سياسة

تصاعد المواجهات بين حزب الله وإسرائيل


تتصاعد حدة التوترات والمواجهات بين حزب الله اللبناني وإسرائيل بشكل متسارع، مما ينذر باندلاع صراع شامل قد يكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها.

في تقرير حصري، نسلط الضوء على الأحداث الأخيرة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، ونرصد ردود الفعل والتحليلات السياسية والعسكرية من الأطراف المعنية.

تفاصيل الهجمات

أعلن حزب الله اللبناني، الثلاثاء، عن استهدافه لموقع بياض بليدا الإسرائيلي المقابل للحدود الجنوبية للبنان بقذائف المدفعية، مؤكدًا تحقيق إصابات مباشرة في الموقع المستهدف.

هذا الهجوم يأتي في إطار تصعيد مستمر من قبل حزب الله الذي يسعى إلى ردع التحركات الإسرائيلية على الحدود.

في المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلي بإسقاط دفاعاته الجوية لطائرتين مسيرتين انطلقتا من لبنان، وتم اعتراضهما فوق بلدة ديشون الشمالية.

وتسبب هذا الاعتراض في اندلاع حرائق في المنطقة، حيث هرعت خمس فرق من خدمة الإطفاء والإنقاذ إلى موقع الحادث لمكافحة النيران التي نشبت نتيجة للاعتراضات.

ردًا على هجمات حزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت مباني وبنية تحتية يستخدمها حزب الله في منطقتي الخيام والعديسة. هذه الضربات تأتي كجزء من سياسة الردع الإسرائيلية التي تسعى إلى تحجيم قدرات حزب الله العسكرية على الحدود الشمالية.

تزايد المخاوف من التصعيد

تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادل إطلاق نار شبه يومي منذ هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر. هذا التوتر المستمر يزيد من المخاوف الدولية بشأن احتمال اندلاع حرب شاملة بين الجانبين.

ووفقًا لموقع “أكسيوس”، أكد مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى لبنان، آموس هوكستاين، خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي، أن حزب الله يخطئ في تقديره بأن الولايات المتحدة ستتمكن من منع إسرائيل من غزو لبنان إذا استمر الحزب في هجماته.

تداعيات خطيرة

من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن إدارة بايدن أكدت أكثر من مره شعورها بالقلق البالغ بسبب التصعيد المتزايد بين إسرائيل وحزب الله مضيفًا أن الموقف الأمريكي يرى أن كلا الجانبين يخطئان في التقدير.

وأضاف على الرغم من تصاعد العمليات القتالية على الأرض وارتفاع لهجة الخطاب. يبدو أن الطرفين يعتقدان بإمكانية تجنب حرب شاملة.

وتابع فهمي، تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل يحمل في طياته العديد من التداعيات الخطيرة. مضيفًا، إذا استمرت المواجهات دون تدخل دولي حاسم. قد نشهد اندلاع حرب شاملة تؤثر على استقرار المنطقة برمتها.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن مسألة دعم الولايات المتحدة لإسرائيل محل جدل. حيث قد تجد واشنطن نفسها مضطرة للتدخل بشكل مباشر إذا تفاقمت الأوضاع.

الرسائل المتبادلة

من جانبهم، أكد محللون أن التصعيد الحالي يحمل في طياته رسائل متبادلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحزب الله. فإسرائيل تسعى إلى تأكيد موقفها الحازم ضد أي تهديد من الشمال. بينما يحاول حزب الله إظهار قدرته على الردع والتهديد في حال أي تحرك إسرائيلي.

وأوضحوا أن الولايات المتحدة من جهتها تسعى إلى تهدئة الأوضاع. لكن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تشير إلى إدراكهم لصعوبة الموقف وتعقيداته. وتظل الأوضاع على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية متوترة ومفتوحة على كافة الاحتمالات.

 وبينما يحاول المجتمع الدولي نزع فتيل الأزمة. يبقى السؤال حول مدى قدرة الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب الانزلاق نحو مواجهة شاملة قد تكون مدمرة للجميع.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى