تطور نشاط إرهاب داعش في الغرب الليبي
كشف ليبيون كمائن لداعش غرب البلاد، ما يشير إلى أن التنظيم الإرهابي يستفيد من الأزمة السياسية في البلد الغني بالنفط.
وأزمة سياسية عميقة تعيشها ليبيا على خلفية رفض حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايته تسليم السلطة إلى الحكومة التي حظيت بدعم البرلمان.
ويتحصن الدبيبة في العاصمة طرابلس غرب البلاد مستفيدا من دعم تيارات إخوانية ومليشيات متشددة.
وانعكست الأزمة على ما يبدو على الوضع الأمني في البلد التي عانت عقدا من الفوضى.
وزادت تحركات تنظيم داعش وبات عناصره تظهر في الطرقات الرابطة بين مدينة سبها وطرابلس.
وقالت مصادر أمنية بالعاصمة، إن مواطنين رصدوا على الطريق الرئيسي “طرابلس – سبها” جنوب غرب البلاد، نقطة توقيف عند النصب التذكاري لمعركة مرسيط على بعد 60 كيلومترًا جنوب مزدة، أقامها عناصر من داعش.
وأوضحت المصادر الأمنية أن عناصر داعش صادروا مواد تموينية وبنزين.
وقال شهود عيان إن عناصر داعش استجوبوا المارة بشأن الوضع الأمني وعدد وعتاد قوات الأمن بالمنطقة.
وكان التنظيم قد قطع هذا الطريق من قبل وعند الموقع نفسه قبل سنوات واختطف المساعد للشؤون الأمنية الرائد عامر البكوش مما أسفر عن وقوع اشتباك بين التنظيم وشباب من مناطق القبلة والجبل بوادي زمزم بالقرب من بني وليد أثناء وجود التنظيم في مدينة سرت.
ويقول أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية جامعة درنة دكتور يوسف الفارسي والباحث المختص بالشؤون الأمنية، إن تحركات داعش لها علاقة وطيدة بالجماعة الليبية المقاتله وجماعة الإخوان في محاولة لبسط السيطرة على الجنوب.
وبين الباحث الليبي بالشؤون الأمنية لــ”العين الإخبارية” أن هدف تلك الجماعات بتعاونها في الوقت الحالي هو النفط والسيطرة على الحقول النفطية خاصة بعد إغلاقة وإيقاف تصديره.
ولفت الفارسي إلى أن قدوم أمير الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج إلى طرابلس، وبناء تحالف مع بعض القوى المتواجدة في الغرب الليبي، وخاصة مفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني، يعني أنه بدء مشروع إنهاك الجيش الليبي في معارك جانبية بدلا من استهداف الإرهاب.
وأكد أن التهديدات المنتشرة في الشمال الأفريقي وخاصة مالي تشكل خطرا على أمن ليبيا ودول الساحل وتفشي ظاهرة الجريمة المنظمة في الفضاء المشترك لهذه الدول.
جس النبض
واتفق مع الفارسي، أمين “المنظمة العربية لحقوق الإنسان”، عبد المنعم الحر، الذي أكد أن تنظيم داعش ازدهر ونما في الفوضى والانقسام السياسي والعسكري بليبيا. وأنه استطاع جمع بعض شتاته، ويستعد لتوسيع دائرة نشاطه في المناطق الهشة أمنيا.
وتابع أن التنظيم أصبح حذرا جدا بعد تعرضه لنزيف شديد من حيث العتاد والعدة في حربه ضد قوات البنيان المرصوص وقوات الجيش الليبي ببعض مناطق الجنوب الليبي.
وتابع التنظيم لازال موجودا، ويحظى بتمويل كبير وتوجيه مخابراتي من دول راعية للإرهاب. مشيرا إلى أن مثل هذه الممارسات في المناطق النائية، هي بمثابة جس نبض، وأنها إنذار لبداية مرحلة جديدة لنشاط التنظيم في المنطقة الجنوبية بليبيا .
البعد الزمني
وأشار إلى أنه بالنظر إلى البعد الجغرافي لتحركات التنظيم الأخيرة في الجارة مصر نلاحظ أن العمليّة التي تبناها التنظيم شرق قناة السويس لم تستهدف نقطة أمنية على خلاف المعتاد.
وفيما يتعلق بالبعد الزمني لظهوره، أوضح الحر أن عمليات داعش تنامت خلال العام الجاري في شريط الساحل المغاربي (ليبيا وتونس والجزائر) وكذلك في مصر مؤخرا .
وأَضاف قائلا الحقيقة أنه مهما كانت الاعتبارات المرتبطة بظهور عناصر التنظيم تارة بمنطقة وتارة بأخرى. إلا أنه لا يمكن التقليل من خطورته في تلك المناطق، لإنها هشة تنمويا وأمنيا.