تعليم الأطفال التعاطف: 7 عبارات لبناء جيل إنساني
غالبًا ما يظهر الأطفال سلوكيات تميل إلى الأنانية، خصوصًا في سنواتهم الأولى. ولكن طريقة حديث البالغين معهم قد تكون المفتاح لتعليمهم التفكير في الآخرين وتنمية التعاطف لديهم خلال مراحل نموهم المختلفة.
تقول آمي مكريدي، مؤسسة برنامج “حلول التربية الإيجابية” ومؤلفة كتاب “وباء أنا، أنا، أنا”، إن تعزيز التعاطف لدى الأطفال يساعدهم على بناء روابط أقوى مع الآخرين والعالم المحيط بهم.
أهمية تعليم الأطفال التعاطف
التعاطف هو القدرة على ملاحظة مشاعر الآخرين وفهمها، وهو مهارة تعزز بناء العلاقات وحل النزاعات. تقول آن-لويز لوكهارت، اختصاصية علم النفس التربوي: “الأطفال الذين يمارسون التعاطف يكونون أكثر ميلًا لإظهار اللطف، والتأقلم مع البيئات المختلفة، وتطوير المرونة؛ ما يعزز رفاههم العاطفي ونجاحهم مستقبلًا.”
ومع تزايد الاعتماد على العالم الرقمي وانخفاض التواصل المباشر، تشير ميشيل بوربا، اختصاصية التربية، إلى أهمية تعليم الأطفال هذه المهارات بطرق مدروسة لتعزيز تفاعلهم الإنساني.
العبارات التي تعزز التعاطف
“كيف تشعر؟”
ابدأ بتعليم الأطفال التعبير عن مشاعرهم باستخدام عبارات بسيطة تناسب أعمارهم مثل: سعيد، حزين، غاضب، وخائف. هذا يساعدهم على التعرف إلى مشاعرهم وفهمها.
“كيف تعتقد أنهم شعروا عندما حدث ذلك؟”
بعد أن يتمكن الطفل من التعبير عن مشاعره، شجعه على التفكير في مشاعر الآخرين؛ ما يعزز مهارة النظر إلى الأمور من وجهات نظر مختلفة.
“ماذا يمكنك أن تفعل لتساعدهم على الشعور بالتحسن؟”
هذا السؤال يعلم الأطفال أن التعاطف لا يقتصر على الشعور فقط، بل يتطلب أفعالًا لدعم الآخرين.
“يبدو أنهم يمرون بيوم صعب. ما الذي تعتقد أنهم يحتاجونه؟”
هذا السؤال يعزز التفكير في احتياجات الآخرين وفهم دوافعهم.
“أرى أنك منزعج. لنناقش الأمر.
يساعد هذا الطفل على الشعور بالاطمئنان بأن مشاعره معترف بها، ويشجعه على التعبير عنها بشكل صحي.
“هل تتذكر وقتًا شعرت فيه بهذا الشكل؟”
ربط مشاعر الآخرين بتجارب الطفل الشخصية يسهل عليه فهم ما يمر به الآخرون.
“من الطبيعي أن تشعر بالغضب/الحزن حيال ذلك.”
تأكيد أن المشاعر طبيعية يعلم الطفل قبول عواطفه دون شعور بالخجل.
العبارات التي يُفضل تجنبها
ينصح الخبراء بالابتعاد عن العبارات التي قد تحمل طابعًا انتقاديًا أو تقلل من مشاعر الطفل، مثل: “لماذا فعلت ذلك؟” أو “لا تبالغ.” هذه العبارات قد تجعل الطفل يتردد في التعبير عن مشاعره.
الدروس اليومية تبني التعاطف
التعاطف لا يُعلّم من خلال محاضرة واحدة، بل من خلال مواقف يومية صغيرة. توصي بوربا بتشجيع الأطفال على تحليل شخصيات القصص أو مراقبة تعابير الآخرين في الأماكن العامة لفهم مشاعرهم.
ويشير الخبراء إلى أن القدوة العملية هي أفضل طريقة للتعليم. تقول لوكهارت: “المواقف اليومية البسيطة تصنع دروسًا قوية”.