متابعات إخبارية

تطور أمني في العراق.. تل أبيب ترى خطوة حاسمة ضد النفوذ الإيراني


 اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إحباط جهاز الاستخبارات العراقي مؤامرة اغتيال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، قد يشكّل نقطة تحوّل في تطورات الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن العلاقات بين العراق وسوريا، التي اتسمت لعقود بالعداء بسبب تنافس النظامين البعثيين، تتجه اليوم مع التغيير في دمشق نحو التعاون.

وأوضحت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في تقرير بعنوان “العراق ينقذ الشرع.. ومحور إيران يتصدع”، أنه عندما أحبطت الاستخبارات العراقية مؤامرة لاغتيال الشرع، فإن الغرب بالكاد انتبه لذلك إلا أنه على الإسرائيليين أن ينتبهوا، لأن ذلك ليس تفصيلاً هامشياً في فوضى الشرق الأوسط، وإنما يمثل دليلاً على أن الأرض تتصدع تحت “محور المقاومة” الإيراني.

وهذا التدخل من جانب الاستخبارات العراقية لحماية الشرع، يظهر أن هناك علاقة عمل قائمة فعلياً بين بغداد وأجهزة المخابرات السورية الجديدة.

ورأت إن معلومات الاستخبارات العراقية التي أنقذت حياة الرئيس السوري أحمد الشرع مؤخراً مما يفترض أنه مخطط لاغتياله، يجب أن يشد انتباه إسرائيل في ظل الفوضى القائمة في الشرق الأوسط، لأن الخطوة العراقية تظهر أن “سياسة النجاة”، قد تفتح الأبواب أمام تحالفات جديدة في المنطقة ربما تخدم إسرائيل وأمنها يوماً ما.

وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن العراق وسوريا كانا طوال عقود بمثابة عدوين لدودين، ويحكمهما نظامان بعثيان يتنافسان ويكنّ كل واحد منهما الاحتقار للآخر، إلا إنه حتى عندما ربط الرئيس السوري بشار الأسد نفسه بشكل كامل بطهران، فإن العراق لم يحتضن “محور المقاومة” بشكل كامل، وتمسك بالتوازن فيما بين أميركا وإيران.

وبعد رحيل الأسد وتولي الشرع السلطة، اتجهت بغداد ودمشق الى إعادة ضبط علاقاتهما بطرق من شأنها أن تثير قلق إيران، والفضول في إسرائيل.

وتشير التقارير إلى أن السلطات العراقية أبعدت ضباطاً سابقين موالين للأسد إلى سوريا، كما سلّمت الشرع ملفات أتاحت له التخلص من موالين للنظام السابق. ويظهر هذا السلوك أنه ليس هناك عداوة وإنما تنسيق، وهو عندما يكون على هذا المستوى فإنه يكون بمثابة موقف معلن، مفاده أن بقاء سوريا لم يعد مرهوناً بطهران وحدها.

ورأى أيضاً أن إيران “مستاءة” حيث أنها أمضت سنوات وهي تحاول توريط العراق في مخططاتها الإقليمية، وإجبار بغداد على رفع راية “محور المقاومة”، مضيفاً أن تصرف بغداد في حماية الشرع، يعتبر “إهانة مباشرة لأجندة طهران”.

وهذا يبرهن على أن العراق ليس مستعداً للسماح لإيران باحتكار مستقبل سوريا، وكل خطوة تعاون، أمن حدودي مشترك، ونقل معلومات استخباراتية، وإعادة فتح المعابر، هي بمثابة مسمار آخر في نعش حلم إيران بالهيمنة الدائمة على دمشق.

وفيما يتعلق بإسرائيل فإن هذا التطور، أكثر من مجرد رمزي، وهو يظهر بوضوح أنه حتى أشد الأعداء يمكن أن يتوصلوا إلى أرضية مشتركة عندما تكون النجاة على المحك.

ومع تمكن الاستخبارات العراقية من حماية رئيس سوريا، فإن هذا يعني أنه من الممكن التوصل إلى تفاهمات أمنية عبر خطوط المواجهة التاريخية، لكن سوريا حتى لو كانت ما تزال معادية وليست جديرة بالثقة، إلا أن الظروف تجبرها على الحد من المواجهة مع إسرائيل.

وذكر التقرير أن الشرع تزعم الجهاديين ثم انقلب عليهم، إلا أن سياسات النجاة تحرك الشرق الأوسط، وأنه إذا كانت النجاة قد ربطت العراق وسوريا معاً في تحدٍ لطهران، فإنه ليس من المستبعد أن تستغل إسرائيل يوماً ما هذه الغرائز نفسها لرسم حدود شمالية أكثر استقراراً”.

وألمح الرئيس السوري فعلاً إلى اتفاق نهائي محتمل مع إسرائيل يتعلق بالترتيبات الأمنية (قد يؤدي حتى إلى انضمام سوريا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية)، ولفتت الصحيفة إلى أن حقيقة هي أن الاستخبارات العراقية تستثمر في بقاء الشرع، تجعل هذه المحادثات منطقية أكثر.

وختمت بالقول إن كل تصدع في محور إيران هو فرصة لنا، وهذا التصدع يتسع يوماً بعد يوم، وقرار العراق بإنقاذ الشرع يمثل ضربة مباشرة لطهران، ويشكّل دليلاً على أن محور المقاومة يتصدع، مضيفاً أن هناك فرصة أمام إسرائيل وعليها استغلالها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى