سياسة

تصعيد خطير في السودان.. المسيّرات تضرب مطار دنقلا الاستراتيجي


حرب السودان الدامية تمضي من سيئ إلى أسوأ؛ وتبعاتها تطول يومًا بعد يوم أهدافًا جديدة، وسط غياب أي أفق للحل السلمي.

مطار دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية، تم استهدافه اليوم بمسيرات انتحارية، ما أدى إلى اشتعال الحريق بخزان الوقود به وتعقيد الأوضاع الأمنية.

وقالت مصادر عسكرية إن طائرات مسيرة ضربت، اليوم الإثنين، مطار مدينة دنقلا، ما أدى إلى انفجار خزان الوقود بالمطار دون وقوع خسائر في الأرواح.

خزانات الوقود المحترقة بمطار دنقلا

ووفق المصادر، فإن الدفاع المدني بالمطار سارع في احتواء الحريق بمطار دنقلا بالولاية الشمالية بعد استهدافه بالمسيرات.

ومنذ أشهر، تتعرض الولاية الشمالية لسلسلة من الهجمات بالمسيرات، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت مدنية، بالتركيز على محطة الكهرباء الرئيسية في مدينة مروي، تسببت أكثر من مرة في قطع الإمداد الكهربائي عن ولايات واسعة في البلاد.

ما هو مطار دنقلا؟

مطار دنقلا هو مطار يخدم عاصمة الولاية الشمالية شمالي السودان، ويرتفع عن سطح البحر بنحو 773 قدمًا (236 م).

والمطار له مدرج مزود بسطح أسفلت بقياس (9,843 × 148 قدمًا).

مدينة دنقلا

تقع مدينة دنقلا في شمال السودان على الضفة الغربية من نهر النيل على ارتفاع 227 مترًا فوق سطح البحر، وهي عاصمة الولاية الشمالية، وتبعد مسافة 530 كيلومترًا شمال الخرطوم العاصمة، وتعد من أقدم المدن في المنطقة، حيث تتوسط منطقة غنية بآثار الحضارات السودانية القديمة.

وشهدت دنقلا حضارة ما قبل التاريخ، واشتهرت بمعابد “أبادماك” إله الحرب والصحراء عند الكوشيين.

وتعتبر مركزًا للحضارة النوبية كما يتضح من الآثار الموجودة فيها، بما في ذلك الأهرام وغيرها مما تبقّى من آثار اتفاقية البقط التي أُبرمت مع المسلمين العرب.

وفي القرون الوسطى، كانت دنقلا عاصمة مملكة المقرة المسيحية في السودان، وكان موقعها على بعد 80 كيلومترًا من ضفة النيل في المنطقة المعروفة حاليًا بدنقلا العجوز، وفتحتها جيوش المسلمين بقيادة عبد الله بن أبي السرح، ووفد إليها الفقيه غلام الله الركابي من اليمن في النصف الأول من القرن الرابع عشر لتعليم أبنائها سنن الإسلام. وقد وردت في مقدمة ابن خلدون كمدينة على ضفة النيل.

المدينة الحديثة

تأسست دنقلا كمدينة حديثة في عام 1812، من قبل مجموعة من المماليك الهاربين من عمليات الاضطهاد والتنكيل التي مارسها ضدهم محمد علي باشا والي مصر.

وفي عام 1821، أرسل محمد علي باشا ابنه الثالث إسماعيل باشا كامل على رأس جيش كبير للقضاء على فلول المماليك وضم بقية ممالك السودان إلى حكمه.

وتوغّل إسماعيل باشا كامل في شمال السودان حتى بلغ دنقلا حيث أقام فيها معسكرًا لجيشه أطلق عليه اسم معسكر الأورطة، وهجر المماليك دنقلا إلى منطقة شندي وما بعدها جنوبًا.

ووردت دنقلا في كتابات الرحالة الإنجليزي جون لويس بوركهارت، الذي زار المدينة في 1814 وقدم وصفًا لها.

ودانت دنقلا لحكم الأتراك، وفي عام 1885 كانت واحدة من أربع مديريات (محافظات) أسسها الأتراك في السودان، وعُيِّن عابدين بك أول حاكم تركي لها.

وفي منتصف القرن التاسع عشر، بلغ سكان دنقلا 6 آلاف نسمة، وكانوا يمارسون الزراعة على ضفاف النيل باستخدام السواقي لري الأراضي، وتحولت المدينة في تلك الفترة إلى محطة استراحة لقوافل الحجيج القادمة من دارفور إلى مدينة سواكن ثم الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

حرب مدمرة

ويخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع”، منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، حربًا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.

وتتصاعد دعوات أممية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى