التي ستعطي ردها على هذا المقترح الذي تم التفاوض عليه بين إسرائيل ومصر، بعد أشهر من المناقشات غير المثمرة.

ورغم استنكار العديد من العواصم والمنظمات الإنسانية، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجوم على رفح ضروري لتحرير الرهائن المحتجزين في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهزيمة حماس التي تقول إسرائيل إنها تبقي 4 كتائب في هذه المدينة الحدودية مع مصر.

في هذا الصدد، قال بلينكن في الرياض “لم نرَ بعد خطة تمنحنا الثقة بإمكانية حماية المدنيين بشكل فعّال”.

وقف دائم لإطلاق النار

وأعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن “تفاؤله” حيال مقترح الهدنة الجديد في غزة، لافتا إلى أنه “أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين وحاول استخلاص الاعتدال”.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحماس وعضو فريق التفاوض في الحركة زاهر جبارين إنه “من المبكر الحديث عن أجواء إيجابية في المفاوضات”.

وأضاف جبارين “الحركة تسلمت الرد الإسرائيلي وهي في طور التشاور من أجل الرد عليه”.

وكرر جبارين شروط حماس وأبرزها “وقف إطلاق نار دائم والانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين ووضع موعد زمني واضح في بدء الإعمار والتعويضات، والوصول إلى صفقة تبادل حقيقية ترفع الظلم عن أسرى وأسيرات الشعب الفلسطيني خاصة أسرى غزة”.

وبحسب تقارير إعلامية، طالبت حكومة الحرب الإسرائيلية في البداية بالإفراج عن 40 رهينة محتجزين في غزة منذ بدء الحرب، لكنها سمحت لاحقا للمفاوضين بتخفيض هذا العدد.

وأشار موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي إلى أن إسرائيل تطالب بالإفراج لأسباب إنسانية، عن النساء مدنيات وعسكريات، والرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما أو في حالة صحية سيئة.

وبحسب الموقع، تقول حماس إن 20 رهينة فقط يستوفون هذه المعايير، ويضيف أن عدد أيام الهدنة سيكون مساويا لعدد الرهائن المفرج عنهم.

وبدأت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول إثر هجوم نفذته حماس على إسرائيل وأدّى إلى مقتل 1170 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.

ردا على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس التي تعتبرها الدولة العبريّة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظّمة إرهابيّة”. وأدّى هجومها على غزّة إلى مقتل 34488 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة نشرتها وزارة الصحّة التابعة لحماس الأحد.

وإلى جانب رفح، استهدفت غارات، الإثنين، وسط قطاع غزة وكذلك مدينة غزة شمالا.

من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الرياض، الأحد، واشنطن إلى منع إسرائيل من شن هجوم بري على رفح، قائلا إن “أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة أن تمنع إسرائيل من ارتكاب هذه الجريمة”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس للقناة الثانية عشرة الإسرائيلية، السبت: “إذا كان هناك اتفاق (هدنة) فسنعلق العملية في رفح”.

وأضاف كاتس “إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق فسنفعل ذلك”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى