سياسة

تصريحات إسرائيلية: مقتل نصر الله لن يكون نهاية الاغتيالات


وضعت إسرائيل نصب أعينها هدف القضاء على كافة قيادات حزب الله، بينما لم يشكّل اغتيالها لحسن نصرالله الأمين العام للجماعة ونحو 12 مسؤولا في الحزب في أعنف غارات شنتها على الضاحية الجنوبية لبيروت، سوى خطوة أولى على طريق تفكيك التنظيم المدعوم من إيران الذي فشل في تحصين نفسه من الاختراق الإسرائيلي.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الاثنين أنّ تصفية نصرالله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة، هي “خطوة مهمة ولكنّها ليست الأخيرة”.

ونقل بيان للجيش عن غالانت قوله خلال زيارته جنودا من وحدة مدرّعة منتشرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية “سنستخدم كلّ القدرات المتوفّرة لدينا، وإذا لم يفهم أي شخص على الجانب الآخر ما تنطوي عليه تلك القدرات، فإنّنا نعني كل القدرات، وأنتم جزء من هذا الجهد”.

وكشف اغتيال أمين عام حزب الله والعديد من قيادات الحزب عن اختراق إسرائيلي كبير، فيما أقامت تفجيرات البيجر وأجهزة الاتصال التي تستخدمها الجماعة وأسفرت عن عشرات القتلى وخلفت أكثر من ألفي مصاب، الدليل على أن الحزب أخفق في تحصين نفسه.

وبدأ حزب الله في إطلاق صواريخ على شمال الدولة العبرية في الثامن من أكتوبر/تشرين الماضي، مؤكدا أنّ ذلك دعما لحركة حماس التي تخوض حربا مع إسرائيل في قطاع غزة في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته على جنوب الدولة العبرية.

وأدى أكثر من 11 شهرا من المواجهات عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص في الجانبين.

ومنذ منتصف سبتمبر/أيلول، نقلت إسرائيل ثقلها العسكري من غزة إلى لبنان، مؤكدة أنها تريد بذلك السماح بعودة عشرات آلاف السكان إلى المناطق الشمالية الحدودية مع لبنان الذين فروا منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله غداة هجوم حماس.

ورغم محدودية الاشتباكات طيلة الأشهر الماضية تكبد حزب الله خسائر كبرى في صفوف قياداته العسكرية من بينهم فؤاد شكر الذي يُعد من الجيل المؤسس للحزب وأحد أبرز عقوله العسكرية الذي قتل في ضربة إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية في 30 يوليو/تموز.

وتولى شكر مهام قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان ضد إسرائيل، منذ بدء التصعيد بين الطرفين، وفق الجيش الإسرائيلي.

وكان من بين قادة الحزب الذين أدرجتهم واشنطن على قوائم الإرهاب الأميركية وعرضت عام 2017 خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بأيّ معلومات بشأنه.

وكانت واشنطن تعتبره “أحد العقول المُدبّرة” لتفجير استهدف ثكنات مشاة البحريّة الأميركيّة في بيروت في العام 1983، فيما أسفر عن مقتل 241 عسكريا أميركيا.

كما اغتالت إسرائيل في 20 سبتمبر/أيلول إبراهيم عقيل الرجل الثاني في الحزب بعد شكري في غارة شنّتها على ضاحية بيروت الجنوبية.

وتولى عقيل قيادة قوة الرضوان التي تعد رأس حربة حزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية، وتشارك وحداتها الصاروخية في قصف مواقع عسكرية اسرائيلية منذ بدء التصعيد قبل نحو عام.

وفي الـ23 من الشهر الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على القيادي العسكري علي كركي قائد جبهة الجنوب في الحزب ويعدّ الرجل الثالث عسكريا في حزب الله بعد شكر وعقيل.

كما نعى حزب الله في 25 سبتمبر/أيلول القيادي البارز إبراهيم قبيسي الذي قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت معقله قرب بيروت.

وانضمّ قبيسي إلى الحزب منذ تأسيسه في العام 1982، وشغل مناصب عسكرية مهمّة من ضمنها قيادة وحدة بدر، المسؤولة عن منطقة شمالي نهر الليطاني، إحدى مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان.

كما خسر الحزب المدعوم من إيران اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، وهما محمّد نعمة ناصر الذي قتل في غارة إسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 يوليو/تموز، وطالب عبدالله في ضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 يونيو/حزيران.

وخسرت كذلك قوة الرضوان عددا من قادتها أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان، وأعلنت إسرائيل مرارا أنها قتلت قياديين آخرين في حزب الله.

وأعلنت إسرائيل اليوم الاثنين أنها اغتالت خلال غارة على بيروت السبت عيد حسن نشار، قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى لدى منظمة حزب الله.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن “نشار كان عبارة عن مركز خبرات رئيسي في مجال القذائف الصاروخية، حيث عمل سابقًا قائدًا لوحدة صواريخ الأرض أرض ونائبًا لقائد وحدة بدر”.

واعتبر أن “تصفيته تضاف إلى تصفية رئيس منظومة الصواريخ والقذائف الصاروخية التابعة لحزب الله، إبراهيم محمد قبيسي، إلى جانب عمليات تصفية طالت العديد من قادة هذه المنظومة”.
وأضاف أنه “تم القضاء على كل من قائد وحدة الصواريخ الدقيقة في جنوب لبنان ونائبه وغيرهما من قادة الوحدة في جنوب لبنان والتي كانت مسؤولة عن إطلاق القذائف باتجاه وسط البلاد خلال الأسبوع الماضي”، متابعا “بالإضافة إلى ذلك، خلال الهجمات تم تدمير مخزونات من القذائف الصاروخية متوسطة المدى التابعة لحزب الله والتي يصل مداها لـ 200 كيلومتر”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى