سياسة

تعثر جديد يعرقل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة


 

كشفت وسائل اعلام أميركية أن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز غادر الدوحة دون تحقيق أي تقدم تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أو إبرام صفقة تبادل أسرى وذلك بعد حديث عن توافقات ستؤدي لصفقة محدودة لوقف الحرب الإسرائيلية في القطاع مقابل إطلاق سراح عدد من الرهائن.

وتحدثت صحيفة واشنطن بوست وفق مصادر أميركية عن فجوات كبيرة في القضايا الأساسية ما يعرقل التوصل لاتفاق واضح المعالم.
واشارت الصحيفة لمرونة من قبل حماس بعد أن وافقت على طلب الدولة العبرية بعدم وقف الحرب بشكل كامل في حين وافقت إسرائيل على سحب جزء من الجيش من محور فيلادلفيا.
وشددت على تقديم إسرائيل تنازلات عديدة موضحة أن أبرز الخلافات في المفاوضات تتعلق بالرهائن والأسرى الفلسطينيين الذين سيشملهم تبادل الأسرى إضافة لتحديد عدد جنود من قوات الجيش الاسرائيلي المتوغلين في قطاع غزة.
كما تشمل الخلافات بحسب الصحيفة عودة سكان شمال القطاع، وتحديد السلطة المسؤولة عن إدارة المعابر الحدودية بالإضافة إلى تحديد موعد نهاية الحرب.

وتؤكد المصادر الأميركية أن بيرنز لا يزال في المنطقة في محاولة لتقريب وجهات النظر.
وكانت مصادر مطلعة قالت الخميس إن وسطاء أميركيين وعربا يكثفون جهودهم على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الوقت الذي قال فيه مسعفون في قطاع غزة إن ضربات إسرائيلية قتلت 41 فلسطينيا الخميس.
ويسعى الوسطاء في محادثات في مصر وقطر إلى التوصل لاتفاق لوقف الحرب المستمرة منذ نحو 14 شهرا في القطاع الذي تديره حماس، يشمل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وعن فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأوضحت المصادر أن الوسطاء تمكنوا من تضييق بعض الفجوات بشأن النقاط العالقة، لكن بعض أوجه الخلاف لا تزال قائمة.

وفي قطاع غزة قال مسعفون إن 13 فلسطينيا على الأقل قتلوا خلال الليل في غارات جوية إسرائيلية متفرقة بما شمل ضربات استهدفت منزلين في مدينة غزة ومخيما بوسط القطاع.
وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت تسعة أشخاص بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، بينما قتلت غارة أخرى أربعة في مشروع الشيخ زايد الإسكاني بالقرب من بيت لاهيا في الشمال.
وفي وقت لاحق من اليوم الخميس، قال مسعفون إن غارات جوية قتلت 15 فلسطينيا على الأقل في ملجأين يؤويان عائلات نازحة بحي التفاح بشرق مدينة غزة ليرتفع بذلك عدد قتلى اليوم الخميس إلى 41.

اسرائيل تكثف هجماتها في غزة للضغط على حماس
اسرائيل تكثف هجماتها في غزة للضغط على حماس

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مسلحين من حماس يعملون في مجمعات للقيادة والسيطرة في منطقتين كانتا مدرستين في السابق في حي التفاح. وأضاف أن حماس استخدمتهما للتخطيط وتنفيذ الهجمات ضد قواته. وقال سكان في جباليا شمال قطاع غزة إن قوات إسرائيلية فجرت مجموعة من المنازل هناك خلال الليل. وينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في تلك المنطقة منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير نشرته الخميس إن هناك علامات واضحة على التطهير العرقي مع تهجير الفلسطينيين قسرا وتعرضهم للقصف في الهجمات الإسرائيلية.

وقال رئيس المنظمة كريستوفر لوكيير في التقرير “علامات التطهير العرقي والتدمير المستمر، بما يشمل القتل الجماعي والإصابات الجسدية والنفسية الشديدة. والنزوح القسري والظروف التي يستحيل للفلسطينيين العيش فيها تحت الحصار والقصف، لا يمكن إنكارها”.
وأضافت المنظمة “قُتل فلسطينيون في منازلهم وعلى أسرة المستشفيات… لا يستطيع الناس العثور حتى على الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والمياه النظيفة والأدوية والصابون وسط حصار وحظر”.
ولم تعلق إسرائيل بعد على تقرير المنظمة لكنها نفت من قبل ممارستها للتطهير العرقي وتقول إن الهدف من حملتها هو القضاء على حماس ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها.
وتتهم إسرائيل حماس باستغلال البنية التحتية المدنية والسكان دروعا بشرية. وتنفي حماس ذلك وتتهم إسرائيل بمحاولة تبرير القتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين.

وقالت مصادر قريبة من جهود الوساطة إن حماس دفعت باتجاه اتفاق شامل لكن إسرائيل تريد أن يكون الاتفاق مرحليا. وتركز المحادثات على إطلاق سراح رهائن في المرحلة الأولى، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، مقابل الإفراج عن عدد من الفلسطينيين من سجون إسرائيل.
ودارت مناقشات الثلاثاء حول أعداد وفئات أولئك الذين سيتم إطلاق سراحهم. لكن الأمور لم تحسم بعد، بحسب مصدر تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثات.
وذكر المصدر أن من نقاط الخلاف طلب إسرائيل الاحتفاظ بالحق في التعامل مع أي تهديد عسكري محتمل من غزة وتمركز القوات الإسرائيلية خلال مراحل الاتفاق.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء إن إسرائيل ستكون لها السيطرة الأمنية على قطاع غزة مع حرية كاملة في تنفيذ العمليات بعد هزيمة حماس في القطاع.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية جوية وبرية على قطاع غزة بعد أن هاجم مقاتلون تقودهم حركة حماس بلدات إسرائيلية عبر الحدود. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة والعودة بهم إلى القطاع.
وتقول إسرائيل إن نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين. لكن من غير الواضح عدد الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وأدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني. ونزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحويل جزء كبير من القطاع الساحلي إلى أنقاض.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان اليوم الخميس إن إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة بحرمانهم من المياه النظيفة. وأضافت أن ذلك يصل من الناحية القانونية إلى حد اعتباره عملا من أعمال الإبادة الجماعية.
وفي بيان على إكس كتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية “الحقيقة هي على العكس تماما من أكاذيب هيومن رايتس ووتش”.
وأضاف البيان “منذ بداية الحرب، تسهل إسرائيل تدفق المياه والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة على الرغم من تنفيذها العمليات في ظل هجمات مستمرة من منظمة حماس الإرهابية”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى