تعطيل المؤسسات.. شكل من أشكال التصعيد في احتجاجات لبنان
من إقفال الطرقات إلى الاعتصام أمام المؤسسات الرسمية التي يصفونها بـبؤر الفساد، منحى جديد لتصعيد شكل الاحتجاجات من جانب المتظاهرين اللبنانيين، في وقت يتضاعف فيه حراك الطلاب بشكل لافت ليتقدموا إلى جانب الأساتذة في أكثر من محطة في الحراك، في رد على محاولات بعض المدارس منعهم من المشاركة.
وبدأت التحركات في مختلف المناطق اللبنانية، منذ ساعات صباح اليوم الخميس الأولى، باتجاه مراكز ومؤسسات محددة، أهمها وزارة التربية وفروع مصرف لبنان ومعامل الكهرباء، كما نفذ المتظاهرون وقفة احتجاجية على مقربة من البرلمان اللبناني وبلدية بيروت ووزارة الداخلية.
وفي بيروت، وبالضبط أمام وزارة التربية في منطقة الأونيسكو، احتشد مئات الطلاب من مختلف مدارس لبنان، وسط حضور لافت لعناصر من قوى الأمن الداخلي ومكافحة الشغب والجيش اللبناني، ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية، مؤكدين أن تحركاتهم تأتي في إطار المطالب التي رفعها الحراك الشعبي منذ انطلاقته بالإضافة إلى خوف الشباب اللبناني على مستقبلهم ومنعا لهجرتهم من بلدهم.
وفي منطقة جونية لم يختلف المشهد كثيرا؛ حيث انطلق الطلاب، متوجهين بقافلة من السيارات إلى معمل الذوق الحراري للانضمام إلى صفوف من سبقهم إليها.
كما كان أيضا مبنى المديرية العامة للتعليم المهني والتقني محطة للطلاب؛ حيث نفذوا صباح اليوم الخميس اعتصاما أمام المبنى.
ومنذ الصباح الباكر تجمع محتجون أمام مؤسسة كهرباء لبنان، وأقفلوا مداخلها الأربعة احتجاجًا على الفساد المستشري فيها، بحسب قولهم، وسمح المتظاهرون لبعض الموظفين بالدخول إلى المؤسسة، ومنعوا آخرين من إتمام معاملاتهم.
وفي جبيل تجمع الطلاب وسط المدينة وتوجهوا إلى مركز أوجيرو وسراي جبيل مانعين الموظفين من الدخول إلى مراكز عملهم.
وفي الجنوب، انطلقت مسيرة احتجاجية لطلاب من عدد من الجامعات اللبنانية باتجاه ساحة إيليا (ساحة التظاهر المركزية في المدينة) رفضا لقرار معاودة الدراسة ودعما لمطالب الحراك وحقوقهم كطلاب حاملين الأعلام اللبنانية، مرددين الهتافات.
وتوجهت المسيرة الطلابية بعد ذلك إلى السراي الحكومي في صيدا، حيث اتخذت القوى الأمنية إجراءات مشددة واقفلت باب المدخل لمنع دخولهم.
فيما حمل المحتجون الأعلام اللبنانية ورددوا هتافات مؤيدة للحراك المدني، كما تجمع عدد كبير من طلاب الجامعات والمدارس، للمطالبة بحقوقهم في النبطية أحد معاقل حزب الله.
وفي شمال لبنان عمت الوقفات الاحتجاجية معظم المدارس بمختلف المناطق، حيث تظاهر الطلاب أمام مداخل مدارسهم حاملين الأعلام اللبنانية.
كما تجمّع عدد من المحتجين أمام مبنى المالية في طرابلس وعمدت مجموعات أخرى إلى إقفال بعض فروع المصارف.
ونفذ طلاب من منطقة زغرتا وقفة احتجاجية أمام سراي زغرتا، كما نفذ طلاب عكار اعتصامات تضامنية مع الحراك الشعبي أمام ثانوياتهم.
وفي بعلبك نفذ طلاب مدارس المدينة اعتصاما ووقفة احتجاجية أمام فرع مصرف لبنان ورددوا شعارات ضد سياساته.
ونظموا كذلك مسيرة إلى دوار دورس لجهة مدخل بعلبك الجنوبي (مركز المظاهرات في المدينة)، داعين زملاءهم في مدارس المنطقة للانضمام إليهم وقطعوا الطريق بأجسادهم لدقائق، قبل أن تتحاور معهم عناصر قوى الأمن الداخلي وتقنعهم بإعادة فتحها.